يبدو ان السيد شارون قد استفز كثيراً من تلك الأنباء والصور التي تواردت عن الجرائم التي ارتكبت من قوات التحالف بقيادة بوش وبلير بحق المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب. كيف لا يُستفز السيد شارون ممن يحاول منافسته ، لكل هذا ارسل السيد شارون قواته الى حي الزيتون في غزة لترتكب جرائم نوعية جديدة ضد الغزيين من أبناء فلسطين .

والحقيقة ان السيد شارون قد تفوق على منافسيه السيدين بوش وبلير بالضربة القاضية الفنية مستعيداً بذلك أمجاده.

عند فجر يوم الثلاثاء الموافق 11/5/2004 ارسل السيد شارون قواته المدرعة وطائراته وكل امكانياته لاجتياح حي الزيتون في مدينة غزة، حيث يبلغ عدد السكان في هذا الحي وجواره حوالي مائة ألف نسمة (يمثلون ثلث سكان غزة)، ولما خاضت قوات شارون شوارع حي الزيتون المكتظة والفقيرة تصدت لها المقاومة الفلسطينية محاولة الدفاع عن الأطفال والنساء والشيوخ وتمكنت هذه المقاومة بإمكانياتها المتواضعة جداً من قتل وإصابة عدد من الجنود الاسرائيليين. وهنا اراد شارون ان يظهر اولى علامات تفوقه على منافسيه فأعلن ان قتل الجنود الاسرائيليين المدججين بالسلاح هو عملية ارهابية وافترض ان يقابل الفلسطيني الجندي الذي يحاول قتله بالابتسامات والقبلات والورود.

وقامت القوات الاسرائيلية بقصف هذا الحي من البر والبحر والجو بكل انواع الاسلحة، حيث اصابت وقتلت حوالي 170 مواطناً فلسطينياً. و كان 24% من المصابين والشهداء من الاطفال، ولم يكتف السيد شارون بهذا بل قام بحصار حوالي مائة ألف مواطن مانعاً عنهم كل الاحتياجات الرئيسية، وتزداد قوة هذا الحصار بشاعة اذا علمنا ان معظم قطاع غزة يحاصره شارون منذ اشهر وأن معدلات البطالة والفقر في هذا الحي عالية، حيث يحصل المواطن بالكاد يومياً على قطعة خبز وبعض الماء يقتات بهما هو وأطفاله ويبدو ان السيد شارون لم يكتف بذلك فقط فقام بإرسال طائراته وزوارقه الحربية لتجوب قطاع غزة وتطلق القذائف والطلقات وهو بهذا يريد أن يروع كل أبناء غزة والاطفال والنساء بشكل خاص.

وهنا أزف للسيد شارون بشرى ان هدفه هذا قد تحقق جزئياً فها هي السيدة (س) تتصل بي للإسراع في علاج ابنتها سهى ابنة السبع سنوات ذات الشعر الاسود والعينين الكحلاوين التي اصابتها نوبات صرع وتبول لاإرادي لأول مرة نتاج أفعال السيد شارون.

وفي الوقت ذاته فإنني ادعو كل قوى الخير والعدل والسلام ومحاربة الاستعمار والامبريالية الى التضامن مع الشعب الفلسطيني وسكان حي الزيتون بالقول والفعل حتى يتمكن هذا الشعب من الاستمرار في تبوؤ مكان الصدارة في مواجهة العدوان الاسرائىلي الصهيوني ليكون رأس الحربة المتقدمة في مواجهة كل قوى الشر والبطش والعدوان.

ورسالة مني اخيرة للسيد شارون اقول له انه رغم تميزك واحتلالك مكان الصدارة في البطش والعدوان الا انك لن تنال الا الفشل فإنك تقاتل شعباً مصمماً على الحياة الكريمة متمسكاً بالثوابت الوطنية عازماً على المقاومة حتى نيل حقوقه المشروعة.

وهذا الشعب الفلسطيني لا بد له الا أن ينتصر فهو مدعوم بعدالة قضيته وتصميمه على الصمود والبذل والعطاء بكل قوى العدل والخير والمساواة ومناهضة الامبريالية في العالم. - الأيام -