"مع اتساع دائرة الحروب والعنف، فإن كل يوم يجب أن يكون يوم سلام" كاملا بهاسين/ الهند

احتفلت منظمات الأمم المتحدة باليوم العالمي للسلام، (21 أيلول 2006) بالإضافة إلى أكثر من مائتي منظمة، قامت بنشاطات متنوعة، بلغت 3500 نشاطً، أقيمت في مائتي بلد في العالم، تنوعت بين (أمسيات موسيقية، مسيرات، صيام، مؤتمرات، احتفالات، برامج خدمات، نشاطات للأطفال، فنون، صلوات دينية).

عرَّفت الأمم المتحدة 21 أيلول، كيوم عالمي للسلام، وطالبت بوقف إطلاق النار في هذا اليوم؛ مؤكدة أن السلام أكثر من مجرد "غياب الحرب"، وداعية إلى تحويل مجتمعاتنا المحلية، وتوحيد مجمعاتنا العالمية، للعمل المشترك، لصالح عالم يتحقق فيه السلام لجميع البشر.

أما الشبكة النسوية العالمية: "نساء من أجل السلام عبر العالم"، التي تنخرط فيها ألف مرشحة لجائزة نوبل للسلام؛ فهي وإن كانت تدعم هذه الدعوة لوقف إطلاق النار؛ إلا أنها لا تكتفي بها؛ فهي تؤكد أن تحقيق السلام لا يكون بوقف إطلاق النار وحسب، بل من خلال بناء الأمن الإنساني والعدل. "نريد أن يكون كل بيت منطقة سلام. نريد أن تتوقف كل أشكال العنف. وفوق كل ذلك، نريد وقف العنف الاقتصادي، والاستغلال، وعدم المساواة"، كما تقول روث – غابي فيرموت – مانغولد، رئيسة شبكة "نساء من أجل السلام عبر العالم"، من سويسرا.

تكرس الشبكة جهدها لصالح قضية السلام العادل: "إن شبكتنا تؤمن بأنه، مع اتساع دائرة الحروب والعنف، فإن كل يوم يجب أن يكون يوم سلام"، كما تقول كاملا بهاسين، الرئيسة المشاركة للشبكة، من الهند. وتحتفل الشبكة، بيوم السلام العالمي، بإطلاق مشروع شراكة، وهي تبحث عن شركاء حول العالم، لإعادة تعريف السلام، وتوثيق نشاط نساء أخريات يعملن للسلام.

في اليوم العالمي للسلام، تحتفي النساء المنتميات إلى الشبكة بالسلام والعدل في كثير من البلدان حول العالم، وتطالبن بوقف كل الحروب والعنف والظلم، خاصة تلك الحروب في العراق وفلسطين وأفغانستان. وقد جاء في بيان الشبكة الصحفي: "إننا ندعو الأمم المتحدة، وكلّ الحكومات، للعب دور أكثر نشاطاً في إنهاء تلك الحروب وتعزيز الحوار السياسي نحو سلام دائم وعادل".

وأطلقت الشبكة في ذلك اليوم حملتها للمشاركة: "نحن ندعو الجماعات المحلية، وخاصة من الشباب، للانضمام إلينا، بأن يصبحوا شركاء في "نساء من أجل السلام"؛ وأن يتحدوا الطريقة التي يفكر فيها الناس بالسلام وبناء السلام، وأن يتعرفوا على نساء سلام في مجتمعاتهم، ويوثقوا أعمالهن"، كما تقول فيرموت. وتبحث الشبكة عن شركاء للتعريف والتوثيق، لكل امرأة تعمل من أجل السلام، خلال العام المقبل، حتى يجيء اليوم العالمي للسلام في العام المقبل، وقد تعرَّف العالم على 1000 امرأة سلام جديدة. "هذه الحملة ستبرز العمل السلمي للنساء، الذي حافظ على حياة المجتمعات، وأنقذ وحمى حياة الكثيرين في مواجهة العنف الزائد"، كما تقول كاملا بهاسين، "وحملة المشاركة هذه تفتح أبوابا واسعة للفرص أمام النقاش العام والتعلم والدفاع. إننا ندعو جميع المعنيين للاتصال بنا.

*******

تطلق شيكه نساء من أجل السلام عبر العالم رسالة واضحة إلى نساء العالم، من خلال إعادة تعريفها للسلام، حين تربط بين الخلاص من العنف، وتحقيق الأمان السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي. وتخصّ الشبكة النساء اللواتي تعانين من ويلات الحروب، ومن العنف بكافة أشكاله، وتدعوهن للعمل المشترك من أجل تحقيق السلام العادل، وتوثيق تجاربهن، بطرق إبداعية خلاقة. وقد جاء الاحتفال بيوم السلام العالمي هذا العام (21 أيلول 2006) استثنائياً؛ ونحن نرى اتساع دائرة الحروب والعنف في العالم، وغياب الرؤية والرؤيا، واختلاط المفاهيم وتشوهها؛ وانقلاب المصطلحات وتلوثها، حتى أن استخدام مصطلح السلام أضحى موازياً للاستسلام والقبول بالأمر الواقع؛ الأمر الذي يجعل إعادة تعريف السلام أمراً هاماً وضرورياً.

لنقدم، نحن النساء، وخاصة نساء الشعوب المقهورة والمضطهدة، وكافة النساء اللواتي تعانين قهر الاحتلال أو الاستعمار أو الاضطهاد، رؤيتنا وتعريفنا للسلام، ولنبرز عمل النساء، ونجعله مرئياً ومعترفاً به، من خلال توثيق تجاربهن المتنوعة والمتعددة، لصنع السلام، ولنمد جسور التواصل بين نساء العالم، للعمل بشكل مشترك، من أجل تحقيق الأمان الإنساني، لشعوبنا المقهورة، ولجميع سكان الأرض.

faihaab@p-ol.com - مفتاح 2/10/2006 -