إن الانتخابات التشريعية القادمة المقررة يوم 25/1/2006 في الأراضي الفلسطينية هي من أجل الجميع, وليس من اجل أن يتفرد حزب أو حركة أو قائمة في صنع القرار عن طريق حصوله على اكبر قدر من المقاعد بشتى الطرق والوسائل كما يحلو ويحاول البعض الترويج له والعمل من اجله.

لقد لجأت السلطة الوطنية الفلسطينية (ممثلة بحركة فتح) وبادرت إلى هذه الخطوة لإيمانها العميق وإدراكها الخالص بأن هذه الطريقة هي الأفضل والأمثل للحكم وإدارة المجتمع ,ولقد أتت تلك المبادرة أيضا بدافع ذاتي قبل أن تكون بسبب استحقاقات سياسية أو اعتبارات محلية ,إقليمية ودولية,لذلك نرجو من بعض الأطراف المشاركة بالعملية الانتخابية إلى الكف والتوقف فورا عن المزايدة على السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة «فتح» لان الأحداث والوقائع أثبتت للقاصي والداني , أن السلطة الفلسطينية ممثلة بحركة «فتح» أكثر نضجاً فكراً وإستراتيجية في جميع النواحي من الآخرين .

يجب علينا العمل جميعا على إنجاح تلك العملية وتفويت الفرصة على أولئك الذين يتربصون ويخططون لإفشالها,ليس لإدراكهم أن الإلغاء أو التأجيل يصب في الصالح العام ولكن لاعتبارات شخصية, أو حزبية ,أو لارتباطات خارجية,كذلك نطلب من أفراد مجتمعنا الفلسطيني العظيم أن يحكموا ضمائرهم ويتأنوا كثيرا عند اختيار مرشحيهم ,عن طريق اختيار الأكفأ والأصلح من بينهم, (مع إيماننا العميق بوجود من هم أكفأ وأصلح وأكثر قدرة ومهنية بين أفراد مجتمعنا ولكن لم يتم اختيارهم لاعتبارات كثيرة, أهمها صراعات داخلية ومراكز نفوذ داخل الحركات والقوائم ,ومنها أيضا اعتبارات شخصية بحتة وتصفية حسابات), عند الاختيار يجب تغليب المصلحة العامة على الخاصة أو المصلحة الحزبية والحركية,يجب علينا قراءة أسماء المرشحين جيدا ومراجعة سيرتهم الذاتية والبحث عن ماضيهم ودراسة أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية في الماضي والحاضر بكل موضوعية وتجرد ,بهذه الطريقة نستطيع أن نقلص إلى حد ما وصول أصحاب النفوس المريضة والمنافقين والوصوليين وأصحاب المذهب النفعي من الجلوس تحت قبة البرلمان ,و نمنع بذلك أيضا فوز قائمة أو حركة تتبنى برامج انتخابية خيالية بعيدة عن العلم والواقع والمنطق وقدرة العقل البشري على هضمها واستيعابها, قد يتساءل أي إنسان هل يملك بعض أفراد مجتمعنا القدرة على الاختيار بهذه الطريقة (المثالية) ؟ الجواب لا , لذلك ننصح هذه الشريحة من الناس أن تستشير أصحاب العلم ,الرأي والحكمة, والقيادات المجتمعية محل الثقة في المجتمع لكي يوجهوهم ويرشدوهم ,هناك من يعتقد انه يوجد عيب أو حرج بذلك, نؤكد لهم انه لا يوجد عيب أو حرج .

أخيرا نقول يجب أن يمر يوم الانتخابات بأمن وسلام لكي نثبت لذاتنا أولا وللعالم من حولنا بأننا شعب قادر على صنع المستحيل, وعلى قهر تلك الظروف الصعبة والقاسية التي نحيا, وعلى الحفاظ على النسيج ,السلم والأمن المجتمعي, وعلى تبني الطرق الحضارية والديمقراطية ,على الرغم من حالة الفوضى والفلتات الأمني والبلطجة والتعدي على القانون والمؤسسات الحكومية والمجتمعية وبرغم المشاكل والصراعات العائلية و حالة العوز ,الفقر والبطالة.

ليكن شعارنا جميعا فعلا وممارسة, نعم لانتخابات حرة نزيهة ,نعم للتعددية السياسية,نعم للشراكة في صنع القرار,نعم لحرية التعبير عن الرأي, نعم لسلطة القانون,نعم للقضاء المستقل,نعم لبرامج سياسية واقعية تخاطب العقل وليس العاطفة أو الشعور والإحساس ,نعم لفلسطين من أجل الجميع.

الحقائق (21/01/2006).