دمشق (رويترز) - حاول أربعة مسلحين كانوا يرددون هتافات دينية تفجير سفارة الولايات المتحدة في دمشق يوم الثلاثاء لكنهم فشلوا في تفجير سيارة ملغومة وقتل حراس الامن السوريون ثلاثة منهم في تبادل لاطلاق النار.
وقال مسؤول سوري ان ايا من الدبلوماسيين الامريكيين لم يصب بسوء في الهجوم.
والعلاقات بين سوريا والولايات المتحدة متوترة منذ سنوات خاصة فيما يتعلق بدور سوريا في لبنان والصراع في الشرق الاوسط والعراق ودعم دمشق لجماعات ناشطة في المنطقة.
وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان ثلاثة من المهاجمين قتلوا وأصيب الرابع. وكان مسؤول سوري قد قال في وقت سابق ان المهاجمين الاربعة قتلوا.
وقال شاهد ان المهاجمين الذين كانوا يرددون هتافات اسلامية قتلوا حارس أمن سوريا واحدا على الاقل.
وقال أيمن عبد النور المعلق السياسي السوري والذي كان موجودا في المنطقة انه رأى رجلا في ملابس بسيطة ومسلحا بقنابل وأسلحة الية. وأضاف أن المهاجمين ركضوا باتجاه المجمع مرددين هتافات دينية فيما أخذوا يطلقون نيران بنادقهم الالية.
وقال التلفزيون السوري ان المهاجمين حاولوا تفجير سيارة ملغومة أمام السفارة الامريكية في العاصمة السورية اليوم ولكنهم فشلوا.
وعرض التلفزيون لقطات للمشهد ظهرت فيها شاحنة صغيرة محملة باسطوانات للغاز مثبت بها متفجرات فضلا عن بقع دم على الرصيف وعدة عربات متضررة منها سيارة بيضاء مصابة بعدة أعيرة نارية.
وكان العلم فوق السفارة منكسا بعد يوم واحد من الذكرى الخامسة لهجمات 11 سبتبمبر ايلول التي شنها تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة.
وحي الروضة الذي وقع فيه الهجوم هو واحد من اكثر أحياء العاصمة السورية حراسة وبه منشات أمنية ومنازل مسؤولين حكوميين.
وبعد ساعات على الهجوم ظلت المنطقة مغلقة حيث نشر قناصة على أسطح المباني ومسؤولين أمنيين كبار في موقع الحادث.
وقال وزير الداخلية السوري بسام عبد المجيد للتلفزيون الحكومي ان الهجوم على السفارة الامريكية هو "عمل ارهابي" وان التحقيقات جارية لمعرفة مزيد من التفاصيل.
وقال مسؤولو أمن ان أسلحة المهاجمين كان من بينها قذائف صاروخية. ولم يتضح ان كانوا قد أطلقوها خلال تبادل اطلاق النار الذي وقع في منتصف النهار بوسط دمشق.
وفي واشنطن أكد جونزالو جاليجوس المتحدث باسم الخارجية الامريكية وقوع هجوم. وقال "يمكننا أن نؤكد التقارير عن وقوع هجوم على سفارتنا على دمشق على يد مهاجمين غير معروفين. ويبدو ان الحادث انتهى."
ولم ترد أنباء عن هويات المهاجمين لكن القوات السورية اشتبكت مع متشددين اسلاميين عدة مرات في الاشهر الاخيرة وكان هذا عادة خلال مداهمات لاعتقالهم.
وقتل أربعة مسلحين وحارس في يونيو حزيران حين قالت قوات الامن السورية انها أحبطت هجوما قرب مقر التلفزيون السوري بدمشق. واستدعت الولايات المتحدة سفيرها في دمشق في فبراير شباط 2005 لابداء "غضبها الشديد" من مقتل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في بيروت. وتنحي واشنطن على سوريا بالمسؤولية في قتله. وتنفي دمشق أي ضلوع لها في ذلك.
وزادت واشنطن انتقاداتها لسوريا خلال الحرب التي دامت 34 يوما بين اسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية التي تحظى بدعم من سوريا وايران.
وتنحي سوريا التي تتهمها الولايات المتحدة بمساعدة المقاتلين في العراق ودعم جماعات مثل حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) باللائمة في زيادة الاعمال المسلحة في المنطقة على السياسات الامريكية مثل سياسة الولايات المتحدة في العراق ودعم واشنطن لاسرائيل.
ووقع الهجوم على السفارة الامريكية بعد يوم واحد من الذكرى الخامسة لهجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة والتي نفذها تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن