تل أبيب - د.ب.ا: أعرب الزعيم الجديد لحزب العمل الاسرائيلي، في مقابلة صحافية نشرت، أمس، عن رغبته في الدعوة لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في شهر آذار المقبل. وقال عمير بيرتس، في مقابلة مع صحيفة (يديعوت أحرونوت): "إن هدفي هو إجراء الانتخابات في آذار .. لو رفض رئيس الوزراء (أرئيل شارون)

اقتراحي فإنني سأسعى للحصول على أغلبية في الكنيست (البرلمان) لاجراء تصويت بحجب الثقة عن الحكومة أو لتأييد مشروع قانون بحل البرلمان".

وأبلغ بيرتس، موقع صحيفة (معاريف) على شبكة الانترنت: "سأقترح عليه إجراء انتخابات في الفترة بين آذار وأيار" واستبعد، نيسان، بسبب عطلة عيد الفصح اليهودي.

ومن المقرر أن يلتقي بيرتس ــ الذي فاز بزعامة حزب العمل الاربعاء الماضي، فيما شكل انقلابا سياسيا مذهلا أدى لحدوث هزة في الحزب والدولة في إسرائيل ــ مع شارون غداً لبحث الموعد المحتمل للانتخابات المبكرة.

في الوقت نفسه قرر اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العمل والذي ترأسه بيرتس، أمس، للمرة الاولى عقد مؤتمر للحزب في غضون ثلاثة أسابيع وذلك حتى يصوت الاعضاء حول ما إذا كان يتعين على حزب العمل الانسحاب من الائتلاف الحكومي في تل أبيب أم لا. في الوقت نفسه قال شمعون بيريس نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي والذي لقي هزيمة مؤلمة أمام بيرتس: إنه سيبتعد لفترة ما عن الحزب لإعادة النظر في مسيرته السياسية.

وأشار معاونو بيريس، في ساعة مبكرة من صباح أمس، إلى أن من بين الخيارات التي يبحثها بيريس حاليا تشكيل حزب جديد وهو الامر الذي لم يؤكده السياسي الاسرائيلي المخضرم في تصريحات أدلى بها لاحقا.

وأضافوا أن بيريس يشعر بأنه "خدع" لانه هو من أعاد بيرتس الذي كان انفصل لتشكيل حزبه الخاص به وهو "حزب دولة واحدة" إلى حزب العمل على الرغم من المعارضة الشديدة من جانب معظم أعضاء الحزب.

ويشار إلى أن بيريس الذي كان حتى، الخميس، هو الوزير الوحيد الذي لم يجر أي اتصال مع بيرتس ليهنئه على فوزه المفاجئ التقى بعد ظهر أمس، مع الزعيم الجديد لحزب العمل في مكتبه بتل أبيب.وبعدما قدم التهنئة لبيريتس

وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتزم اعتزال العمل السياسي قال بيريس ( 82 عاماً): "أريد بعض الوقت لافكر في ذلك... ليس من المفترض أن أجيب (عن هذا السؤال) على الفور". وأضاف أن أي قرار سيتخذه سيكون في صالح الوطن وكذلك في صالح الحزب الذي انضم إليه منذ 60 عاماً، قائلا: "كلنا بحاجة إلى الوحدة. نحتاج لان نعمل سويا.لا يجب أن يقاطع أحد الاخرين ولا يجب أيضا أن يقاطع الاخرون أحدا".

وداعب بيريس الصحافيين نافياً أن يكون قد شعر بالإذلال أوبالمرارة بعد هزيمته المفاجئة بقوله: "قولوا لي إنني أبدو بحالة جيدة". ومن جانبه دعا بيرتس غريمه المهزوم إلى البقاء في الحزب وأن يكون الرجل الثاني فيه.

وكانت هزيمة شمعون بيريس أمام رئيس اتحاد العمال في إسرائيل في المعركة بينهما على زعامة حزب العمل مؤلمة بشكل خاص لبيريس لانه كان يتقدم في استطلاعات الرأي بفارق يتجاوز 10 في المئة على بيريتس.

أما زعيم حزب العمل الجديد فعلى الرغم من أنه كان رئيسا لاكثر اتحاد عمالي في إسرائيل قوة على مدار السنوات العشر الاخيرة إلا أن بيرتس الذي كان أيضا عمدة لبلدة صغيرة لم يدخل الوزارة على الاطلاق ولم يتول أي منصب رفيع المستوى على الساحة السياسية الاسرائيلية وهو ما جعله يبدو كما لو كان منافساً غير متكافئ في القوة مع بيريس رجل الدولة المخضرم الذي كان رئيسا لوزراء إسرائيل في السابق.

ويرغب بيرتس في إجراء الانتخابات المبكرة في آذار نظرا لان آخر موعد للتصويت على ميزانية العام 2006 هو 13 من الشهر ذاته، ما جعله يرغب في الحيلولة دون إقرار الميزانية من الكنيست ومن ثم إتاحة الفرصة للحكومة الجديدة لوضع ميزانية أخرى. كما يريد الزعيم الجديد لحزب العمل البالغ من العمر (35 عاماً) والذي تتسم مواقفه بالتشدد أن يعود الحزب إلى جذوره الاشتراكية حيث قال في حواره مع (يديعوت أحرونوت): "إنه سيسعى حال فوزه برئاسة الوزراء في إسرائيل إلى زيادة الحد الادنى للاجور ليصل إلى ألف دولار بدلاً من قرابة 700 كما هو الحال في الوقت الراهن.

واظهرت استطلاعات الرأي ان بيرتس حصل على دعم لحزبه الذي هيمن يوماً ما على الحياة السياسية في اسرائيل ولكن هذا الدعم لا يزال غير كاف للإطاحة بشارون.

واظهر استطلاعان للرأي نشرا في الصحف، أمس، أن حزب العمل سيحقق نتائج افضل تحت قيادة بيرتس في الانتخابات المقبلة. واظهر الاستطلاعان ان حزب العمل سيحصل على 27 او 28 مقعدا مقارنة باثنين وعشرين يسيطر عليها حاليا في الكنيست الاسرائيلي المكون من 120 مقعدا.

ولكن حزب الليكود الذي يتزعمه شارون سيحتفظ بوضعه كأكبر كتلة في الكنيست رغم احتمال فقدانه بين مقعد واحد وثلاثة مقاعد من 40 مقعداً يشغلها حاليا.

وسيكون الموقف السياسي اكثر تعقيدا إذا قرر شارون الانفصال عن حزبه الليكود المنقسم حاليا وتشكيل حزب وسطي للاستفادة من معدلات التأييد العالية له.