بعد (38) عاما من الاحتلال الاسرائليى للأراضي الفلسطينية بقطاع غزة بدأ الانسحاب الاسرئيلي في( 15 – 8 ) ليفتح بذلك المجال واسعاً أمام مستقبل القضية الفلسطينية بثوابتها العريضة ( القدس .. اللاجئين.. الحدود..الأسرى ).
لقد كان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي معتمداً على عوامل داخلية لدى كل المجتمعات في كيفية إدارة الصارع، وتمثلت العوامل الفلسطينية بنظريتين تم تطبيق كل منهما : النظرية الأولى هي نظرية المفاوضات والحل السلمي .
أما النظرية الثانية فهي نظرية المقاومة والجهاد، بعد عشر سنوات من تطبيق النظرية الأولى ازدادت الحالة الفلسطينية تعقيدا نحو الأسوأ" بزيادة الاستيطان والاعتداء على المقدسات والتلويح بضياع حق العودة للاجئين "،وبعد أربع سنوات من تبني النظرية المقاومة (زادت المعاناة الفلسطينية إلا أنها تكللت باندحار الجيش الصهيوني عن غزة وأجزاء من الضفة ،وبذلك تكون أنجزت الانتصارات الفلسطينية الأولى منذ احتلال فلسطين في العهدين الإنجليزي والصهيوني .
الانتصار العظيم للمقاومة الفلسطينية يفتح شهية المقاومة لاسترداد كامل الحقوق ،فعندما ننظر إلى العقيدة الدينية التي تسيطر على هؤلاء المجاهدين نجدها عقيدة تعطيهم الأمل الكبير بالنسبة للمستقبل ،ذلك أن تحرير فلسطين يمثل جزءا من بشارة النبي "محمد صلى الله عليه وسلم" وعليه لن يقف الإسرائيليون حيال هذه المواقف صامتين ،بل سيردوا على هذه العقيدة القوية بعقائدهم المحرفة مستخدمينها في تعبئة جيشهم ؛ ذلك يعني أن انتصار أي من الاثنين سيتطلب صراع طويل ومميت ،صاحب الإرادة الأقوى فيه المؤمن بحقه في فلسطين هو الذي سينتصر ،والأدلة المنطقية والتاريخية تثبت أن الفلسطينيين هم أصحاب الحق والتاريخ يشهد لهم بقوة إرادتهم وبأسهم خاصة إذا أضفنا أنه في حال تغيرت الأوضاع المحيطة بفلسطين سيجد الفلسطينيون أكثر من مليار مسلم مستعد لمساعدتهم ماديا ومعنويا.
الأوضاع السياسية السائدة في المنطقة في ظل الانسحاب تجعل القضية الفلسطينية حاضرة في المحافل الدولية والإقليمية ،ومع استمرار السيطرة الإسرائيلية على الممتلكات الفلسطينية فإن تفجر الصراع سيكون أمرا لا مناص عنه وقد أثبت التاريخ القديم والحديث أن صاحب الحق الذي يدافع عنه ويصبر على صعوبة الطريق ينتصر في النهاية ، وعليه فإن الفلسطينيين حتى يصلوا إلى هذه اللحظات مثلما حصلوا عليها في غزة يجب أن يقوموا بأمرين :
الأول: تمتين الوحدة الوطنية الفلسطينية الداخلية، والحفاظ عليها، وإرساء مبادئ العدل والخير في المجتمع.
الثاني: حفاظهم على النظرية المقاومة ودعمها وتأييدها ،وعدم السماح لأحد بالتنازل عن الثوابت الوطنية العليا المتمثلة بعودة اللاجئين ،وتحرير الأسرى وإخراج المحتل من كافة التراب الفلسطيني.
حتى تسود العدالة والحرية في المنطقة لابد من إعادة الحقوق لأصحابها ،وقد كفلت القوانين الدولية والشرائع السماوية من قبل ، للشعوب المضطهدة بالاحتلال كل أساليب الكفاح من أجل استعادة الحقوق ونبذ الاحتلال وهنا ما قامت به المقاومة الفلسطينية ولا تزال هو السبب الرئيس لاندحار الاحتلال. واستمرار المقاومة ضروري حتى ترفع رايات النصر فوق ربوع فلسطين في الغد القادم ؛فأهم مقومات الانسحاب الصهيوني من غزة نشاط المقاومة الفلسطينية المسلحة والتي تعتبر أن تحرير غزة مقدمة لنشاطها المستقبلي نحو استعادة الحقوق الفلسطينية .