مع كل ما يثيره الجدار الاسرائيلي من غضب واشمئزاز، فإن فكرته ليست وليدة حكومة شارون، وإنما هي تخطيط مركز ومستمر منذ سنوات، بحيث يجوز القول ان هذا الجدار هو من صنع الطبقة السياسية الاسرائيلية بأسرها، - باستثناء من عارضه بوضوح- وأن شارون لم يكن سوى اليد المنفذة.

أول اقتراح بهذا الخصوص يعود لوزير المالية بنحاس سفير عام 1967. وكان ايهود باراك، منذ ترشيحه كزعيم عمالي لانتخابات رئاسة الحكومة لعام 2000، أعلن أنه سيعمل على تطبيق سياسة العزل الديمغرافي عن الفلسطينيين، ولو بصورة أحادية. وقد طرح أفي ديختررئيس جهاز "شين بيت" الفكرة بشكل جدي في شباط 2002. وتشمل المرحلة الأولى من البناء مناطق جنين وطولكرم وقلقيلية والقدس وتمتد على 110كلم، وتقدر تكاليفها بحوالي 200 مليون دولار(مليون دولار للكيلومتر الواحد)، فيما تشمل المرحلة الثانية باقي الحدود الفاصلة بين الضفة الغربية ومناطق 1948، وتمتد على 290كلم. وتبلغ تكلفة المشروع حوالي 400 مليون دولار – دون تكاليف الحراسة، حيث تبلغ تكلفة السرية الواحدة من حرس الحدود لمدة سنة 7 مليون دولار. ويتكون التجهيز من اعمدة وأسلاك معدنية وشائكة تربط فيما بينها ويقوم عليها جدار معدني الكتروني تحذيري حساس، وكاميرات رؤية ومراقبة، وقوات متحركة من حرس الحدود تنطلق في حالة وصول إنذار من إحدى الوسائل الإلكترونية، وكلاب أثر، وقنوات وسواتر ترابية، وأبراج مراقبة بأنواع مختلفة.

وتتضمن الخطة بناء حائط يمتد 11 كلم على طول خط الهدنة الذي يعود الى عام 1949، ويفصل بين المناطق السكنية العربية واليهودية في القدس. ويتضمن سلسلة خنادق ومجسات حرارية وأجهزة رؤية ليلية، وقد بدأ العمل فيه منذ شباط / فبراير 2002، ليشمل مناطق: أبوديس والعيزرية ومستوطنة معليه اوميم وصولا الى غوش عتسيون في الجنوب.

وسيؤدي الجدار الى ضم حوالي 10 بالمائة من مساحة الضفة الغربية الى اسرائيل، أي حوالي 500 كلم مربع، وهي من اخصب الأراضي بحيث تحتوي على المياه الجوفية والتربة الخصبة. ففي منطقة جنين، سيضم الجدار 69 ألف دونم (توجد في المنطقة المقتطعة 11 قرية فلسطينية منها: رمانة، خربة الطيبة، عانين، أم الريمان، طورا الغربية، طورا الشرقية، برطعة وباقة الشرقية). وفي طولكرم، سيضم الجدارحوالي 8 آلاف دونم، حيث سيقام في المنطقة خندق كبير على أرض مساحتها 250 دونما. وفي أم الفحم، تصل الأراضي المصادرة الى حوالي ألف دونم. وفي قلقيلية ستصادر حوالي 15% من مساحة الأراضي التابعة لها. وتبلغ مساحة الأراضي المتوقع مصادرتها من ملاكها الفلسطينيين منذ بدء المشروع حتى انتهائه حوالي 250 ألف دونم، مع إزالة الأشجار وتدمير المزروعات حيث لزم الأمر. وسيضم الجدار بشكل غير قانوني أرضا فلسطينية تشمل ما يقارب 75 مستوطنة اسرائيلية يسكنها 303 ألف مستوطن اسرائيلي، وبالتالي فإن نحو 108918 فلسطينيا سيتم ضمهم بشكل غير قانوني الى اسرائيل، أو تطويقهم داخل الجدار. ومن المقدر كذلك أن تتم مصادرة 1.6 بالمائة من الضفة الغربية بشكل غير قانوني وضمه للدولة العبرية. ولمسار الجدار مساحات عرضية عازلة تتفاوت حسب المنطقة، وهو ما تسبب بمنع المزارعين الفلسطينيين من الوصول الى أراضيهم غير المصادرة لصالح الجدار ومساره. عن: "ميدل ايست انلاين"