رام الله- أصدرت وحدة الرصد الإعلامي في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية- مفتاح، تقريرا بعنوان "تغطية الصحف الفلسطينية الثلاث لحادثة استشهاد الأسير عرفات جرادات"، وذلك ضمن مشروعها "القراءة النقدية للإعلام المكتوب" في مرحلته الرابعة، الممول من مؤسسة كونراد أدناور الألمانية (Konrad Adenauer Stiftung).
وقالت د.ليلي فيضي- المدير التنفيذي لمؤسسة "مفتاح": "إن هذا المشروع يستهدف طلبة الإعلام في الجامعات الفلسطينية، والتقارير الصادرة عن الوحدة تأتي انسجاماً مع دور المؤسسة في متابعة رصد الإعلام الفلسطيني وصولاً به إلى المهنية، وتدريب طلبة الإعلام على القراءة النقدية للإعلام المكتوب". ووفقا ًلوحدة الرصد الإعلامي في مفتاح: "أدى استشهاد الأسير جرادات، إلى حالة من الغليان الشعبي الفلسطيني. الذي كان يرقب بقلق بالغ أوضاع الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية، خاصة الأسرى المضربين عن الطعام. ووصلت الأمور بالنسبة لبعض المحللين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى التحذير من انتفاضة ثالثة، علما أن وفاة جرادات تزامنت مع حالة احتقان وغليان شعبي نجمت عن ما يتعرض له الأسرى من قمع وتنكيل، وإعادة اعتقال أسرى محررين أفرج عنهم ضمن "صفقة شاليط" والمعروفة أيضاً بصفقة "وفاء الأحرار"، لذا اختارت الوحدة أن ترصد تغطية الصحف الفلسطينية الثلاث لاستشهاده". وكان قد أعلن في الثالث والعشرين من شباط 2013، عن استشهاد الأسير عرفات شاهين شعوان جرادات (33 عاما) من بلدة سعير بمحافظة الخليل، في سجن مجدو حيث كان يحتجز هناك، بعد نحو أسبوع من اعتقاله، وحمل الفلسطينيون آنذاك الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن وفاة جرادات، وطالبوا مؤسسات حقوق الإنسان بالتحرك السريع للكشف عن ملابسات وظروف الوفاة. وأشار التقرير إلى مواكبة الصحف الفلسطينية الثلاث:"القدس"، و"الأيام" و"الحياة الجديدة"، في عدديها الصادرين يومي 25 و26 شباط 2013، هذا الحدث وتغطيته بصورة شاملة وموسعة، سواء على صفحاتها الأولى التي احتلت ردود الفعل فيها العناوين الرئيسية، وخصصت مساحة أوسع من التغطية في صفحاتها الداخلية لمسيرات الغضب والاحتجاج والمواجهات التي أعقبت تشييع جنازة الشهيد جرادات. في حين رصد التقرير الكيفية التي غطت بها الصحف الفلسطينية الثلاث، حالة الغضب الشعبي، من خلال: العناوين الرئيسية للصفحات الأولى في هذه الصحف، والتغطية المصورة، وتطابق العنوان مع النص والصورة، ومضمون الخطاب الشعبي والرسمي والفصائلي، والمصطلحات المستخدمة، وكيفية تناول الروايتين الفلسطينية والإسرائيلية لحادثة استشهاد جرادات، ومصادر المعلومات. وأوضح التقرير اهتمام الصحف الثلاث بالتغطية المصورة لفعاليات الاحتجاج التي أعقبت استشهاد جرادات وتشييع جثمانه، وكيف خصصت صحيفتا "الأيام" و"الحياة الجديدة" مساحة أوسع من صفحاتهما الداخلية لتغطية تلك الفعاليات، التي أظهرت على وجه التحديد عنف المواجهات، وفي الجانب الآخر برزت مشاهد الألم والحزن التي ظهرت فيها عائلة الشهيد. وبين التقرير ظهور مصطلحات في الصحف الثلاث مثل "موجة غضب" و"حالة غليان" "وهبة جماهيرية" و"انتفاضة أسرى"، وغيرها من المصطلحات التي عكست تخوفاً ساد في تلك الفترة ، بينما اهتمت صحيفتا "القدس" و "الأيام" بالرسوم الكاريكاتيرية التي عكست واقع الأسرى بما فيها استشهاد الأسير جرادات في حين لم نجد مثل هذه الرسومات في "الحياة الجديدة" . وخلص التقرير إلى وضوح اعتماد الصحف للرواية الفلسطينية لظروف وملابسات استشهاد ووفاة عرفات جرادات، والتشكيك وتكذيب الرواية الإسرائيلية، علماً بأن الصحف الثلاث لم تتجاهل هذه الرواية وأبرزتها في بعض الأحيان ضمن تغطيتها، ما يعني أن الصحف تعاملت بمهنية مع هذا الحدث. اقرأ المزيد...
بقلم: مفتاح
تاريخ النشر: 2024/8/28
×
'مفتاح' تصدر موازنة المواطن للعام 2024
أصدرت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" موازنة المواطن للعام 2024، والتي تأتي ضمن تدخلات "مفتاح" على صعيد العدالة الاجتماعية في السياسيات المالية العامة، والهادف إلى تعزيز معايير الشفافية الدولية في السياسات المالية العامة، من أجل التأثير في السياسات العامة باتجاه تضمين معايير العدالة الاجتماعية، من خلال توفير البيانات والحقائق وتقوية الدور الرقابي لمؤسسات المجتمع المدني. وشملت موازنة المواطن لهذا العام عدداً من القطاعات أبرزها الأمن والتعليم والصحة والحماية الاجتماعية، وقد بينت موازنة المواطن أن الموازنة العامة في العام 2024 قد بلغت (19.4) مليار شيقل، في حين كانت قد بلغت الموازنة العامة للعام 2023 (21) مليار شيقل. كما كشفت موازنة المواطن أن موازنة وزارة التنمية الاجتماعية وبعد تخفيض دفعات برنامج التحويلات النقدية (CTP) إلى دفعتين، أصبحت تشكل 3.3% من إجمالي الموازنة العامة، وبمبلغ قدره 571 مليون شيكل. واستحوذ كل من قطاع الصحة على 14.3% من إجمالي الموازنة، وحصل قطاع التعليم على 20.5%، وقطاع الحماية الاجتماعية على 17.6% من إجمالي الموازنة، في حين كانت الحصة الأعلى لقطاع الأمن إذ وصلت حصته الى 21.3%. ولا بد من الإشارة إلى أن الحكومة الفلسطينية تدخل السنة المالية للعام 2024 بعجز كلي (بعد الاقتطاعات الإسرائيلية غير القانونية) بحوالي 6 مليار و808 مليون شيقل. كما وبلغ الدّين العام مطلع العام 2024 حوالي 13 مليار و638 مليون شيقل، في حين كان الديّن العام مطلع العام 2023 حوالي 12 مليار و543 مليون شيقل. وتشكل إيرادات المقاصّة حوالي 66% من إجمالي الإيرادات (المقدرة بالإجمالي 9 مليار و336 مليون شيقل)، في حين تشكل الإيرادات المحلية (المقدرة 4 مليار و706 مليون شيقل) ما نسبته 34%. تعتبر موازنة المواطن وثيقة مبسطة يتم من خلالها استعراض موازنة الوزارة لسنة مالية محددة، موزعة حسب البرامج والبنود، وأوجه الإنفاق المخطط لها، والمشاريع التطويرية لكل وزارة، مما يتيح للمواطنين تتبع المال العام وتوزيعه على مراكز المسؤولية المختلفة، وصولاً لتعزيز مشاركة المواطنين والفئات المجتمعية المختلفة في التخطيط للموازنات العامة بما يضمن الأخذ بعين الاعتبار احتياجاتهم. ومن الجدير بالذكر، أن "مفتاح" بدأت بإصدار موازنات المواطن منذ العام 2015 ليتم نشرها عبر منصة إلكترونية www.citizenbudget.ps كانت أطلقتها سابقاً بالتعاون مع مراكز المسؤولية، في مسعى لتعميق التعاون من أجل اصدار موازنة المواطن بشكل دوري ومنتظم من خلال استصدار قرار من مجلس الوزراء بتبني المنصة واعتمادها لنشر البيانات المالية العامة وتمكين المواطنين من الوصول إليها. كما وسيتم العمل خلال الفترة المقبلة على إصدار موازنات المواطن لمراكز المسؤولية كل على حدا. للاطلاع على موازنة المواطن يرجى زيارة الرابط التالي: https://t.ly/Fk8sZ
بقلم: مفتاح
تاريخ النشر: 2024/1/10
×
الدبلوماسية العامة الفلسطينية.. أداة لفضح حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة
لعبت الدبلوماسية العامة دوراً مهما في فضح حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال قطاع غزة، وتستخدم العديد من الدول الدعم الإغاثي والتنموي كجزءٍ من الدبلوماسية العامة إلى جانب دبلوماسيتها السياسية لخلق صورةٍ إيجابية عنها أمام الدول الأخرى وتتحدث هذه الحلقة عن دور الدبلوماسية العامة الفلسطينية ودورها في القضية. وخلال حلقة خاصة، تنتجها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" بالتعاون مع شبكة وطن الإعلامية. وسلطت الضوء على دور الدبلوماسية العامة في فضح حرب الإبادة الجماعية في غزة، قال الدكتورة دلال صائب عريقات، الأستاذة الجامعية في الدبلوماسية والتخطيط الاستراتيجي إنه على مدار العقود السابقة كان هناك العديد من العوامل التي أدت لخروج الصورة الضعيفة للفلسطيني وإظهاره على أنه اتكائي. وأضافت أن وظائف الدبلوماسيين حسب القانون الدبلوماسي الفلسطيني والدولي واضحة جداً، حيث أن مهمته وواجبه أخلاقياً وقانونياً تمثيل قضيته وشعبه ثم الجالية، وما يقوم به سفيرنا في لندن حسام زملط هو المثال والنموذج الذي يجب أن نراه في كل سفرائنا وهذا هو المستوى الذي يليق بالقضية الفلسطينية. وأوضحت عريقات بإن الدبلوماسية العامة تستهدف الجماهير في الدول الأخرى للتأثير في عقولهم وهو ما شاهدناه في مظاهرات مختلفة بعواصم العالم تطالب بوقف الحرب على غزة، مشيرة إلى أنه في الدول الديمقراطية يجب أن ينعكس الرأي العام على السياسة الخارجية. وقالت إننا مقصرون في العمل الإعلامي العالمي، وأدائنا على المستوى الرسمي والشعبي ضعيف. مضيفة أن المطلوب على المستوى الدبلوماسي الرسمي من السلطة الوطنية ووزارة الخارجية تفعيل الأدوات وتنفيذ القانون الدبلوماسي الفلسطيني، فهناك مخالفات عديدة للقانون منها سنوات الخدمة والعمر ونحن بحاجة لإصلاح المنظومة الدبلوماسية الرسمية. وأضافت أن أدوات الشباب تختلف عن أدوات الأعمار الأخرى وبالتالي الدبلوماسي يجب أن يتوفر فيه صفات عديدة مثل اللغة والثقافة والحوار والخطابة والقدرة على التواصل مع الجماهير والفئات المختلفة بالدول والتركيز على جوانب جديدة وتسليط الضوء على الرواية الفلسطينية وتوحيدها ويجب إظهار أجمل صورة للفلسطيني وعامل الجذب وما يجمعنا بشعوب العالم وكيفية تصدير ما هو إيجابي وعدم الاستمرار في صورة الضحية. مشيرة إلى أنه يجب الظهور بأننا أصحاب قضية وحق وكفاءات ويجب أن نعيد النظر في من يمثلنا دبلوماسياً. وأكدت أنه مطلوب من كل فلسطيني المساعدة في نقل الحقيقة وهذه مسؤوليتنا ويجب إدراك أهمية دور الفرد في التغيير بنقل الحقائق والواقع الفلسطيني. وفي ذات السياق، قال مدير برنامج الخطاب العام والتواصل في "مفتاح "زيد عم علي، إن النجاح الدبلوماسي العام الفلسطيني لم يتحقق بعد والطريق طويلة أمامه، لكنه حقق نجاحاً جزئياً بمساعدة الحلفاء والأصدقاء في الخارج. وأضاف عم علي أن الفضاء الرقمي ساهم في فضح حرب الإبادة الجماعية، على الرغم من أنه جهد غير منظم في أغلب الأوقات. مشيرا إلى أن المؤسسات الرسمية في الدبلوماسية حققت نجاحاً قليلاً وعلى سبيل المثال، نجاح السفير الفلسطيني حسام زملط في لندن في فضح حرب الإبادة. وأكد أن المحتوى الفلسطيني الذي يقدم للعالم يحتاج للرعاية والتطوير، لذلك يجب أن يمارس الطاقم الدبلوماسي الأدوات العصرية ويتمكن من مواكبة التطور التكنولوجي، كما أن عامل العمر يلعب دوراً مهما خاصة في مجال الدبلوماسية الرقمية. وشدد على أن الهدف الرئيسي للدبلوماسية هو نشر الرواية الفلسطينية وزيادة الوعي والتأثير على السياسيات الخارجية للدول والحكومات من خلال شعوبها وأدواتها الرسمية، لذلك يجب أن تجرى عملية إصلاح كبيرة للسلك الدبلوماسي الفلسطيني، ويجب أن يكون هناك تكامل وتنسيق بين الأشخاص الذين يخوضون في الدبلوماسية والعمل بجدية في خطوات الإصلاح لخدمة القضية. وقال إن هناك دول حريصة لتقديم دعم تنموي يندرج تحت مفهوم الدبلوماسية العامة، حيث كان الغرب حريص على الدبلوماسية العامة خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر وما سمي بالحرب على "الإرهاب" لكسب النظرة الإيجابية للدول النامية تجاه الدول الغربية، لكن ذلك فشل، وعززت ذلك الفشل حرب الإبادة في غزة، والتي كشفت عن نفاق الدول الغربية وازدواجية المعايير لديها فيما يخص القضية الفلسطينية والقضية الأوكرانية. وأشار عم علي إلى أن العمل الدبلوماسي الرقمي لا يتطلب الكثير من الموارد المالية ولو قارناه بجهود المؤسسة الإعلامية الإسرائيلية رغم الأموال الكبيرة التي تضخها إلا أنها فشلت في وسائل التواصل الاجتماعي بسبب جهود الفلسطينيين وحلفائهم بالخارج في تفنيد رواية الاحتلال. وأضاف أن هناك تحد كبير بسبب الحظر الذي يواجه المحتوى الفلسطيني من قبل وسائل التواصل الاجتماعي، ومع ذلك استطاعت الرواية الفلسطينية فرض نفسها. مؤكدا على ضرورة "أنسنة" القضايا والقصص لأنه تؤثر بشكل أكبر في الرأي العام العالمي.
بقلم: مفتاح
تاريخ النشر: 2023/10/11
×
مؤسسة مفتاح تصدر تقارير الإنفاق الفعلي النصفي المقارن 2022-2023 للقطاع الاجتماعي وقطاع الأمن
أصدرت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار والديمقراطية "مفتاح" تقارير الإنفاق الفعلي النصفي المقارن للأعوام 2022-2023، وذلك لمراكز المسؤولية ذات العلاقة بالقطاع الاجتماعي (الصحة، قطاع التعليم، التنمية الاجتماعية، العمل)، وقطاع الأمن (وزارة الداخلية والأمن الوطني)، وذلك بناء على البيانات المالية نصف السنوية الصادرة عن وزارة المالية في فلسطين في العامين 2022-2023، وعلى أساس الالتزام. وأشارت البيانات إلى استحواذ وزارة الداخلية والأمن الوطني على النسبة الأولى من الإنفاق الفعلي في النصف الأول من العام 2023، وبلغت (22.89%) من إجمالي النفقات العامة، وبمبلغ وصل إلى (1.87) مليار شيكل، بارتفاع عمّا كان عليه الإنفاق الفعلي على وزارة الداخلية والأمن الوطني في نصف العام 2022، في حين بلغ الإنفاق الفعلي النصفي على قطاع التعليم (التربية والتعليم والتعليم العالي) (22.1%) من إجمالي النفقات العامة، وبمبلغ وصل إلى (1.81) مليار شيكل، وبارتفاع عمّا كان عليه الإنفاق على قطاع التعليم في نصف العام 2022. كما بلغ الإنفاق الفعلي على وزارة الصحة في نصف العام 2023 (12.6%) من إجمالي النفقات العامة، وبمبلغ وصل إلى (1.03) مليار شيكل، بانخفاض طفيف عما كان عليه في نصف العام 2022، أما وزارة التنمية الاجتماعية، وبما يشمل مؤسسة رعاية أسر الشهداء، فقد بلغ الإنفاق الفعلي عليها في نصف العام 2023 (6.7%) من إجمالي النفقات العامة، بارتفاع عما كانت عليه في نصف العام 2022، حيث بلغ الإنفاق الفعلي في نصف العام 2023، (550) مليون شيكل. أما في قطاع العمل فقد بلغت نسبة الإنفاق الفعلي في نصف العام 2023 (0.32%) من إجمالي النفقات العامة، وبلغت قيمة الإنفاق الفعلي على وزارة العمل في نصف العام 2023 (26) مليون شيكل، بارتفاع طفيف عن نصف العام 2022. ومن خلال مراجعة تقارير الإنفاق الفعلي على مراكز المسؤولية المستهدفة من منظور النوع الاجتماعي، والعدالة الاجتماعية، يلاحظ أن الإنفاق الفعلي على وزارة التنمية الاجتماعية لا يتناغم وكم مسؤولياتها كقائدة للقطاع الاجتماعي في فلسطين، وبرامجها في مكافحة الفقر، والحماية الاجتماعية للفئات الفقيرة والمهمشة. فقد استمر عدم الالتزام بصرف دفعات الأسر الفقيرة ضمن برنامج المساعدات النقدية (CTP) تبعا للمقدر، حيث تم صرف دفعة واحدة فقط خلال نصف العام 2023، من أصل أربع دفعات مقدرة للعام 2023، الأمر الذي يمس الأمان المالي للفئات الأقل حظاً والأكثر تهميشاً في المجتمع من الفقراء، إضافة إلى صرف ما نسبته (30%) فقط من الموازنة المقدرة على برنامج الحماية الاجتماعية، رغم أهميته في توفير الحماية والخدمات الاجتماعية للنساء المعنفات، والأطفال، وذوي الإعاقة، والمسنين. كذلك أشارت البيانات إلى نسبة متدنية للنساء العاملات في قطاع الأمن، حيث بلغت تلك النسبة (6%) من مجموع العاملين في القطاع الأمني، في حين أن تلك النسبة تصل إلى حوالي (46%) في القطاع المدني، وبالتالي فإن هناك فجوة في الإنفاق الفعلي على قطاع الأمن من منظور النوع الاجتماعي، كون النسبة العظمى من الإنفاق الفعلي في نصف العام 2023 موجهاً للرواتب والأجور، لذا فإن استفادة النساء من تلك المخصصات، والتي قاربت (1.5) مليار شيكل في نصف العام 2023، محدودة جداً تبعاً لنسبة النساء المنخفضة. أما بخصوص وزارة التربية والتعليم، فقد تم تخصيص مبلغ (21.6) مليون دولار من الموازنة التطويرية لدعم مدارس القدس والمدارس في المناطق المصنفة (ج)، في حين أن وزارة الصحة خصصت موازنة بقيمة (30) مليون شيكل لتغطية اللقاحات والتطعيمات، كما توفر وزارة الصحة خدماتها الأولية في (493) مركز رعاية أولية في المناطق الجغرافية المختلفة. كما أشارت البيانات إلى أن الإنفاق التطويري على وزارة العمل بلغ فقط (1.2) مليون شيكل في نصف العام 2023، الأمر الذي يلقي ظلالاً سلبية على البرامج والمشاريع ذات العلاقة بقضايا النوع الاجتماعي، والتي خصص لها موازنات مرتفعة ضمن النفقات التطويرية مثل خلق فرص عمل للنساء العاملات في المستوطنات. يشار إلى أن البيانات السالفة الذكر هي على أساس الالتزام، وليس النقدي، فما زالت الحكومة لا تصرف رواتب كاملة للموظفين العمومين، وإنما نسبة من الراتب تتراوح من بين (80-90%).
لنفس الكاتب
تاريخ النشر: 2013/8/6
×
'مفتاح مكنتني بالمعرفة' لنا بكر: 'حاربت استهجان الناس وقمع الأهل...حتى تبدل لاحترام وحرية'
على الرغم من انعدام عوامل التحفيز والتشجيع في منزلها وبيئتها ومحيطها، إلا أن لنا بكر 25 عاماً أصرت على مواصلة نشاطها المجتمعي رغم كل المعيقات من مضايقات ونظرات مستهجنة من أهالي قريتها قيرة قضاء سلفيت، متسلحة لمواجهة ذلك بحبها للعمل ورغبتها في التفاعل مع مجتمعها وبنائه.
لنا بكر طالبة خدمة اجتماعية في السنة الرابعة في جامعة القدس المفتوحة، شاركت على مدار العامين الماضيين في معظم النشاطات والتدريبات التي عقدتها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي- مفتاح، ضمن المرحلة الثانية من مشروع "تقوية القيادات النسوية الشابة في العمل السياسي: الأطر الطلابية"، الذي تنفذه المؤسسة بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي/ برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني، وتهدف من خلاله للمساهمة في رفع نسبة تمثيل الشابات الفلسطينيات ضمن مواقع صنع القرار على مختلف المستويات، والتدرج في تقلد مناصب قيادية في الفصائل السياسية بجاهزية وكفاءة، كما شاركت لنا وكانت عضواً فاعلاً ضمن برنامج تقوية ودعم القيادات الشابة، الذي ينفذ بالشراكة مع الممثلية الإيرلندية والممثلية النرويجية، والذي تسعى "مفتاح" من خلاله لتمكين الشباب من المشاركة الفاعلة والمثمرة في المساهمة في عملية التغيير والتطوير في فلسطين على المستويين السياسي والاجتماعي. عن علاقتها بمفتاح تقول لنا في لقاء معها: "بدأت علاقتي بمؤسسة مفتاح منذ عامين، حيث وجهت المؤسسة دعوة للفصيل الذي أنتمي له لإشراك الفتيات الناشطات سياسياً في دورة تقوية القيادات النسوية في الفصائل السياسية، في البداية لم يكن لدي الحماس للانضمام، حيث أنني تلقيت عدة دورات تدريبية مع مؤسسات أخرى وكانت أغلبها تقتصر على الجانب النظري، ولكن رغم ذلك قررت أن أشارك وبعد مشاركتي فوجئت، فالمواضيع التي طرحت كانت شيقة، والمعلومات التي قدمت كانت هامة، إضافة إلى أن المدربين كانوا على درجة عالية من الكفاءة وكانوا حريصين على استفادة المشاركين، والتدريب كان ممتازاً على كل الأصعدة". طريق لنا في العمل المجتمعي والسياسي لم يكن مليئاً بالورد، بل كانت تعترضه العقبات الأسرية والمجتمعية تقول: "بصراحة لم يكن هناك من يشجعني، بل على العكس كنت أواجه بالقمع وكنت أحياناً أضطر للخروج دون علم أهلي، ولقد تحديت الكثير من الصعاب، وتجاوزت العنصرية والنظرات المزعجة من قبل أهل قريتي، الذين كانوا يستهجنون خروجي ونشاطاتي، فنشاط الفتيات داخل القرية معدوم حتى في محافظة سلفيت عندما كنت أخرج إلى تدريبات ودورات كنت أجد نفسي فتاة وسط مجموعة من الذكور، لكن هذه الأمور على الرغم من أنها كانت تضايقني نفسياً إلا أنها لم تمنعي من العمل، ولو أن أحداً غيري تعرض لهذه المواقف لاستسلم منذ البداية لكنني أعتبر نفسي إنسانة قوية". وعن نفسها تحدثنا لنا بكر: "بداية تطوعت مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وأنا في عمر 14 عاماً ما أضاف الكثير لشخصيتي، وبعد إنهائي للثانوية العامة التحقت بالجامعة وكانت البداية أيضاً لنشاطي السياسي، ومنذ ذلك زاد نشاطي وتحركي بشكل ملحوظ، وأصبحت أتحرك خارج إطار منطقة سلفيت وأزور العديد من المدن والقرى، وأتلقى العديد من الدورات والورش التدريبية في مجال الاتصال والتواصل وبناء الشخصية والإدارة وغيرها من المواضيع، إضافة إلى تعرفي على كثير من المؤسسات ومشاركتي بمعسكرات تدريبية سواء داخل سلفيت أو خارجها، وخلال هذه الفترة شعرت أنني أبني قاعدة أساسية لشخصيتي وأطور علاقاتي الاجتماعية". وفي إجابة على سؤال حول الدافع لانضمامها إلى فصيل سياسي، تجيب لنا: "منذ دخولي الجامعة لم يكن لدي الوعي الكافي عن الفصيل السياسي الذي انتمي له، ولكن فيما بعد زادت معرفتي به وبدأت قناعاتي السياسية تتقاطع مع رؤيته، حيث جذبني برنامجه السياسي والوطني، وقد دعمني بشكل كبير". وعن الفرق الذي لمسته في شخصيتها قبل التدريب مع مؤسسة مفتاح وبعده، تقول لنا: "رغم مشاركتي مع العديد من المؤسسات ونشاطي داخل الفصيل إلا أنه كان هناك بعض الخوف أو الخجل في شخصيتي، و كنت أخجل من طرح ما أريد ربما كان السبب أنني كنت الفتاة الوحيدة وسط مجموعة من الذكور، ولكن بعد مشاركتي مع مفتاح تعززت معرفتي بحقوقي، ما عزز ثقتي بنفسي وزاد من جرأتي، وأيضاً كان هناك شخصيات في مؤسسة مفتاح تعاملت معها وأحببت أن أقتدي بها وهذا ما عزز الدافعية للعمل في داخلي، إضافة إلى أن مواضيع التدريب المنتقاة ساهمت في تقوية شخصيتي، وقد لمست في مفتاح ما هو جديد ومختلف عن ما يقدم في المؤسسات الأخرى". وعن سؤال حول كيف انعكست مشاركتها مع مفتاح على تطوير حياتها المهنية والمجتمعية، تجيب لنا: "لقد تطورت بشكل ملحوظ من الناحية الاجتماعية، وأصبحت أتعامل مع عائلتي والناس من حولي بوعي أكثر، حتى علاقتي مع أهالي قريتي تغيرت تماما من الاستهجان للاحترام، حيث أصبحوا يشاهدون نشاطاتي على أرض الواقع، واستطعت أن أثبت شخصيتي، وأهلي الآن يفخرون بي عندما يسمعون عن نشاطاتي، وعلى الصعيد السياسي أيضا شعرت بالفارق وأصبحت قادرة على طرح ما أريد بكل ثقة وحرية، وهذه القوة مستمدة من المعلومات والقوانين التي أصبحت على دراية بها، فمفتاح عززت الاستعدادية والدافعية لدي وشعرت بأنني قادرة على الانطلاق أكثر، حتى المشاركين في التدريبات فقد أثرت فيهم التدريبات وغيرتهم للأفضل بشكل واضح". في الختام ترى لنا نفسها بعد 10 سنوات في منصب هام بما يعطيها الفرصة للتغير والتأثير، وتشير إلى أنه ورغم الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتردية التي يعيشها الشباب، إلا أنه تقع على عاتقه مسؤولية المبادرة والعمل الدؤوب، لكنه في الوقت ذاته بحاجة لمن يحتويهه ويتلمس احتياجاته ويتواصل معه ويعطيه المساحة للتعبير عن نفسه. تاريخ النشر: 2013/7/31
×
ابتسام المصري: 'الاستقلالية المادية تعزز ثقة المرأة بنفسها وتشركها في صنع القرار'
في إطار سعي المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية – مفتاح، لتفعيل دور المرأة وتمكينها في المجالات المختلفة، تدعم مفتاح وضمن مشروع "تنمية المجتمعات المحلية في محافظتي القدس والأغوار، وبتمويل من الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتنفذ "مفتاح" ضمن هذا المشروع زيارات تبادلية قبل البدء بتوريد المشاريع للنساء المستفيدات، وتخضعهن لدورة تدريبية في "إدارة المشاريع"، وتعتمد هذه المشاريع بالأساس على التعاون والعمل الجماعي بينهن. ابتسام المصري من قرية الجيب إحدى المستفيدات من المشروع، وهي ناشطة مجتمعية، وعن علاقتها بمفتاح ونجاح مشروع النحل الذي قدمته المؤسسة لها ولمجموعة من سيدات القرية كان معها هذا اللقاء. ابتسام من قرية صطاف المهجرة متزوجة في قرية الجيب إلى الشمال الغربي من القدس، هي أم ل 7 أبناء (5 بنات وولدين)، وتعمل رئيسة مركز الجيب النسوي للمرأة والطفولة منذ عام 2007، كما تدير عدة مشاريع بيتية كتربية الأغنام والنحل وغيرها. وعن علاقتها بمفتاح، وتواصلها معها تقول ابتسام: "قلة التمويل كانت السبب الأساسي في توجهي لمؤسسة مفتاح لكي أجلب الدعم للمركز، إضافة إلى أنني أسعى دوماً إلى مساعدة النساء بعد أن تعرفت أكثر على مشاكلهن ولامست همومهن من خلال عملي معهن، وقد تعرفت على مفتاح قبل عامين عن طريق صديقة تدير مركز نسوي في قرية النبي صموئيل، أخبرتني أن مفتاح تدعم المبادرات النسوية كالمركز النسوي الذي أديره، فزرت مفتاح وشرحت وضع المركز ونشاطاته وقد تحمسوا لمساعدتنا، واقترحوا علينا حينها أن ننظم أنفسنا كمجموعة نساء للعمل على إدارة مشروع لصناعة العسل، وبالفعل كنا خمسة نساء وقامت مفتاح بتزويدنا بصناديق نحل كانت من مشروع كانت قد سحبته من مجموعة لعدم إدارتهم السليمة للمشروع في منطقة أريحا، وبدأنا العمل على قطعة أرض أملكها". وعن مركز الجيب النسوي للمرأة والطفولة ونشطاته، تقول ابتسام: "قمنا بتأسيس المركز عام 2007، ويعمل كجمعية خيرية لمساعدة النساء، حيث شكلنا هيئة إدارية من مجموعة من سيدات القرية، وحصلنا على دعم حكومي في البداية ولكن الدعم لم يستمر، والآن للأسف عمل المركز ضعيف بسبب قلة التمويل، عدا عن بعض الخلافات العائلية داخل القرية والتي تعيق عمله، ولكنني مصممة على استمرار العمل فيه لأننا تعبنا في تأسيسه وأصبح معروف لدى معظم المؤسسات". إن مفتاح توفر كل الإمكانيات من أجل إنجاح المشاريع ومتابعتها، لكن العمل الجماعي والالتزام من قبل السيدات وحب العمل هي عوامل لابد من توفرها حتى يتحقق النجاح ويستمر، وهذا ما تؤكده ابتسام: "إن صعوبة أي مشروع تكمن في البداية، فكيف الحال بمشروع متهالك وبحاجة للنهوض به، لذا لم ينجح المشروع كما كنا نطمح في السنة الأولى، لإننا استنفذنا الكثير من الوقت والجهد في إصلاح الصناديق وصيانتها وشراء الأدوية والتغذية اللازمة، لكن دعم مؤسسة مفتاح لنا مرة أخرى خلال 2013، هو الذي أحدث الفرق وهذا ما يميزها عن المؤسسات الداعمة الأخرى، حيث قامت مفتاح بتزويدنا بعشرة صناديق أخرى استطعنا من خلالها أن ننهض بالمشروع، وقطفنا هذا العام عن 5 أو 6 صناديق فقط ما يقارب 48 كيلو، كما عملنا على الاهتمام بالصناديق المتبقية وننتظر في شهر أيلول القادم أن يكون العائد كبير أيضاً، ونحن الخمسة نتعاون فيما بيننا ونتقاسم الأدوار في متابعة العمل وهذا سبب آخر لنجاح المشروع، حتى في أيام البرد الشديد كنا نتفقد الصناديق ونقوم بتغذية الخلايا على الرغم من أننا تضررنا الشتاء الماضي وخسرنا ما يقارب 8 صناديق إلا أننا حرصنا على استمرار المتابعة والعمل". وحيث أن تربية النحل، ليست عملية سهلة بل تحتاج إلى الخبرة والمعرفة، تشير ابتسام: "لقد طلبنا من مؤسسة مفتاح تخصيص دورة لنحصل على المعرفة اللازمة في مجال تربية النحل ووفرت لنا ذلك، مع المهندس المتخصص بشكل عملي ونظري، وقد استفدنا كثيرا، وفيما بعد بقينا على تواصل مع المهندس عماد وما زال يقوم بفحوص دورية للخلايا ويعطينا التعليمات اللازمة". وعن مدى الاستفادة التي لامستها مجموعة السيدات المستفيدات من المشروع تتحدث ابتسام: "بعد فترة من العمل والاجتهاد استفادت جميع النساء المشاركات في المشروع وحصلن على عائد مادي، ومنذ عامين ونحن نغطي كامل مصاريف المشروع ونجني أرباحا، وفي الفترة الأخيرة مثلا حصلت كل سيدة في المجموعة على 7 كيلو من العسل، ونعمل على تسويقها جميعا عن طريق علاقتنا الاجتماعية داخل القرية، حيث أن معظم الأهالي يثقون بمنتجنا لأنه طبيعي". وتضيف: "وإن هذا الاستقلال المادي الذي تمتعت به سيدات المشروع، انعكس على ثقتهن بأنفسهن سواء في أسرهن أو في مجتمعهن المحيط، فأصبحن يساهمن في مصروفات المنزل ويشاركن في القرار المادي، ويستثمرن وقتهن بما يعود عليهم وعلى عائلتهن بالفائدة". وفي ردها على سؤال حول تأثير جدار الضم والتوسع الإسرائيلي الذي يحيط بالقرية، على الزراعة والبناء وغيرها من احتياجات السكان أجابت: " نحن في قرى غرب القدس نعيش أوضاعا صعبة ونفتقر للكثير من الاهتمام، ولقد صادر الجدار الكثير من أراضي القرية، ومنع البناء في عدد كبير منها". وعن دور العائلة دعما وتشجيعاً تؤكد ابتسام: "عائلتي تقف إلى جانبي دائما، وعملي في المركز النسوي جاء بتشجيع من زوجي بعد أن كان عملي فقط داخل حدود المنزل، وأتلقى الدعم منه باستمرار في كل المشاريع التي أقوم بها، وبحكم عمله كنجار فهو يقدم المساعدة من خلال صناعة المعدات اللازمة للمشروع". أما عن التنسيق بين العمل المجتمعي وبين المسؤوليات العائلية كأم وربة أسرة، فتشير ابتسام: "العمل خارج المنزل ليس جديدا علي، فقد عملت في مخيطة أثناء دراسة أبنائي في الجامعة، وتركت العمل فور تخرجهم، ولأنني كنت قد اعتدت على العمل بدأت بالبحث عن أعمال أخرى، كما أن أبنائي يساعدونني باستمرار بالعمل داخل المنزل وخارجه، وأنا أيضا أقوم بتقسيم وقتي للوفاء بكل التزاماتي، ولحسن حظي أن كل أعمالي قريبة مني فمشروع النحل والحيوانات في أرضي القريبة من منزلي، والمركز أيضا في منزلي لأنه ليس بقدورنا استئجار مقر بعد أن طَلب منا ترك المقر السابق لعدم تمكننا من دفع أجرته". وفي الختام شكرت ابتسام مؤسسة مفتاح كثيرا لتمكين النساء اقتصادياً من خلال هذا المشروع ولمتابعتهم المستمرة لهن، وهذا ما يشجعهن للاستمرار بالعمل، فهن فخورات بنجاح المشروع ويسعين لتطويره أكثر، ووجهت دعوة للجميع لرؤية المشروع على أرض الواقع، وأوصت "مفتاح" والمؤسسات الأخرى الداعمة للمرأة أن تدعم نساء أخريات ليخضن التجربة ويستفدن. تاريخ النشر: 2013/7/8
×
ضمن برنامج ‘دعم الانتخابات’ الحروب: "مفتاح مكنتني من تقبل الاختلاف ويميزها صدقها ودعمها المتواصل"
منذ الوهلة الأولى، يستطيع أي شخص أن يستشعر قوتها، وشخصيتها الفذة، ففي القادة سمات لا يمكن تجاهلها أو إغفالها، إنها فاطمة الحروب، عضو المجلس البلدي لبلدة تفوح قضاء الخليل، وإحدى المشاركات في برنامج "دعم الانتخابات" في مرحلته الحالية، ورغم أنها أم لـ7 أولاد و4 بنات، لكن هذا العدد الكبير من الأبناء لم يقف عائقاً في طريقها، بل لربما كان حافزاً وسط عدد من المحفزات الأخرى للنجاح والعمل الدؤوب، لتكون الزوجة والأم وسيدة المجتمع المحلي.
"مفتاح" ومن خلال هذا البرنامج تسعى إلى تمكين مكونات المجتمع القيادية من المشاركة في تعزيز الديمقراطية والحكم الصالح، ورفع الوعي المجتمعي تجاه حقوق المواطنة الصالحة وواجباتها. حول هذه التجربة والنجاح الذي حققته من خلال البرنامج تقول فاطمة معرفة عن نفسها بدايةً: "اسمي فاطمة محمد أحمد الحروب معروفة بأم صايل 50 عاما، من قرية دورا، متزوجة في بلدة تفوح وزوجي من عائلة طردة، وتزوجت أثناء دراستي اللغة العربية في جامعة الخليل". وتضيف: "في بداية حياتي المهنية عملت مع "لجنة تنظيم المرأة" وهي التي صقلت شخصيتي، حيث كنت منسقة اللجنة في تفوح، وبعدها شاركت بالانتخابات التشريعية في قائمة حركة فتح عام 2005، لكن لم يحالفني الحظ، وأنا بطبعي أحب خوض المعارك الانتخابية، وأصبحت الآن عضو بلدية تفوح ومسؤولة المشاريع في البلدية، ولكن نجاحي في بلدة تفوح كان بسبب حب الناس لي". وعن علاقتها بمفتاح، وتواصلها معها تقول أم صايل: "بدأت علاقتي مع “مفتاح” منذ العام 2005، حين قررت خوض الانتخابات التشريعية، فوجدت دعماً كبيراً من مؤسسة "مفتاح" من خلال منسقة المؤسسة في الخليل ميسون قواسمة، التي أكن لها الوفاء والتقدير، فهي إنسانة جريئة ومناضلة بالفعل، ولقد دعمتني بكل السبل الممكنة، وكانت مصرة على تقدمي وتطوري من خلال التدريبات والنشاطات التي كانت تنظمها "مفتاح". وقد خضت انتخابات البلدية في شهر أكتوبر/تشرين أول 2012، من خلال ترشحي بقائمة الاستقلال والتنمية، حيث كان رقمي 4 في القائمة وفاز 6 مرشحين من القائمة من أصل 11، وقد تنافس على الانتخابات في حينه 3 كتل، إلا أننا كنا القائمة الأقوى، ووجدت دعما ًكبيراً من السيدات ومن كبار السن ومن الشباب، الذين كانوا على قناعة بقدرتي على مساعدتهم". وفي إجابة على سؤال حول انعكاس علاقتها مع “مفتاح” على المستويين الاجتماعي والمهني، قالت أم صايل: "بعد هذه التجربة، اتسعت دائرة معارفي وتعاملي مع الناس، ثم أصبحت نائب رئيس الاتحاد العام لعمال فلسطين في مدينة الخليل،وبدأت بتقديم المساعدة للمحتاجين عن طريق التأمين الصحي، ولدي الآن 350 عائلة مستفيدة نقوم بتزويدها بالمواد الغذائية شهريا من خلال اتصالي مع المؤسسات الداعمة، ونحرص على تغيير المستفيدين كل 3 سنوات لتعم الفائدة على الجميع، وهذا العمل ثابت منذ عام 2001. وبصفتي أيضا رئيسة لجنة تنظيم المرأة في تفوح بدأت بعقد ورش عمل ودورات للسيدات، وتنظيم العديد من النشاطات كالرحلات الترفيهية للسيدات، وكنت أجمع التبرعات وأقدمها للمشاركات في الرحلة، لمساعدتهن وإسعادهن. وأنا الآن بصدد العمل على تقديم المساعدة لحوالي 500 سيدة محتاجة في رمضان، حيث سأقوم بتوزيع ألبسة ومستلزمات منزلية عليهن، وهذه التبرعات يقدمها أشهر تجار مدينة الخليل، الذين يلجؤون إلي، من أجل توزيع المساعدات التي يقدمونها، لكونهم يأتمنونني ويثقون في قدرتي على إيصال المساعدات لمن يستحقها، استناداً لسمعتي ونشاطاتي واتصالي المباشر مع الناس، حيث يقومون بتزويدي بالتبرعات العينية لأقوم بدوري بتوزيعها على العائلات المحتاجة، كل هذه النشاطات دفعت الناس لتشجيعي ومطالبتي بالترشح لانتخابات البلدية". وعن محاولات الإقصاء والتهميش من المحيطين سواء في البلدية أو في أماكن أخرى، تؤكد قائلة: "كان هناك معارضين ولكني صممت على خوض الانتخابات، ونجحت في بلدة تفوح والآن موجودة في البلدية وأتصدر أي عمل في البلدة، ولدي الآن وكالة لكفالة 12 يتيم، وأقوم بتغطية منح دراسية لـ 40 شاباً جامعياً، وكل ذلك من المتبرعين وأهل الخير. وهناك أناس وضعوا أمامي الكثير من المعيقات، فالبعض كان يقول: "هذا ليس عملك وليس من صلاحياتك"، ولكني لم أكن أتجاوب مع كل ذلك، وكل الشكر لرئيس البلدية محمود عبد الله رزيقات الذي دعمني بشكل كبير وأولاني الثقة". وتتابع: "للأسف لقد طُعنت كثيراً من قبل المجتمع، وقد حُوربت من جميع النواحي، وحتى في قرية تفوح تمت محاربتي بشكل كبير، فقد واجهت العقلية الذكورية حيث كانت النظرة للأنثى مقتصرة على قيامها بالواجبات المنزلية، واتهموني بمحاولة إفساد بنات بلدة تفوح كوني من بلدة أخرى، لمجرد قيامي بورشة عمل عن الزواج المبكر مثلا أو عن حق المرأة في الإرث، فاتهموني بإفساد بناتهم وزوجاتهم وتحريضهن عليهم". لكن أم صايل لم تستسلم أمام أي محاولات للإحباط، أو مشاعر اليأس طوال السنين الماضية، تقول: "لقد واجهت الكثير من الإحباطات والإهانات، لكن إرادتي القوية وإيماني، إضافة إلى حبي الدائم للاستطلاع والتعلم ومعرفة المزيد، كانوا سببا ًلمواصلتي، وفرحة الناس الذين أساعدهم كانت تكفيني، وكل الكلام السلبي الذي كنت أسمعه كنت أرميه وراء ظهري، وهذا ما أقنع الناس في شخصيتي أكثر، والآن أصبحت عنواناً لمعظم أهل البلدة الذين يلجؤون إلي للمساعدة، في البداية كان أولادي منزعجين من كل المضايقات تجاهي، ولكنني كنت أقول لهم بأني على الطريق الصحيح وبأن الناس سيزداد وعيها". وتوضح أم صايل أن هناك مجموعة من السيدات في البلدة يقمن بمساعدتها، بالتنسيق لإشراك أكبر عدد من النساء في النشاطات، ولكن تبقى هي المسؤول الأول لتنسيق معظم النشاطات والإشراف عليها. أما عن التنسيق بين كل هذه الأعمال المجتمعية وبين المسؤوليات العائلية، فتشير "أم صايل": "بالنسبة للبلدية فلا يلزمني التواجد يوميا في المقر لأنني عضو ولست رئيساً، ولكن أشارك في الاجتماع الأسبوعي الذي يعقد، وأتواصل باستمرار مع باقي الأعضاء، ولكن التفرغ الكامل لعملي هو مع لجنة تنظيم المرأة، وأقوم بكل ذلك كعمل تطوعي ودون عائد مادي، كما أنني أقوم بأغلب واجباتي المنزلية أثناء الليل، ولكن الميزة الأهم أنني أحب عملي وأحب أن أعطي الآخرين". وتؤكد فاطمة الحروب على أن دعمها الأكبر كان من قبل عائلتها وبالأخص زوجها، الذي ساعدها بشكل كبير جدا، وكان لديه وعي منذ البداية بدور المرأة وأهميته، وهو نفسه من قال لها "سأوصلك للتشريعي". وحول التغيير في بلدة تفوح على مستوى العقلية والممارسة، تؤكد أم صايل: "أهل البلدة يتقبلوني الآن بكل أريحية، بل حتى الرجال يشجعون زوجاتهم لحضور أي نشاط أقوم بتنظيمه، وأرى بأني غيرت عقلية سكان البلدة بشكل كبير، ففي بداية زواجي لم يكن هناك تعليم جامعي للإناث مطلقا في بلدة تفوح، لكن وبعد ورشات العمل والدورات وما كنت أقوم به، أصبحت تفوح أكثر بلدة في الخليل يوجد فيها تعليم جامعي للبنات، وأصبح هناك وعي وتقبل لدخول المرأة الانتخابات وحضورها للدورات وورش العمل، إلا أن عملية التغير هذه احتاجت حوالي 5 أو 6 سنوات". وفي تقييمها ل"مفتاح" في عملها على تقوية ودعم المرأة، قالت أم صايل: "كل الاحترام لمؤسسة “مفتاح”، فما يميزها قدرتها على صقل شخصية المرأة، فعلى المستوى الشخصي، وقبل تعرفي على مفتاح كنت أتخاطب باندفاع وتعصب ولا أتقبل أي اختلاف، ولكن بعد التدريبات وورش العمل التي نظمتها أصبح لدي قدرة على الاستماع وتقبل الآخرين، كما يميز “مفتاح” صدقها ودعمها الحقيقي والمتواصل". وفي كلمة وجهتها ل“مفتاح”، أوصت بتكثيف ورش العمل للسيدات وخصوصا النساء اللواتي يرغبن في خوض معارك الانتخابات، "مؤسسة “مفتاح” تدعم المرأة بجميع الأشكال، المرأة في مجتمعنا ضعيفة جدا، وهي بحاجة لدعم النساء والرجال معاً". في الختام عبرت أم صايل عن أمنيتها بخوض الانتخابات التشريعية والفوز فيها، لتحسين وضعها الاقتصادي أولا، ومساعدة الناس أكثر والقدرة على حل مشاكلهم، بحيث تمتلك الصلاحيات للمساعدة. تاريخ النشر: 2013/5/6
×
دانة حبابية: ‘مفتاح سلحتنا بالمعرفة والمعرفة هي المناصر الأساسي لأي شخص’
ثقة عالية بالنفس وشخصية قوية..هما أبرز ما يميزان دانة حبايبة 28 عاماً، عضو المجلس المحلي لقرية صانور، وإحدى المشاركات في مشروع "دعم الانتخابات" في مرحلته الحالية، حبايبة ورغم زواجها في سن مبكرة، وهي على مقاعد الدراسة، إلا أن ذلك لم يمنعها من مواصلة تعليمها الجامعي بنجاح، والاستمرار في نشاطها المجتمعي في قريتها، لتكون الزوجة والأم والطالبة وسيدة المجتمع المحلي.
"مفتاح" ومن خلال هذا المشروع تسعى إلى تمكين مكونات المجتمع القيادية من المشاركة في تعزيز الديمقراطية والحكم الصالح، ورفع الوعي المجتمعي تجاه حقوق المواطنة الصالحة وواجباتها. وحول النجاح الذي حققته حبايبة من خلال المشروع كان معها هذا اللقاء. س1: بداية من هي دانة حبايبة، وكيف تصفين نفسك؟ دانة حبابية من نابلس متزوجة في صانور، حاصلة على بكالوريس حاسوب من جامعة القدس المفتوحة تخرجت في 2010، وفي العام في 2003 بدأت العمل الاجتماعي، حيث قمت بتأسيس الجمعية النسوية الخيرية لصانور مع الحجة خيرية حبايبة، وأنا نائبة رئيسة الجمعية الآن، والجمعية تهتم بتمكين المرأة في جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وترعى المسنين، من خلال توفير الخدمات الطبية لهم، وكذلك ذوي الاحتياجات الخاصة، ففي صانور يوجد ما يزيد عن 100 معوق، وهو رقم عالي بالنسبة ل5 آلآف نسمة هم عدد سكان القرية، نتيجة لكثرة زواج الأقارب، ومن خلال الجمعية استطعنا توفير الكثير من الخدمات لهم ومساعدتهم واستصدار هويات خاصة لهم. س2: كيف تعرفت على "مفتاح"، وكيف بدأت العمل معها؟ تعرفت على مؤسسة “مفتاح”، من خلال منسقة المؤسسة في جنين فرحة أبو هيجاء، ومن خلال مشروع دعم الانتخابات، فعندما بدأ الحديث عن الانتخابات المحلية، وشرع العمل عليها، توجهت الأنظار إلى عدد من نساء القرية، وكنت من بينهن، بسبب نشاطي المجتمعي، وقد سعيت للمشاركة بالترشح من أجل خدمة القرية وأهلها، أملاً بجعلها مكاناً أفضل، وقد دعتنا فرحة لمجموعة من الدورات التدريبية التي استهدفت النساء المرشحات للمجالس البلدية، وقدمت لنا الدعم المعنوي، قبل مرحلة الانتخابات وبعد نجاحنا أيضاً. 3. ما انعكاس التدريب والدورات التي قدمتها "مفتاح" للنساء المرشحات، على عملك في المجلس؟ لقد شكل ما تلقيناه من خلال الدورات التي نظمتها "مفتاح"، دعما أساسياً، فهي استندت بالأساس على التعريف بقوانين الهيئات المحلية، وحقوق المرأة في القانون، فمعرفة القانون هو المناصر الأساسي لأي شخص، فالعمل السليم يأتي من المعرفة بالقانون وفهمه. وقد عززت هذه الدورات ثقتنا بأنفسنا، وأزالت تخوفنا من الفشل، لأن المحاولة ووصولنا إلى هذه المرحلة بحد ذاتها يعد نجاحاً. بالإضافة إلى أن التواصل مع "مفتاح" فتح أمامي أبواباً جديدة للعمل والتقدم مهنياً، فقد توسعت دائرة علاقاتي على مؤسسات مجتمعية مختلفة، ومدن أخرى، بعد أن كانت معرفتي مقتصرة على صانور وجنين. 4. ما الذي دفعك للمشاركة في الانتخابات؟ وكيف كان تفاعل المحيطين بك على ترشحك؟ لقد خضت التجربة، لأنني أطمح لخدمة البلد، حتى تصبح مكان أفضل لأولادي، ولرغبتي بتعزيز انتمائي للمكان الذي أعيش فيه، فأنا اعتقد أن ما قُدم من خدمات سابقة غير كافي، وعندي المقدرة على التحسين والتطوير، وهذه رغبتي وهوايتي منذ الصغر. وبالنسبة لتفاعل المحيطين فهو يتراوح، منهم من كان مشجعاً جداً وداعما ًخاصة أولئك الذين يعرفونني عن قرب، ويعرفون شخصيتي وحبي للعمل والمساعدة، وكذلك أهلي وزوجي وحتى أولادي، أما البعض فقد كانوا محبطين، ورددوا عبارات من قبيل: "شو بدك في هالشغلة"، "وجعة راس"، و"بيتك وأولادك أولى"، لكنني لدي قناعة بأنه مهما كان الجهد الذي يتطلبه العمل، فالفائدة المرجوة أهم بكثير. وبالنسبة للمجلس المحلي، فمعظم الأعضاء يساندونني ويفتخرون بعملي ومثابرتي لخدمة البلد، حيث قمت بجلب مرش للبعوض بدلاً من استئجاره كل عام..والعديد من الخدمات، أما البعض فحاولوا تهميشي وإقصائي وتحجيم دوري، وهذا مرده للعقلية الذكورية في مجتمعنا التي لا تتقبل تفوق المرأة، فهي تتعامل معها على أنها امرأة وليس إنسان كامل الحقوق وترفض إلا أن تراها أماً وربة منزل، وغير ذلك فدورها تكميلي تجميلي ليس إلا وكأن الذكر يشعر بالإهانة إذا ما تفوقت عليه المرأة، بغض النظر عن المصلحة العامة، لذا اعتقد أن الدورات والتدريبات التي تستهدف المرأة بالتقوية والتمكين، عليها أيضاً أن تستهدف المجتمع المحلي من أجل تغيير هذه الثقافة والنظرة تجاه المرأة، ومن أجل تقبلها وتقبل دورها الشرعي والقانوني في مختلف مجالات المجتمع. 5. كيف واجهت هذا الإقصاء والتهميش؟ لقد واجهته بالمعرفة والاطلاع على القوانين، والحقيقة كنت في السابق أخجل من أعارض أحد أو أتقدم بشكوى رسمية ضده، لكن هذا الأمر تغير، فالمعرفة تقوي الإنسان وتسلحه بالشجاعة، لكن للأسف وصلت لمرحلة أنني قدمت استقالتي اعتراضاً على هذه التصرفات، فقدم 7 أعضاء استقالاتهم دعماً لي، وقد شكل ذلك ضغطاً على المجلس، فتعهد بعمل تغيرات إصلاحية، فتراجعنا عن الاستقالة. 6.كيف تنسقين الوقت ما بين البيت والعمل؟ لدي أجندة، أكتب فيها سير عمل يومي بكل دقة سواء فيما يتعلق بالمنزل والأولاد وشؤونهم، أو بشؤون المجلس، وألتزم فيه، وأتلقى الدعم من زوجي فهو متفهم وداعم لطموحي، كما أن أبنائي يساعدونني بطريقتهم الخاصة، فهم متعاونين ومجتهدين في دراستهم، حتى أنهم يشجعونني على العمل، ويشاركون في بعض النشاطات، ويسألونني دائماً عما سأوفره للبلد من مشاريع وخدمات، كما أن علاقتنا مبينة على الاحترام والتفاهم، فأنا لا استخدم معهم سياسة العقاب أو الحرمان، وهم يتفهمون اهتمامي بهم وبمصلحتهم. 7. لقد تناقلت وسائل الإعلام في الفترة الماضية، كيف تحول مرج صانور إلى "بحر" بسبب غزارة أمطار الموسم الماضي، فكيف تقيمين العمل بشأنه؟ أنا أسميه مستنقع كبير وليس بحر، وهو الآن على مساحة 15 ألف دونم، وأعمق منطقة فيه تصل لـ5 أمتار، وعادة يمتلئ بالمياه على مدار فصل الشتاء، أما هذا العام وبسبب السيول التي حصلت فقد امتلأ خلال 5 أيام، وأصبح الآن مرتعاً للخنازير، والبعوض، والحشرات، بعد أن كان مرجاً للبطيخ واليقطين والكوسا التي كانت تكفي السكان وتزيد عن حاجتهم، فيصدرون منها، لكن للأسف حتى التربة وبسبب تراكم المياه، لم تعد صالحة للزراعة، وما يزرع فيها يفسد، ناهيك عن أن مياهه باتت ملوثه بالمواد الكيماوية والأسمدة المضافة أصلاً إلى المزروعات، لذلك فقد توجهنا للأهالي بعدم السماح لأطفالهم بالسباحة فيه، لأنه غير صالح لذلك. والحقيقة أن مشكلة مرج صانور، ليست حديثة عهد، بل هي مستمرة منذ سنين، ومذ كنت صغيرة وأنا أشاهد المرج يغرق، وقد عقدنا الكثير من الندوات واللقاءات لحل هذه الكارثة البيئية، وإيقاف الخسائر في المال والجهد والمياه، وقد أوصينا بحفر آبار ارتوازية، يستفاد منها في سقي المزروعات في الصيف، وبناء قنوات ارتدادية، إلا أن كل التوصيات، كانت مجرد حبر على ورق، لكننا مؤخراً التقينا بوزير الزراعة، وقد وعدنا بوضع مرج صانور على أولويات الوزارة. 8. كيف تقيمين "مفتاح" في عملها على تقوية ودعم المرأة، وهل لديك ما تتوجينه للنساء بناء على تجربتك؟ أود أن أشكر "مفتاح"، وأشيد بدورها وبوقفتها إلى جانبنا قبل وبعد مرحلة الانتخابات، فهي لم تتركنا وواصلت دعمها بالدورات والتدريب، التي غيرت في إدراكنا لدور المرأة وأهميته، ومكانتها في القوانين المعمول بها، وأتمنى أن يتواصل هذا الدعم ويزداد، وأوجه كلمة لكل النساء وخاصة في فلسطين، أن دور المرأة في منزلها دور مهم وأساسي، لكنه لا يعيق دورها تجاه مجتمعها، ومتى ما كانت المرأة طموحة، فعليها أن توصل صوتها وترعى قضية المرأة وحقوقها، وأما العقبات فسنواجهها معاً، فالعقبات موجودة في طريق أي نجاح وليس في طريق المرأة بالتحديد. اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647 القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14 حي المصايف، رام الله الرمز البريدي P6058131
للانضمام الى القائمة البريدية
|