"اذا واصلت اسرائيل رد نداءات السلام السورية، فقد تنشب حرب استنزاف في هضبة الجولان"، هكذا تحذر سوريا في رسالة نقلت الى القدس سرا. وعلمت "يديعوت احرونوت" أنه في الاونة الاخيرة وصلت القدس تقارير عن أن سوريا تشدد وجودها وتحقق سيادتها في هضبة الجولان السورية استعدادا لامكانية أن تنشب حرب استنزاف كهذه بالفعل.
في السنة الاخيرة يشجع الحكم السوري سكان الدولة على اقامة منازلهم في الهضبة السورية. وحتى الان كان يخيل أن المستوطنين السوريين هم مدنيون، ولكن يتبين الان ان معظمهم ضباط جيش في الخدمة الفاعلة وفي الاحتياط ممن بقوا بلا عمل في أعقاب انسحاب الجيش السوري من لبنان في العام 2005. واذا ما اندلعت مواجهة عسكرية فان مستوطني الجولان السورية سيكونون رأس الحربة في عمليات الاستنزاف ضد اسرائيل.
على مدى عشرات السنين اضطر مواطنون سوريون طلبوا زيارة الهضبة السورية الى الحصول على اذون عبور خاصة. اما مؤخرا ففتحت على نحو مفاجيء كل طرق الوصول الى القنيطرة والى بلدات الهضبة السورية وذلك للسماح للمواطنين السوريين بالوصول بجموعهم الى الهضبة. وبالتوازي حظر على الشباب من جهاز الاحتياط في الجيش السوري أخذ اجازات صيف في الخارج – وذلك من أجل استدعائهم على عجل للخدمة العسكرية في حالة الاشتعال. مواجهة بين اسرائيل وسوريا قد تصرف الانتباه العالمي عن المحكمة الدولية التي تحقق في مسؤولية قادة النظام في دمشق عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. واعترف مسؤول سوري كبير مؤخرا في محادثات مغلقة بان سوريا تستعد لامكانية أن ترد اسرائيل بشدة على عمليات استنزاف في الجولان. وحذر من أن "لدى سوريا ردا في حالة مهاجمة اسرائيل لمدنها". وحسب اقواله فانهم في دمشق "فوجئوا سلبا جدا" من الرسائل التي وصلت في الاونة الاخيرة من اسرائيل، وتقضي بانها ترفض العودة الى طاولة المفاوضات.
وكان الرئيس السوري بشار الاسد أعلن أمس بان "سوريا مصممة على أن تستعيد كل ذرة تراب من أرض الجولان". ففي خطاب ألقاه بمناسبة يوم الجيش السوري أعلن الاسد: "نحن أقوى اليوم مما كنا في الماضي. ولن تخضع سوريا للضغوط ولن تخشى التهديدات". وبالمقابل أوضح وزير الخارجية وليد المعلم بان سوريا معنية بقبول الدعوة الى مؤتمر السلام الاقليمي برعاية الولايات المتحدة.
التضارب بين التصريحات السلمية والاصوات الحربية وجد تعبيره أيضا في أوساط الجمهور السوري: ففي استطلاع أجراه معهد بحث أمريكي في أوساط 1.004 سوريين، أيد 51 في المائة السلام مع اسرائيل اذا انسحبت من الجولان. غير أن 75 في المائة أيضا أعربوا عن تأييدهم لمواصلة المساعدات السورية لمنظمات الارهاب. وهذا ليس التضارب الوحيد: مع أن اغلبية المستطلعين يؤيدون انفتاح سوريا على الغرب – 70 في المائة يعارضون توثيق العلاقات مع الولايات المتحدة. - يديعوت 2/8/2007 -