البلدية ووزارة البناء والإسكان تبادران إلى مخطط هيكلي للبناء في الأراضي في منطقة جنوب شرق المدينة منها – في المنطقة بين دير مار الياس ، كيبوتس رمات راحيل ، قرية باهر وقرية خربة مزمورية – وادعت محافل تخطيط في المدينة هذا الأسبوع بأنهم يشتبهون في أن الحكومة تعتزم تنفيذ نقل أراضى معروفة كأملاك غائبين في منطقة قرية خربة مزمورية من حارس أملاك الغائبين إلى سلطة التطوير في إدارة أراضى إسرائيل .
والهدف هو البحث في المستقبل لخطة ترمي إلى خلق تواصل إقليمي يهودي من البناء ، يقع شرقا في منطقة كيبوتس رمات رحيل ، دير مار الياس وتلة الأربعة المجاورة له ، هذا التواصل ، كما تقول هذه المحافل ، يرمي إلى منع نشوء تواصل إقليمي فلسطيني من منطقة بيت لحم وبيت ساحور وحتى الأحياء والقرى العربية في شرقي المنطقة ، وسيمنع المخطط الهيكلي إمكانية حقيقية لتقسيم المدينة أو نقل السيطرة على أجزاء في شرقيها إلى أياد فلسطينية في المستقبل ، وحسب هذه المصادر فان نقل السيطرة على الأراضي إلى الإدارة يرمي إلى السماح بتسويقه في المستقبل لغرض البناء لليهود .
مساكن في صور باهر
حسب المخطط الهيكلي المحلي الجديد ، الذي ينتهي إعداده هذه الأيام فان منطقة جنوب شرق المدينة مخصصة للسكن في بناء مكثف ( نحو 120% بناء في مبان من ثلاثة أو أربعة طوابق ) ، أما اليوم فالبناء المكثف لا يوجد إلا في جبل أبو غنيم الذي لا يزال يوجد في مراحل الإنشاء والإسكان .
المبادرة للمخطط الهيكلي نشأت قبل نحو نصف عام في نقاش بين مهندسي المدينة اوري شطريت ، ومدير لواء القدس في وزارة البناء والإسكان ، موشيه مرحافيا ، وطرحت قبل عدة أيام في لقاء عقد بين مندوبي البلدية ، وزارة الإسكان وسكان قرية صور باهر في مكاتب لجنة التخطيط اللوائية ، وفي هذا اللقاء بحث أمر الدفع إلى الأمام لخطة مفصلة للسكن في صور باهر ، بمساحة تندرج ضمن مساحة المخطط الهيكلي ، وهذا المخطط يتضمن إمكانية إقامة نحو 5000 وحدة سكنية في المنطقة ، 2500 منها لليهود و 2500 للعرب ، ومخططة اللواء ، بينات شفارتس ، اقترحت في أثناء البحث عدم الإدراج في منطقة المخطط لصور باهر تلك الأراضي ذات الملكية غير الواضحة والتي من شأنها أن تخرب على تقدم المخطط برمته ، كما وأشارت شفارتس إلى أن كل المخطط اخذ بالحسبان طبيعة التنمية في الوسط العربي : البناء على مراحل وفقا للحاجة من اجل الأجيال المختلفة في العائلة ، وأشارت شفارتس إلى أن مبادرة التخطيط هي ضمن أمور أخرى نتيجة أزمة السكن في أوساط سكان المنطقة العربية ، وللمصاعب في الحصول على تراخيص البناء قانونيا ، وألمحت إلى أن جزءا على الأقل من المباني الموجودة ضمن المخطط والتي بنيت بشكل غير قانوني لن تهدم بل ستسوى بأثر رجعي ، وفي ختام اللقاء اتفق على أن تعمل البلدية على حث الخطة التفصيلية في صور باهر على نحو منفصل عن بحث المخطط الهيكلي الذي يوجد في مراحله الأولية فقط .
خارطة ملكية معقدة
تنفيذ خطة كبرى للسكن في جنوب شرق المدينة من شأنه أن يظهر كإشكالي جدا ، حتى بمقاييس القدس حيث يجري بحث المخططات الكبرى في لجان التخطيط على مدى سنوات طويلة قبل تنفيذها .
والسبب في ذلك ، إضافة إلى الموضوع السياسي ، في تعقيد خارطة الملكية على الأراضي في هذه المنطقة ، والملكية العربية لقطع عديدة ، ولا سيما في منطقة قرية خربة مزمورية .
خربة مزمورية هي قرية صغيرة تقع داخل منطقة الحكم البلدي للمدينة ، بين الأطراف الشرقية لحي جبل أبو غنيم وجدار الفصل ، اغلب أراضى القرية هي بملكية عائلات فلسطينية ، لا سيما من بيت ساحور المجاورة ، وحسب أحد سكان بيت ساحور ، جاد اسحق ، فان اغلب الأراضي في خربة مزمورية ، نحو 2500 دونم هي بملكية نحو 60 عائلة في بيت ساحور .
وحسب أقوال ي.د. أحد سكان خربة مزمورية فان معنى حقيقة أن اغلب أراضى القرية تعود إلى سكان يسكنون في بيت ساحور هو أنها تعود لأراضي غائبين ، وقانون أملاك الغائبين يعرف الغائب كشخص يسكن في دولة معادية وفي ملكيته أملاك في إسرائيل .
اغلب أراضى خربة مزمورية تعود لأناس يسكنون اليوم في بيت ساحور ، وبهذه الصفة يعتبرون حاضرين – غائبين ، بمعنى انهم لم يغيروا أبدا مكان سكناهم ، ولكن أراضيهم انتقلت في العام 1967 من منطقة تحت سيطرة أردنية إلى منطقة تحت سيطرة إسرائيلية .
وحسب ي.د. فانه قبل نحو أسبوعين وصلت إلى القرية قافلة من السيارات بينها سيارات شرطة وبدأ رجالها يمشطون المنطقة ويتبادلون الحديث ، وفي هذه الأثناء ، قال ، يفلح سكان القرية الأراضي في المنطقة دون عراقيل ، ولكن بخوف : رغم أن سكنهم داخل منطقة الحكم البلدي للمدينة ، فقد منحوا في العام 1967 هويات برتقالية لسكان المناطق .
وحسب أقواله ، فان من شأن هذه الحقيقة أن تسهل النية لسلب السكان أراضيهم في المستقبل ، لقد سبق أن صودرت أراض في المنطقة لصالح جدار الفصل ، وفي منطقة قرية خربة مزمورية من المتوقع أن يقام المعبر الرئيس للجدار في منطقة القدس ، وإضافة إلى ذلك فانهم يخططون لإقامة قاعدة جديدة لحرس الحدود في المنطقة ، وقد أكدت الناطقة بلسان حرس الحدود ليئات بريل ذلك .
خطة في الإدراج
وعلم من البلدية بأن " المبادرة لإعداد مخطط هيكلي لجنوب شرقي القدس توجد في الإدراج ، والعمل التخطيطي لن يبدأ إلا في بداية 2004 بعد المصادقة على ميزانية التخطيط في وزارة البناء والإسكان " .
جزء من عمل التخطيط سيعني بوضع خرائط ملكية الأراضي في المنطقة ، كما علم من البلدية انه من السابق لأوانه القول إذا كانت الخطة ستلزم بنقل أراض من ملكية عربية إلى ملكية يهودية ، وكيف سيتم ذلك ، أما وزارة الداخلية ، المسؤولة عن مكتب التخطيط اللوائي ، فأفادت انه " بقدر علمنا ، فان وزارة الإسكان تبادر إلى خطة المرحلة الرابعة في جبل أبو غنيم – وكما يبدو أيضا انه في أراضى خربة مزمورية يدور الحديث عن مراحل تخطيط أولية فقط " .
وباستثناء البلدية ووزارة الداخلية ، فانه لم توافق أي جهة رسمية على أن تتبرع هذا الأسبوع بتوفير تفاصيل عن نوايا البناء والتنمية في جنوب شرقي المدينة ، فقد أفاد الناطق بلسان وزارة البناء والإسكان ، كوبي بلايخ ، بأن " وزارة البناء والإسكان لا تعد خططا في منطقة شرقي القدس ، بل فقط بلدية القدس وإدارة أراضى إسرائيل " ، أما الناطقة بلسان إدارة أراضى إسرائيل ، اورتال صبار فأفادت بأن كل الموضوع موجود قيد مسؤولية حارس أملاك الغائبين .
أما من وزارة المالية ، المسؤولة عن حارس أملاك الغائبين ، فقد علم انه لم يتخذ أي قرار لوضع اليد على أراضى الغائبين في جنوب شرقي القدس ، وفقط عندما يتخذ مثل هذا القرار ستنتقل الأراضي إلى سيطرة حارس أملاك الغائبين ، وأفادت الناطقة بلسان الإدارة المدنية في الضفة الغربية ، الملازمة تاليا سوميخ ، بأنه ليس من صلاحيتها نقل معلومات بشأن الملكية على الأراضي في منطقة خربة مزمورية .