رام الله ـ القدس العربي ـ اكدت مصادر امنية فلسطينية امس انها افرجت صباح امس عن جميع معتقلي حركة الجهاد الاسلامي في سجونها في وقت تواصل فيه اعتقال أمين عام الجبهة الشعبية احمد سعدات و4 من رفاقه متهمين باغتيال وزير السياحة الاسرائيلي الاسبق رحبعام زئيفي.

واوضحت المصادر ان اعتقال سعدات ورفاقه اضافة الي العميد فؤاد الشوبكي المتهم بالمسؤولية عن سفينة الاسلحة كارين ايه التي امسكتها قوات الاحتلال الاسرائيلية في المياه الاقليمية محملة بالاسلحة قبل اكثر من عامين وادعت بأنها كانت في طريقها للاراضي الفلسطينية المحتلة، هو ملف لا تستطيع ان تبت فيه السلطة لوحدها بل لا بد من الاتفاق مع الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل بشأن هذا الملف، وخاصة اطلاق سراح المتهمين وفق قرار المحكمة العليا الفلسطينية.

ومن الجدير بالذكر ان سعدات ورفاقه والشوبكي اعتقلوا في سجن بأريحا تحت حراسة امريكية وبريطانية ضمن اتفاق عقد مع السلطة بهذا الشأن في عهد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مقابل رفع الحصار الاسرائيلي عن مقره في رام الله وسط الضفة الغربية. واوضحت المصادر انه وللسبب السابق فان اتفاق السلطة مع حركة الجهاد الاسلامي لاطلاق سراح نشطائها لم يشمل سعدات والشوبكي ورفاقهم.

واكد قائد منطقة اريحا العقيد كمال القدومي انه تم الافراج عن المعتقلين بأوامر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الداخلية نصر يوسف.

ومن جهتها اكدت حركة الجهاد الاسلامي أن عملية الافراج جاءت نتيجة اتفاق بين الحركة والسلطة الفلسطينية. ورفض الشيخ نافذ عزام أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي البارزين الكشف عن تفاصيل الصفقة التي بموجبها توصلت حركته مع السلطة للافراج عن المعتقلين، او طبيعة الاتصالات التي جرت والأطراف التي شاركت بها.

وأكد عزام انه تم الاتفاق مع السلطة علي طي ملف الاعتقال السياسي، نافياً فرض شروط علي حركته مقابل الافراج عن المعتقلين. وأوضح رائد أبو المجد أحد المعتقلين المفرج عنهم بعد قضائه عاماً في سجن أريحا أن السلطة أفرجت عن 46 معتقلاً من حركة الجهاد، معرباً عن ارتياحه لهذه الخطوة. ومن جهته اكد مصدر امني اطلاق سراح 46 فلسطينيا مطلوبين لدي اسرائيل كانت تحتجزهم السلطة من سجن فلسطيني في اريحا، قضوا فترات بالسجن تتراوح ما بين اربعة اشهر وعامين. وقال المصدر ان 39 من الذين افرج عنهم يرتبطون بحركة الجهاد الاسلامي ومطلوبون لدي اسرائيل بتهمة المشاركة في هجمات ضدها. واكد المصدر انه تم الافراج كذلك عن 7 من كتائب شهداء الاقصي الجناح العسكري لحركة فتح من سجن اريحا في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية في حين لا يزال نحو 20 من عناصر كتائب الاقصي في السجن.

ومن بين المعتقلين المفرج عنهم: اسال بشير توفيق بدران، ياسر زهير محمد رشيد بدران وهما من بلدة دير الغصون بطولكرم، وعبد الرحمن سميح عبد الرحمن زغل، وفادي علي محمود حمدان، ومحمد ابراهيم محمد العبوشي، وخالد ربحي محمود حروب، وهم من الخليل، ومصطفي حسين مصطفي عبد الغني من بلدة صيدا بطولكرم، ورائد علي عطا خضيرات.

وأكدت مصادر مطلعة في حركة الجهاد الإسلامي أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية قامت بالإفراج الكامل عن معتقلي حركة الجهادالإسلامي من سجن أريحا المركزي.

هذا وأكد أبو المجد مسؤول ملف الأسري التابعين لحركة الجهاد الإسلامي في الضفة، الإفراج عن المعتقلين من حركة الجهاد. وقال احد المفرج عنهم انه سيبدأ بمرحلة جديدة بعد الإفراج عنهم من قبل السلطة. وقال أبو المجد بعد خروجه من سجن أريحا: إن هذه مرحلة جديدة نبدأها بعد معاناة مررنا بها خلال الاشهر السابقة. وتمني أن تتغير الامور إلي الافضل في المرحلة المقبلة.

وكانت قوات الامن التابعة للسلطة الفلسطينية قد اعتقلت خلال شهري تشرين الثاني وكانون الأول الماضيين أكثر من أربعين شخصا في الضفة الغربية تحديدا في مناطق طولكرم وقلقيلية وجنين بعد أن شنت الحركة سلسلة عمليات استشهادية داخل إسرائيل أسفرت عن مقتل عدد من الاسرائيليين.

وطالب قادة حركة الجهاد السلطة الفلسطينية خلال جلسات حوار تمت في الفترة السابقة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالافراج الفوري عن المعتقلين لا سيما وأنهم لم يقدموا للمحاكمة ولم تثبت إدانتهم بأي تهمة بحقهم وأن عباس وعد بالافراج عنهم.