رام الله (الضفة الغربية) (اف ب)- اندلعت المواجهات بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وتحولت الى اعمال عنف غير مسبوقة الاثنين حيث اشعل موالون للرئيس الفلسطيني محمود عباس النار في مكاتب الحكومة ومقر المجلس التشريعي الفلسطيني في رام الله بالضفة الغربية فيما حاول موالون لحكومة حماس مداهمة مقر امني في قطاع غزة.

وافادت مصادر امنية ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس وضع مساء الاثنين قوات الامن في "حالة تأهب قصوى" اثر التصاعد الخطير في اعمال العنف بين الفلسطينيين.

وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان الناشطين الذين ينتمون الى كتائب شهداء الاقصى المتفرعة من حركة فتح اضرموا النار في الطابق الارضي لمبنى المجلس التشريعي وسرعان ما امتدت النيران الى الطوابق الاخرى.

كما اضرم الناشطون النار في مكاتب مجلس الوزراء الفلسطيني بعد ان اقتحم مئات من عناصر قوات الامن ومعظمهم من اتباع فتح المبنى واطلقوا العيارات النارية.

واضرم المسلحون النار في الطبقة الرابعة من مبنى مجلس الوزراء المؤلف من خمس طبقات وشوهد دخان اسود كثيف يتصاعد منه فيما وصلت سيارات اطفاء الى المكان. كما حطموا زجاج النوافذ واجهزة الكمبيوتر ومزقوا الملفات حسب مراسل فرانس برس.

وكان الناشطون يحتجون ضد اعمال العنف في قطاع غزة بين نشطاء فتح من جهة ونشطاء حماس من جهة اخرى.

واكد مصدر قريب من الرئيس الفلسطيني ان محمود عباس اصدر مساء الاثنين تعليمات واضحة ومباشرة لقادة اجهزة الامن والشرطة للانتشار ابتداء من ليلة الاثنين الثلاثاء في قطاع غزة لمنع وجود اي مظاهر مسلحة في الشوارع بما فيها القوة التنفيذية التابعة لوزير الداخلية.

واضاف المصدر ان "افراد الامن والشرطة بدأوا فعليا بالانتشار في جنوب قطاع غزة على ان يستكمل انتشارهم يوم غد في باقي مناطق قطاع غزة".

وارسل مئات من عناصر الامن الى رفح بعد ان تمكن مسلحو حماس من اقتحام جدار يحيط المقر باطلاق القذائف الصاروخية عليه.

وعقب وقت قصير من الاشتباكات خطف مسلحون مسؤولا في حماس ثم اطلقوا سراحه بعد فترة وجيزة في مدينة خان يونس. واتهم متحدث باسم حماس الامن الوقائي بالوقوف وراء الخطف الامر الذي نفاه هذا الجهاز.

وكان سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس صرح لوكالة فرانس برس في وقت سابق ان "مجموعة تابعة لجهاز الامن الوقائي قامت بتحطيم عيادة الطبيب صلاح الرنتيسي ( 42 عاما) وهو شقيق الشهيد عبد العزيز الرنتيسي (القيادي في حماس الذي اغتالته اسرائيل في 2004) ثم قامت بخطفه واقتياده الى جهة غير معلومة".

ونفى مسؤول في الامن الوقائي اي صلة لجهاز الوقائي في حادثة الخطف. وهذه المرة الاولى التي يتم فيها خطف مسؤول في فصيل فلسطيني على ايدي فلسطينيين.

ووقعت الاشتباكات حول مقر الامن الوقائي في رفح بعد ان قتل احد نشطاء حماس في اشتباك اندلع بعد جنازة نشط اخر في حماس توفي متاثرا بجروح اصيب بها خلال اقتتال داخلي اخر قبل عشرة ايام.

وذكر مراسل فرانس برس في الموقع ان الرصاص اخترق البناية المؤلفة من ثلاثة طوابق في وسط رفح كما اصابت الطلقات زجاج النوافذ وحطمته الى شظايا.

واطلقت النيران كذلك على السيارات التي كان متوقفة في المقر مما ادى الى تحطم زجاجها وثقب اطاراتها.

وقال يوسف صيام رئيس الامن الوقائي في رفح ان نحو 20 من رجاله كانوا في المقر عندما هاجمه اكثر من 100 من عناصر حماس. وفي الاشتباك المسلح الذي تلا ذلك قتل سليمان زنون ( 34 عاما) وهو ابكم واصم.

ورغم ان مسلحي حماس لم يكونوا يرتدون زي القوة العسكرية التي شكلتها حماس مؤخرا الا ان صيام قال انهم اعضاء من تلك القوة. وصرح صيام لوكالة فرانس برس "هذه قوة تعمل خارج نطاق القانون. اذا ما بدأوا في استهداف المؤسسات الحكومية فذلك سيكون نهاية السلطة الفلسطينية".

واضاف وهو يشير الى اكوام الزجاج المحطم والانقاض وبقع الدم "فقط انظر حولك. ان هذه الصورة تتحدث عن نفسها".

وذكر شهود عيان ان الاشتباكات اندلعت بعد ان تجمع مئات المدنيين في الموقع وبدأوا يهتفون "الوحدة الوحدة" في احتجاج على سفك الدماء.

ونشرت القوة شبه العسكرية التابعة لحماس في شوارع غزة الشهر الماضي رغم معارضة عباس المسؤول عن الامن بموجب الدستور الفلسطيني.

ورغم انه من المفترض ان تلك القوة قد انسحبت بهدف تخفيف حدة التوتر بين الجانبين الا ان اعلان عباس عن اجراء استفتاء حول وثيقة الاسرى تسبب في تجدد التوتر.

وتعتبر رفح من اكثر المناطق المضطربة في غزة حيث شهدت مجموعة من عمليات خطف السكان المحليين والاجانب.

وكانت المباني الحكومية هدفا للجماعات المسلحة التي تحاول عرض قوتها بما في ذلك عناصر كتائب شهدء الاقصى المتفرعة من حركة فتح.