سألت القيادي الفلسطيني القادم من الأرض المحتلة ماذا تريدون أن تفعلوا؟ إسرائيل أعادت احتلال الضفة وقطاع غزة، هدمت بيوتا وأحرقت أو جرفت مزارع وقتلت قيادات وطنية عالية المستوي ومازالت تطارد من تبقي منهم، اعتقلت أو اختطفت آلاف الشباب والشابات وكبار السن بحجة انهم يتعقبون جنود الاحتلال وقطعان المستوطنات. إنها أعادت الاحتلال ونشرت الفوضي بين الناس أعادت الاحتلال وانتم تدفعون التكلفة كاملة.

خلافاتكم ـ قادة السلطة ـ ليست مبنية علي أسس وطنية إنها خلافات شخصية تحوم حول تقسيم الغنائم وتوزع الوظائف وانتم تعلمون أن القوي الفاعلة في الساحة الفلسطينية هي حماس والجهاد وكتائب الأقصي وهذه القوي مستثناة من كل سعيكم في توحيد الصف والفكر والهدف.

صفقات تجارية يقوم بها بعضكم مع الكيان الصهيوني، تجارة الاسمنت وتجارة الحديد والعبث بالاقتصاد الوطني وتسهيل الصادرات الإسرائيلية، مقاولات بناء المستوطنات من يديرها؟ ومن هو المستفيد؟ من يعمل لتشييد سور العزل العنصري.

نسمعكم تطالبون بالاستيلاء علي السلطات والاختصاصات الامنية وانتزاعها من الرئيس عرفات ومنحها هبات لاشخاص لهم علاقات بسلطات الكيان الصهيوني.

سألت هذا القيادي، لم نسمعكم تتحدثون عن الأسري والمخطوفين القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وان تحدثتم فانه حديث لطرد الشبهة عنكم.

ما هي حواراتكم مع مدير المخابرات المصرية؟ الذي نعرفه أنها حوارات تدور حول توفير الأمن لقطعان المستوطنات في الضفة والقطاع وكذلك توفير الأمن للجيش الإسرائيلي وانهاء دور المقاومة الباسلة اعني الانتفاضة.

أن تركيز جهودكم وسعيكم بين القاهرة وغزة للحفاظ علي الأمن يعني أن الشعب الفلسطيني كله من القتلة وقطاع الطرق وعلي ذلك فيجب ردعهم عن ذلك وغاب عنكم أن جوهر المشكلة هو الاحتلال وطغيانه وليس المقاومة.

استحلفت ضيفي بالله أن يصارحني ويشرح لي ما مغزي تصريحات الرئيس ياسر عرفات حول تفهمه لبقاء إسرائيل دولة يهودية، وهل يعرف أبعاد هذا القول دولة يهودية هل يعرف أن ذلك يعني تطهير فلسطين المحتلة من المسلمين والمسيحيين أصحاب الحق من الفلسطينيين؟ ماذا يريد أن يقول زعيمكم عرفات لقادة الكيان الصهيوني؟ هل يريد أن يقول إني الرجل الأقوي الذي يستطيع تقديم تنازلات لصالحكم؟ أطلقوا سراحي وأنا افعل ما تريدون. وعندما تحدث عن اللاجئين فانه ارتكب جريمة في حق الشعب الفلسطيني عندما قال: انه يتفهم الوضع الديموغرافي لإسرائيل ولكن مشكلة اللاجئين في لبنان ملحة .

اليهود بقوا يطالبون بحق العودة الي فلسطين منذ ما يزيد عن ألفي عام وها هم يعودون زرافات ووحدانا، لم يتجرأ أي يهودي أن يعلن تنازله عن حقه في العودة كما يدعون الي فلسطين فلماذا قيادتكم تريد أن تقدم توثيقا للتنازل عن حق اللاجئين الفلسطينيين في كل أصقاع الدنيا؟

بقيت كلمة أخيرة إخوانكم في القاهرة البعض منهم مرتبط بمصالح خاصة، منها علي سبيل المثال وأرجو أن أكون مخطئا انهم موعودون بوعد كبير إذا مارسوا الضغط عليكم وقبولكم بما يقررون لصالح الكيان فان ذلك يساعد علي نجاح الرئيس بوش زعيم الإرهاب الدولي في الانتخابات القادمة وتصديقا لذلك أين الإدارة المصرية من كل ما حدث في نابلس ومخيم جنين ورفح وغيره وبقية من مدن وقري الضفة الغربية منذ ثلاث سنوات. ولماذا الوعد بتنفيذ كل الاتفاقات معكم إذا تمت بعد شهر نوفمبر أي بعد الانتخابات؟ معني ذلك وافقوا الآن وغدا لناظره قريب.

والحق أن صاحبي بقي صامتا من أول الحديث حتي آخره وقال كلاما لا يجوز لي نشره لاني لم استأذنه ولأنه كلام يضر ولا ينفع. - القدس العربي -