الدم الفلسطيني محرم على الدم الفلسطيني .. البندقية الفلسطينية التي تطلق الرصاص باتجاه فلسطيني هي بندقية عميله خائنة خارجة عن الإجماع الوطني .. واليد التي تطلق الرصاص باتجاه فلسطيني هي يد عميلة خائنة مأجورة، ومن يحرق مؤسسة فلسطينية فهو يشعل الفتنة والعمالة والخيانة.. وكل من تسول له نفسه العبث والتخريب بمقدرات شعبنا بحجة الإصلاح ومحاربة الفساد فهو يعبث في الأرض فساداً ويعيش في مستنقعات الخيانة والعار.

لقد علمتنا التجربة الأمنية الفلسطينية بأن اليد الفلسطينية التي تطلق الرصاص باتجاه فلسطيني تكون يد دربت على أيدي رجال الموساد والشين بيت ، وملف الأمن الفلسطيني مليئ بقصص العملاء الذين تدربوا في أروقة الشين بيت حيث ارتضوا على أنفسهم أن يعيشوا في مستنقع العار والخيانة وان يمارسوا تعليمات أسيادهم .

نستغرب ونستهجن أن تقوم زمرة مارقة عابرة بالتهديد والتلويح باستخدام القوة من أجل فرض نفوذهم , والحال وصل بهم لاقتحام مراكز الشرطة وإطلاق الرصاص على الشرفاء من أبناء الأمن الوطني والأجهزة الأمنية هذه العيون الساهرة التي تقدم للوطن كل ما في وسعها لتحقيق الأمن والاستقرار...

أن المؤامرة باتت مكشوفة فما يجري بغزة هو "استكمالا للمشروع الأمريكي الصهيوني الذي بدأ به زعيم عصابة البيت الأبيض (الرئيس جورج) بوش دعما للمجرم والإرهابي (ارييل) شارون (رئيس الوزراء الإسرائيلي) لعزل القيادة الفلسطينية التي رفضت الإملاءات والإغراءات".

إن الفساد "موضوع حق يراد منه باطل ينفذ عبر أدوات محلية معروفة لشعبنا باستعراضات وإطلاق النار على مراكز الشرطة والسلطة متجاهلة الاحتلال والاغتيالات التي يمارسها عدونا كل لحظة و أن "الجهة التي تقوم بهذه الأعمال باتت معروفة لدى كافة أبناء شعبنا.. أنها جهات مشبوهة لا تنتمي إلى المقاومة ونهجها المتعارف عليه في مقاومة الاحتلال والدفاع عن شعبنا". لقد ارتضت فئة ضالة خارجة عن القانون تمارس العبث والتخريب هنا وهناك إطلاق الرصاص علي المناضل الفلسطيني نبيل عمرو وأقدمت في محاوله لتصفيته لإشعال نار الفتنه قي محافظات الضفة .. لتقطع اليد التي أطلقت الرصاص علي النائب الوطني الكبير نبيل عمرو لأنها يد عميلة خائنة ومأجورة تستحق الموت .. أنها تريد أن تشعل فتيل الحرب الأهلية لتمارس دورها في زعزعة الأمن والانقلاب علي السلطة الوطنية الفلسطينية فهذا ما يريده الاحتلال وما تمارسه عصابات الخيانة والعار من عملاء الشين بيت والموساد..

أن مهام لجان المقاومة الشعبية ومهام كتائب شهداء الأقصى وكل القوي والأجنحة العسكرية كانت مهام مقدسة وستبقي رسالتها واضحة لن يشوهها احد أو ينال منها كائن من كان . إن هذه المرحلة بكل ما تحمله من آلام تتطلب يقظة شعبنا وان يتحمل الجميع مسؤوليته في التصدي لخفافيش الظلام ولقطع اليد التي تمتد لتنال من إنجازات ثورتنا السياسية.

إن العدو وأجهزة مخابراته غنوا فرحاً بعد أن أقدمت مجموعة خارجة عن القانون بحرق مكاتب أجهزة الأمن الوطني في رفح .. وغنوا فرحاً بعد أن اختطفوا مجموعة من الفرنسيين .. وتشدقوا النصر بعد أن احرق مركز الشرطة في الزوايدة وفتحوا الطرق ووضعوا كل إمكانياتهم الإعلامية لخدمة الفتنة وإشعال نارها حتى يحرق لهيبها الوطن والحلم الفلسطيني الواعد وابتسامة طفل يقف على بوابات المخيم وينتظر العودة إلى فلسطين.

لقد كانت الثورة الفلسطينية هي ثورة شعب ثائر مناضل.. ومن يقدم التضحيات من اجل فلسطين ومن يحمل روحه على كفه لينال الشهادة.. لم يطلب الثمن لشهادته .. ومن يصنع الاستبسال.. ومن يصنع الرجولة هي تلك المواقف التي صنعها هؤلاء الرجال في مواقف مشرفة امتدت عبر التاريخ وكانت نبراساً تنير الطريق للأجيال الفلسطينية فمن الشهيد أحمد موسي سلامه إلى الشهيد ماجد أبو شرار إلى الشهيد كمال عدوان إلى الشهيد كمال ناصر إلى الشهيد صبحي أبو كرش إلى الشهيد خليل الوزير إلى الشهيد فارس عودة.. رحلة طويلة مع الشهداء قافلة تمتد على امتداد الوطن لتكتب اسم فلسطين عاليا خفاقاً في عنان السماء.. ليتكامل الوطن الفلسطيني وليستمر العطاء الفلسطيني في أروع صورة ولتكون فلسطين هي الدولة التي نحلم بها.. لتكون فلسطين هي الحضن الدافئ .. حيث يحضننا جميعاً.

لقد كانت البوصلة دائماً تتجه صوب الوطن.. صوب فلسطين.. وعرفنا مرارة اليأس وتجرعنا آلام الغربة ولكننا لم نعرف الهزيمة أبدا... دائماً كانت فلسطين هي هدفنا والوطن هو عنوان رحلتنا ، هكذا كنا فلسطينيون بالمعني والحقيقة .. فلسطين التي كبرت بنا والتي تعلمنا حروفها حرفاً حرف لم تعرف الهزيمة يوماً ...ولم تعرف الخنوع يوماً ولم تعرف الذل والعار يوماً.. فلسطين التي تلقنا حروفها كبرت معني فرحاً لأننا حملة الأمانة .. ولأننا الأوفياء .. ولأننا عنوان لهذه المرحلة.. عنوان لحماية الوطن وحماية الثورة وحماية الجرح الفلسطيني الذي ينزف دماً.. عنوان لحماية الفكرة وحماية الدولة وحماية تلك المفردات التي تصنع غداً .. نستحلفكم بدماء الشهداء نستحلفكم بآهات وعذابات أسرنا.. نستحلفكم بدموع أمهات شهدائنا بان تحافظوا وتحموا مسيرتنا وان تفوتوا الفرصة على كل الخونة المأجورين الذين يحاولون النيل من إصرارنا وأرادتنا وعزيمتنا على الاستمرار قدماً حتى تحقيق النصر.. إننا نرفع صوتنا عالياً في عنان السماء لتكون فلسطين هي حاملة جروحنا .. هي الحضن الدافئ الذي طالما عشنا بدفئة.

إن الوطن يعتصر ألماً اليوم فشجر الزيتون يبكي .. والسماء غاضبة .. والأطفال الرضع يبكون غضباً ، لان نار الفتنة هدفها أن تحرق جسدنا .. وتحرق فلسطيننا.. وتحرق حلمنا .. تحرق يومنا القادم . . تحرق كل شيء جميل في حياتنا ، فكيف لنا أن نكون وخانيونس تحرق.. كيف لنا أن نبقي وبيت حانون تنهب .. لقد حرقوا الوطن ويريدون حرقنا اليوم .. لكننا نقول إن فلسطين التي انتصرت دوماً ستبقي هي المنتصرة وان رجال فلسطين حماة فلسطينيتنا وحماة قرارنا الوطني المستقل لقادرون اليوم على وأد الفتنة وتعرية الجبناء وكشف الحقيقة وحماية الثورة والاستمرار في الانتفاضة حتى النصر.

لا لن تمر المؤامرة .. لن يمروا هؤلاء الجبناء .. لا لن يمروا هؤلاء الخونة .. ستبقي فلسطين فوق الجراح ودوماً هي القلب النابض .. ستبقي فلسطين وطن الشهداء .. وطنا للأحرار والشرفاء .. وطنا لمن يستحقها . - الحقائق -