كشف وزير الدفاع الاسرائيلي وزعيم حزب (العمل)، عمير بيرتس، أمس، عن خطة سياسية أعدها تتكون من ثلاث مراحل للحل على الـمسار الفلسطيني ــ الاسرائيلي وتدمج ما بين مبادرة السلام العربية وخارطة الطريق الدولية، تتضمن أولاً: تأمين استقرار الأوضاع الأمنية والاقتصادية، وثانياً: بعد 6 اشهر تبدأ مفاوضات عامة حول الحل النهائي وتوسيع السيادة الفلسطينية، وثالثاً: مفاوضات محددة حول تفاصيل الحل النهائي.

وبحسب الـمبادرة، التي شارك في صياغتها نائب وزير الدفاع، افرايم سنيه، تتم الخطوات التالية:

الـمرحلة الاولى (تستمر 6 اشهر): اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت، مقابل الإفراج عن اسرى فلسطينيين، تثبيت وقف اطلاق النار عن طريق عمليات وقائية تقوم بها اجهزة الأمن الفلسطينية الـموالية للرئيس محمود عباس وعلى اساس التنسيق الفلسطيني ــ الاسرائيلي.

هذه الـمرحلة ستحدث تحسيناً في حياة الفلسطينيين واعادة احياء النشاط الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية من خلال تطبيق اتفاق حرية الحركة والـمرور على الـمعابر الذي ساهمت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، في التوصل اليه بين الطرفين. كما سيتم اخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية التي تمت اقامتها بعد شهر آذار من العام 2001.

الـمرحلة الثانية (تستمر 6 اشهر): يتم التركيز فيها على التفاوض حول قضايا الحل النهائي وتوسيع السيادة الفلسطينية، خلال هذه الـمرحلة ستتفاوض اسرائيل مع الرئيس عباس او اي ممثل فلسطيني رسمي يقبل بالاعتراف بشروط اللجنة الرباعية الدولية.

الـمفاوضات سوف تشمل ضمن امور أخرى الحديث عن ترتيبات الأمن والجمارك في ميناء غزة، وسيتم عرض الـمبادئ التي يتم الاتفاق عليها على لجنة عربية متعددة الأطراف التي ستقدم الدعم لها.

هدف الـمفاوضات سيكون تحقيق حل الدولتين بروح ورؤية الرئيس بوش وعلى اساس مبادرة السلام العربية.

بيرتس يعرض في هذه الـمرحلة يتم التطوير الاقتصادي واعمار البنية التحتية الفلسطينية، وتشمل فتح الـمطار في غزة وتأمين مرور مراقب بين قطاع غزة والضفة الغربية. وفي هذه الـمرحلة تنتقل مناطق (B) لتصبح مناطق (A)، ويرتبط ذلك بتفكيك البنى التحتية للإرهاب على يد قوات الأمن الفلسطينية، ويتم تفكيك باقي البؤر الاستيطانية غير القانونية ويتم الإفراج عن أسرى فلسطينيين إضافيين.

الـمرحلة الثالثة (تستمر 18 شهراً): تشمل مفاوضات محددة فيما يتعلق بالخطة النهائية التي يتم الوصول اليها من الأفكار لعامة التي يتم وضعها في الـمرحلة الثانية. هذه الـمرحلة اطول من الـمرحلتين السابقتين ويخطط لها ان تستمر 18 شهراً.

في نهاية هذه الـمرحلة يجري تطبيق الاتفاق وانشاء دولة فلسطينية وقد تستمر العملية لعدة سنوات بدعم من الـمجتمع الدولي.

وجاء في نص الخطة التي بلورها بيرتس "تحدد خارطة الطريق الجديدة عملية تدريجية تمكن التوقف في كل محطة في سياق الوقت لفحص النتائج. خارطة الطريق الجديدة تعرض ترتيباً منطقياً بمراحل مع جدول مواعيد مفصل وواقعي يزيد من مصداقية العملية بعيون الطرفين. وتعرض الخطة توسيع مناطق السيادة الفلسطينية بدل فكرة الدولة الفلسطينية الـمؤقتة. ويقول بيرتس إن في هذا الوضع تراقب إسرائيل الوضع الأمني وتحافظ على الأوراق نحو الـمفاوضات التفصيلية. هذه الطريق لديها فرص أكثر من إقامة دولة مؤقتة.

وكان بيرتس الذي عرض خطته امام الكتلة البرلـمانية لحزب (العمل) الاسرائيلي، اشار الى "الحاجة لعرض أفق سياسي واقعي أمام الفلسطينيين من أجل تعزيز قوة الـمعسكر الـمعتدل في السلطة الفلسطينية، إلى جانب عرض أفق وأمل للجمهور الإسرائيلي من أجل تغيير الواقع"، وأضاف: "الجمود هو وصفة لتقوية الـمتطرفين.. إن الخطة لا تشمل تنازلات عن مناطق عُرفت على يد إسرائيل وحتى في مبادرة جنيف كمناطق إسرائيلية".