تفاجئ المعلمون في القدس بتسلم رواتبهم وقد خسفت وعند تفحصهم عن ذلك اكتشفوا أن وزارة المالية الفلسطينية بذكائها الخارق قررت في هذا الوقت بالذات أيام فقط قبل عيد الفطر السعيد وأيام قبل بدء العام الدراسي في مدارس السلطة قررت الوزارة خصم مبلغ 570 شيكل من جميع الموظفين التي تصل أقصى الرواتب إلى 4000 شيكل أي أن ربع الراتب قد اختفى بقدرة قادر وقدرة موظفي وزارة المالية بل المصيبة هو أن هذا الخصم بأثر رجعى منذ بداية العام.

والسبب في هذا الخصم الذي جاء بدل هدية العيد هو إجبار موظفي التربية والتعليم في القدس الانضمام إلى التامين الصحي الفلسطيني الذي لا يعنى شيئا بالنسبة للمعلمين المقدسين والذين يدفعون مبالغ ليست بالبسيطة للتامين الصحي الإسرائيلي الإجباري وهو المطبق عندهم بحكم القانون، أما التامين الفلسطيني فانه لا يشمل إلا المناطق الفلسطينية فقط.

بعض المعلمين المصدومون من هذا القرار تساءلوا عن سبب هذا القرار المفاجئ السيئ للغاية فهو أولا جاء بدون أية مقدمات وبدون حتى تهيئة المعلمين لمثل هذه الخطوة وثانيا توقيت هذه الخطوة هو سيء للغاية بالنسبة للمعلمين الذين يعانون الأمرين من ضيق العيش، وكثرة المصاريف خاصة وهم على بعد يومين من عيد الفطر السعيد، وثالثا حتى لو تم فرض هذا القانون على المعلمين في المدارس المقدسية لماذا يتم تطبيقه فورا وبأثر رجعي ومن بداية العام، وختم هذا المعلم الذي تبدو عليه علامات الصدمة " كنا نسمع عن هدية للمعلمين من وزارة المالية بمناسبة العيد بقيمة 500 شيكل لكل المعلم، ولكن لم نكن نعرف أن هذه الهدية هي العكس من المتوقع، مما فسره المعلمون بأنه دليل على عدم تفهم موظفي المالية للأوضاع الصعبة والاستثنائية التي يعيشه المعلمون في القدس والذين لا يعرفوا من أين يتلقون الضربات، هل هي من السلطات الإسرائيلية أم من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ومن ورائها وزارة المالية ,,,! فبدل أن تقف الجهات الرسمية الفلسطينية إلى جانب المعلمين في القدس وبشكل استثنائي نراها تعاملهم كبقية المعلمين في الضفة الغربية رغم اختلاف الظروف والمعطيات....!

قلنا في السابق وسنبقى نقول في المستقبل أيضا أن القدس بحاجة إلى رعاية خاصة من السلطة الفلسطينية التي تعهدت برعاية الشؤون التعليمية في القدس وعليها تحمل ذلك، فهي حاربت من أجل الحصول على قطاع التعليم في القدس والذي أحيل إليها بعد قرار فك الارتباط مع الأردن، وبالتالي على السلطة أن تولي المعلمين في القدس عناية خاصة، فبدل الاستثمار في المباني، عليها الاستثمار في المعلمين أولا!! لأنه لن يكون هناك أي معنى لكل هذه الملايين التي تصرف على ترميم وتأهيل المباني بينما المعلم لا يجد ثمن ساندويش يتناوله في الاستراحة المدرسية وكما قال احد المعلمين واصفا واقعه والله في الكثير من الأحيان نشتهى الساندويتش الذي يتناوله الطلاب... حرام عليكم...

وحديثنا مستمر