اللوبي الإسرائيلي داخل الولايات المتحدة، معتقل في جوانتانمو يحاول الانتحار 12 مرة، الرحلة الأخيرة التي قامت بها الطائرة الرابعة المختطفة يوم 11/9/2001.

تلك كانت أهم المواضيع الرئيسية التي تناولت الشأن الدولي في الصحافة البريطانية الصادرة هذا الصباح.

فيسك يتساءل

"الولايات المتحدة الإسرائيلية؟"، هذا هو عنوان ملحق جريدة الاندبندنت الصادرة هذا الصباح.

أما غلاف الملحق فهو علم كبير للولايات المتحدة لكن بدلا من نجومه البيضاء الخمسين هناك خمسين نجمة داوود أخرى.

عنوان الغلاف هو أيضا عنوان مقال الكاتب السياسي روبرت فيسك الذي يتناول فيه الآثار التي ترتبت على الورقة البحثية التي كتبها الباحثان ستيفن والت، البروفيسور في جامعة هارفارد، وجون مورشايمر، الباحث في جامعة شيكاغو، حول تأثير اللوبي الإسرائيلي على سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وكيف أن العلاقة الخاصة التي تربط بين واشنطن وتل أبيب قد أصبحت عبئا على الأمن القومي الأمريكي و"الحرب على الإرهاب".

ويقتبس فيسك من البحث ما كتبه الباحثان الأكاديميان من أن "أي شخص ينتقد تصرفات إسرائيل أو يناقش نفوذ جماعات الضغط الموالية لإسرائيل على سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فإن فرصته جيدة كي يصنف معاد للسامية، بل أن أي شخص يدعي أن هناك لوبي إسرائيلي سيتهم بأنه معاد للسامية... هذه التهمة التي لا يريد أي شخص أن يتهم بها".

يقول فيسك تعليقا على ما قاله الاقتباس: "هذا موضوع قوي بالنسبة لدولة يعتبر "التابو الأخير" فيها، وفقا للمفكر الراحل إدوارد سعيد، مناقشة جدية للعلاقة التي تربط أمريكا بإسرائيل".

يستعرض فيسك في مقاله عددا من الوقائع التي تتدلل على صحة ما ذهب إليه الباحثان وعلى مدى ما تتمتع به المجموعات الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة من نفوذ.

ويستشهد فيسك بواقعة إلغاء مسرحية "اسمي راشيل كوري" من مسارح نيويورك استجابة لضغوط مورست من قبل جماعات الضغط الموالية للدولة العبرية، وذلك لأن المسرحية تتعرض لواقعة قتل جرافة إسرائيلية لناشطة السلام الأمريكية راشيل كوري أثناء محاولتها إيقاف الجرافة من هدم أحد المنازل الفلسطينية عام 2003.

يقتبس فيسك فقرة من مقال لفيليب ويس نشر في مجلة "ذا نيشن" يقول فيه: "كيف يمكن للغرب أن يدين العالم الإسلامي لعدم تقبله الرسوم الكارتونية (المسيئة للرسول) وهناك كاتب غربي قد أسكت لتحدثه بالنيابة عن الفلسطينيين؟ ولماذا يمكن لإسرائيل وأوروبا أن يتناقشا بشكل صحي أكثر حول حقوق الفلسطينيين الإنسانية بينما لا نستطيع نحن ذلك هنا (في الولايات المتحدة)؟".

جوانتانمو ونقل المعتقلين

تتحدث الاندبندنت عن المحاولات العديدة التي قام بها أحد معتقلي سجن جوانتانمو لإنهاء حياته في جريدة الاندبندنت تحقيق حول المحاولات العديدة التي قام بها أحد معتقلي سجن جوانتانمو لإنهاء حياته.

التحقيق الذي كتبه أندرو بونكومب من واشنطن يحكي قصة المعتقل جمعة الدوسري، الذي حاول الانتحار 12 مرة بعد تعرضه "للضرب أكثر من مرة والإذلال الجنسي وإبقاءه معزولا" خلال السنوات الأربع التي قضاها في جوانتانمو بدون توجيه اتهام إليه.

وينقل بونكومب عن جمعة قوله إنه "جرى لفه بالعلمين الأمريكي والإسرائيلي خلال إحدى المرات التي استجوب فيها وأن أحد المحققين تبول على نسخة من القرآن".

وكتب جمعة من محبسه 20 صفحة وسلمها إلى محاميه من ضمنها: "لقد جرحونا بعمق في قلوبنا وكرامتنا وإنسانيتنا هؤلاء الذين يتحدثون عن الحضارة والسلام والقانون".

أما جريدة الجارديان فتحدثت عن "الكشف عن 1000 رحلة طيران سرية للسي أي أيه"، وفي التقرير الذي كتبه ريتشارد نورتون تايلور نطالع محتويات التحقيق الذي أجراه البرلمان الأوروبي حول رحلات الطيران السرية التي قامت بها وكالة الاستخبارات الأمريكية فوق أراضي الاتحاد الأوروبي لنقل مشتبهين بالقيام بأعمال إرهابية بين سجون سرية عدة تديرها الوكالة.

وقالت الجريدة إن محرر التقرير، عضو البرلمان الإيطالي كلاوديو فافا أشار إلى أن بعض الحكومات الأوروبية كانت على علم بتلك الرحلات.

وأشار فافا في التقرير إلى حوادث من بينها اختطاف رجل الدين المصري أبو عمر من شوارع مدينة ميلانو الإيطالية على يد عملاء للسي أي أيه عام 2003، ونقل خالد المصري من مقدونيا إلى أفغانستان ونقل المواطن الكندي ماهر عرار من نيويورك إلى سورية.

ويقول تقرير الجارديان إن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو يقول إنه لا توجد أدلة على أن الولايات المتحدة استخدمت المجال الجوي البريطاني لنقل معتقلين وإنه يعتقد أن واشنطن كانت ستخبر الحكومة البريطانية لو كانت تخطط لذلك.

ويختم نورتون تايلور التقرير بالإشارة إلى أن عمليات نقل المعتقلين تلك تخالف تشريع حماية حقوق الإنسان الأوروبي كما أنها تخالف القانون البريطاني.

الرحلة الأخيرة

الاندبندنت أسمت تغطيتها للفيلم بـ"شجاعة في يوم الموت"، أما العنوان الفرعي فكان "الرجوع إلى الرعب" فيلم "يونايتد 93" حظي بالكثير من التغطية في الصحف البريطانية الصادرة هذا الصباح.

مرد هذه التغطية ليس لأن مخرج الفيلم هو البريطاني بول جرينجراس، بل لأنه أول فيلم سينمائي يتعرض لجزء مما جرى يوم 11/9/2001.

الاندبندنت أسمت تغطيتها للفيلم بـ"شجاعة في يوم الموت"، أما العنوان الفرعي فكان "الرجوع إلى الرعب".

وفي التغطية يتساءل دافيد أوسبورن: هل من المبكر للغاية صنع فيلم يستعرض ما جرى للطائرة الرابعة التي اختطفت يوم الحادي عشر من سبتمبر عام 2001؟

أوسبورن يستعرض رد فعل الجمهور الأمريكي على الفيلم الذي يستعرض دقيقة بدقيقة ما حدث للطائرة رقم 93 التابعة لشركة "يونايتد أيرلاينز" والتي لم تصل إلى وجهتها المقررة كما لم تضرب أيا من الأهداف الحيوية التي كان يراد لها أن تصطدم بها، بل بدلا من ذلك اتجهت الطائرة المخطوفة إلى الأسفل لتتحطم ويقتل كل من كان عليها.

يختم أوسبورن بالقول إن الفيلم يدور حول البطولة التي تبدت في يوم موشوم بالموت والكراهية، ولهذا السبب فإن الشعب الأمريكي، المعروف بنزعته الوطنية الشديدة، سيحتضن هذا الفيلم.

الجمهور الذي حضر العرض الخاص للفيلم كان مكونا من عائلات ضحايا الطائرة المنكوبة والذين بكوا كثيرا أثناء مشاهدتهم للفيلم، وذلك وفقا لأوليفر بوركمان، مراسل الجارديان في نيويورك.

جريدة التايمز عنونت تغطيتها للفيلم بـ"عائلات ضحايا الرحلة 93 يبكون مرة أخرى لرؤية أبطالهم يموتون على الشاشة".

وينقل مراسل الجريدة في نيويورك، جايمس بون، عن عمر بردوني، المغربي الذي قام بدور أحد خاطفي الطائرة في الفيلم، قوله إن "الجمهور العربي لن يعتبر الفيلم تخليد للإرهابيين الذين قاموا بهذا العمل. فالجمهور العربي لا يعتبر هؤلاء الناس (الخاطفين) ممثلين عن العرب أو المسلمين". - بي بي سي لندن -