قتلت قوات الاحتلال، فجر أمس، شاباً وأصابت ثلاثة من عائلته (خاله وأبني خاله) أمام منزلهم الذي ظنت الأسرة أن لصوصاً (وليس الجيش) هم الذين اقتحموه.
واستشهد الشاب وفا ميسرة يعيش (22 عاماً) وأصيب خاله فتح الله يعيش (65 عاماً) ونجلاه طارق، وعميد، برصاص الجنود الذين أغرقوهم بالرصاص حين وصلوا إلى البيت الذي تبين لاحقاً أن قوة إسرائيلية خاصة أقامت كمينا في حديقته ما التبس على قاطنيه بأن لصوصا يحاولون السطو عليه وهم بداخله.
وفي التفاصيل فإن ميسرة يعيش (50 عاماً) كان اتصل بابنه (الشهيد وفا) الذي كان موجوداً في منزل خاله فتح الله يعيش وأبلغه ان لصوصاً دخلوا حديقة المنزل (منزل ميسرة) في محاولة للسطو عليه.
وما لبث الشهيد وفا وخاله وأبناء خاله أن استقلوا سيارتهم وقدموا إلى المنزل لنجدة الأسرة ــ لاسيما وان عدة عمليات سطو استهدفت منازل أثناء وجود أصحابها بداخلها مؤخراًــ "مسلحين" باثنتين من العصي التي وقعت عليها أيديهم (عكازة وعصا قشاطة) ليفاجؤا بوابل من الرصاص يطلق نحوهم حين وصلوا إلى مدخل المنزل وبدؤوا النزول من السيارة.
ووفقاً لرواية الأسرة فإن الشهيد وفا، لم يصب في هذه الموجة من اطلاق الرصاص حين وصل مدخل منزله وفر واحتمى في موقع مجاور للمدخل.
ويوضح ميسرة يعيش (والد الشهيد) انه حين سمع صوت إطلاق رصاص كان لا يزال يعتقد ان من هم في الخارج ليسوا إلا لصوصا مشيرا إلى انه خرج فورا حيث وجد ثلاثة من أقاربه قد اصيبوا داخل وبجوار السيارة التي كانت تقف في الشارع الرئيس أمام البيت. واشار الى انه بدأ عملية إسعاف ومحاولات لنقلهم الى المستشفى استغرقت نحو ربع ساعة ما جعل ابنه (وفا) الذي اختبأ لحماية نفسه من الرصاص يشعر بالأمان حين شاهد والده يسعف المصابين في الشارع فاندفع ( أي الشهيد) نحو والده فما كان من دورية للجيش كانت ظهرت في المكان ان أطلقت زخة من الرصاص الحي نحو الابن ما أدى إلى سقوطه شهيدا بجوار والده.
وأصيب الشاب وفا بعيار ناري في الصدر ما أدى لاستشهاده على الفور بينما أصيب خاله ( فتح الله يعيش) بعيار ناري في يده وشظايا في البطن في حين أصيب نجلاه طارق وعميد بجروح وصفت بانها متوسطة في الرأس والرجل.
وأكد شهود عيان من جيران عائلة يعيش: أن نحو 15 جندياً كانوا اجتازوا منازلهم وقفزوا إلى حديقة منزل يعيش الملاصق للشارع الرئيسي في منطقة (حي الصبيان قرب منتزه البلدية)، ما أثار شكوك العائلة بأن من دخل حديقة بيتها هم لصوص.
وكانت قوة من جيش الاحتلال توغلت عند منتصف الليلة قبل الماضية في نابلس وذلك استمرارا لعملية حربية مفتوحة تتعرض لها المدينة بصورة متصاعدة منذ مطلع الأسبوع الماضي.
وكعادتها اقتحمت قوات الاحتلال خلال ذلك العديد من احياء المدينة فيما تعرضت إحدى دوريات الاحتلال لعملية إطلاق نار أسفرت عن إصابة اثنين من الجنود بجروح طفيفة كما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية التي أشار مراسلها الى ان الاشتباك الذي أسفر عن إصابة الجنديين وقع في شارع السكة.
ورغم ما نقلته الإذاعة الإسرائيلية إلا ان وسائل إعلام إسرائيلية أخرى (موقع هارتس الالكتروني ) زعمت ان الجيش قتل "مسلحاً" وأصاب أربعة من أفراد عائلته "المسلحين" خلال عملية التوغل التي نفذها الليلة قبل الماضية في نابلس وهو ما تكذبه مختلف الوقائع والحقائق على الارض.
تجدر الاشارة إلى ان شارع السكة ( الذي قالت الإذاعة الإسرائيلية ان اشتباكاً وقع فيه واسفر عن اصابة جنديين) يبعد عدة كيلومترات عن منطقة "حي الصبيان" الذي يقع فيه منزل يعيش الذي استشهد فيه الشاب واصيب ثلاثة من افراد عائلته، ما يؤكد صدقية الرواية الفلسطينية بشأن الظروف التي سقط فيها الشهيد والجرحى الثلاثة.
واستكمل جيش الاحتلال عملية القتل سالفة الذكر بحلقة أخرى من اعمال التنكيل لم ينج منها المواطن فتح الله يعيش بعد إصابته عوضاً عن سيدتين كانتا في طريقهما لوضع مولوديهما في مستشفى رفيديا.
واوضح المسعف فراس خضر من لجان الرعاية الصحية انه كان تلقى اتصالا هاتفياً بوجود عدد من الجرحى في حي عين الصبيان حيث اتجه واحد زملائه العاملين بسيارة الاسعاف.
وقال خضر: "حين وصلنا منزل يعيش وجدنا انه تم نقل الجريح واثنين من الجرحى الى المستشفى ولم يتبق غير المواطن فتح الله يعيش حيث سارعنا لتقديم اسعافات اولية له واتجهنا نحو مستشفى رفيديا".
واشار الى انه حين وصل المستشفى اوقفته مجموعة من الجنود اقامت حاجزا على مسافة عشرة امتار فقط من مدخل المستشفى حيث حاولوا ارغامه على الصعود بسيارة الإسعاف فوق الحاجز المعدني الذي تخرج منه مسامير طويلة لإتلاف اطارات السيارة التي كانت تقل الجريح.
وأضاف حين رفضت انزلونا من السيارة وصلبونا على جدار البناية ورفضوا حتى السماح لنا بنقل المصاب مشيا للمستشفى الذي وصلناه رغم اننا اعطيناهم هوياتنا.
واكد انه بقي وزميله محتجزين نحو ساعة ونصف قضاها المواطن فتح الله الذي أصيب بعيار ناري في يده وشظايا في بطنه وهو يصرخ من الالم داخل سيارة الإسعاف.
واوضح خضر انه وزميله والجريح لم يكونوا الوحيدين الذين جرى احتجازهم امام المستشفى مؤكدا ان سيدتين كانتا في طريقهما للانجاب في المستشفى جرى احتجازهما ايضا دون أي اعتبار لاوضاعهما الناجمة عن الام المخاض.
وقال:"حين انزلونا من سيارة الاسعاف وكانت الساعة تشير الى الثالثة فجرا تقريبا شاهدنا سيدتين كانتا كما اتضح لنا، في طريقهما للانجاب في المستشفى وقد جرى احتجازهما وعدد من اقاربهما على قارعة الطريق حيث ارغمنا الجنود على الانضمام لهم".
واضاف: "لقد حاولت وزميلي في طاقم الإسعاف إيضاح مدى خطورة احتجاز الجريح الذي كنا ننقله بسيارة الاسعاف ومدى الخطورة التي تواجهها السيدتان لكن كل ذلك قوبل بالرفض ولم يسمح لهم بالمرور والذهاب الى المستشفى الا بعد ساعة من وصولنا نحن للمكان أما الجريح الذي كنا ننقله فلم يسمحوا بدخوله المستشفى الا بعد ساعة ونصف من احتجازنا".