القدس (اف ب) اعلنت اسرائيل الاحد استعدادها لتسليم الاشراف على عدد من المدن في الضفة الغربية باسرع وقت ممكن الى السلطة الفلسطينية في وقت دعا المستوطنون اليهود الى تظاهرة كبيرة حول الكنيست احتجاجا على الانسحاب من قطاع غزة.

فقد صرح وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز للاذاعة الاسرائيلية العامة الاحد ان "نقل السلطة في بعض مدن الضفة الغربية يفترض ان يتم في الايام المقبلة".

وجاء تصريح موفاز غداة لقائه في تل ابيب مع وزير الامن الداخلي الفلسطيني السابق محمد دحلان الرجل القوي في قطاع غزة والمقرب من رئيس السلطة محمود عباس.

واضاف موفاز "سنعد التفاصيل الاخيرة حول اختيار المدن والموعد الدقيق لنقل السلطة فيها في لقاء سيعقد في الايام المقبلة".

واوضح موفاز ايضا انه حدد لنفسه هدفا يقضي بانجاز الانسحاب من قطاع غزة والانسحاب من مدن الضفة الغربية "في نهاية العام على ابعد حد".

وكان يشير الى تراجع الجيش الاسرائيلي الى المواقع التي كان يحتلها في الضفة الغربية قبل اندلاع الانتفاضة في ايلول/سبتمبر 2000 عندما كان يسيطر على مجمل الضفة الغربية باستثناء المدن.

وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان رام الله وطولكرم ستكونان اول مدينتين تنقل فيهما المسؤوليات من جديد الى السلطة الفلسطينية التي سيكون في امكانها نشر عناصر مسلحة لحفظ الامن فيهما. وقد تليهما قلقيلية واريحا وبيت لحم.

ووصفت السلطة الفلسطينية من جهتها في بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع الاحد اجتماع موفاز ودحلان بانه "ايجابي". واوضحت ان اللقاء تناول "جميع القضايا المتعلقة بانسحاب القوات الاسرائيلية من المدن الفلسطينية واستكمال رفع الاغلاق عن قطاع غزة والاجراءات المختلفة للتخفيف من الحصار المفروض على محافظات الضفة الغربية ومعالجة ملف المطاردين والمبعدين".

واكد البيان ان الجانبين "اتفقا على عقد لقاء تحضيري اخر خلال الايام القادمة" للاعداد لاول لقاء قمة بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون.

وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان قمة اولى بين عباس وشارون ستعقد في الثامن من شباط/فبراير المقبل وتتزامن بالتالي مع جولة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في المنطقة.

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس قال المتحدث باسم شارون رعنان غيسين ان اللقاء سيعقد في "الاسبوع الثاني من شباط/فبراير لكن لم يحدد موعد رسمي له".

وبدا شارون متفائلا خلال الايام الاخيرة. وقد تحدث الخميس عن احتمال "تحقيق تقدم تاريخي مع الفلسطينيين" في اطار العملية السلمية.

ولكن في مقابل ذلك لا يزال هناك تصميم لدى المستوطنين اليهود ومعارضة اقصى اليمين بالاضافة الى الجناح المتشدد في حزب الليكود على عرقلة خطة الانسحاب من قطاع غزة المقررة خلال الاشهر المقبلة.

وقد دعا مجلس مستوطنات "يهودا والسامرة (الضفة الغربية)" وقطاع غزة ابرز منظمة للمستوطنين الى تظاهرة كبيرة مساء الاحد حول الكنيست في القدس تحت شعار "دعوا الشعب يقرر".

ويدعو معارضو اجلاء حوالى ثمانية آلاف مستوطن من 21 مستوطنة في قطاع غزة واربع مستوطنات معزولة في شمال الضفة الغربية الى اجراء استفتاء حول الانسحاب يرفضه شارون معتبرا انه مجرد خدعة لتاخير الانسحاب من غزة.

وتم فصل حوالى الفي شرطي اسرائيلي من اجل تأمين الامن خلال تجمع الاحد المقرر ان يستمر حتى بعد ظهر الاثنين.

على الارض قتل فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي الاحد عند بوابة صلاح الدين الحدودية مع مصر في رفح جنوب قطاع غزة بحسب ما افادت مصادر طبية وامنية فلسطينية.

وبذلك يرتفع الى 4724 عدد القتلى منذ اندلاع الانتفاضة في نهاية ايلول/سبتمبر 2000 بينهم 3669 فلسطينيا و981 اسرائيليا.