واشنطن (رويترز) - بدأ الرئيس جورج بوش يوم الاثنين مسعى امريكيا من أجل انشاء دولة فلسطينية مع اقتراب مفاوضين اسرائيليين وفلسطينيين من اتفاق لمعالجة اخطر قضايا الصراع الدائر منذ عقود.

وبدأ الرئيس بوش الذي لم يتبق له على نهاية رئاسته سوى 14 شهرا ثلاثة أيام من الجهود الدبلوماسية المكثفة باجتماعات منفصلة في المكتب البيضاوي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقال بوش في مأدبة عشاء اقيمت في وزارة الخارجية للمشاركين في المؤتمر الدولي الذي يعقد يوم الثلاثاء قرب واشنطن "تجمعنا هذا الاسبوع لان لنا هدفا مشتركا هو وجود دولتين ديمقراطيتين اسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وأمن."

واضاف قوله "تحقيق هذا الهدف يتطلب تنازلات صعبة."

وقد تساعد المحادثات على احياء عملية السلام التي تعثرت طويلا لكن لا أحد تنبأ بانفراجة سريعة في صراع عمره عقود.

ووضعت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس مصداقيتها على المحك من أجل هذا المؤتمر. وجمعت ممثلين عن اكثر من 40 دولة يدفع الكثير منهم الرغبة في الحيلولة دون ان تصبح ايران قوة نووية مهيمنة في الشرق الاوسط.

ويتجمع المشاركون في المؤتمر يوم الثلاثاء في الاكاديمية البحرية الامريكية في انابوليس بولاية ماريلاند من اجل اجتماع رمزي الى حد كبير لبدء مفاوضات بين اولمرت وعباس اللذين ضعف مركزهما سياسيا في الداخل.

وقال بوش لاولمرت انه يتطلع الى حوار جدي مع الزعيمين "لنرى هل يمكن تحقيق السلام أم لا." وشكر بوش عباس على "سعيه الجاد لتنفيذ رؤية لدولة فلسطينية."

وقال بوش لعباس "الولايات المتحدة لن تفرض رؤيتها لكن يمكننا المساعدة في تقديم يد العون."

وقال اولمرت للصحفيين في وقت لاحق انه يتوقع ان تبدأ المفاوضات بشأن دولة فلسطينية قريبا بعد مؤتمر انابوليس لكنه لم يذكر تواريخ محددة.

وانضم الى المحادثات سوريا -وهي دولة مواجهة في حرب مع اسرائيل من الناحية الرسمية- ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي قال ان واشنطن أوضحت انها "سوف تستخدم كامل نفوذها" من اجل التوصل الى اتفاق سلام في نهاية المطاف.

ويتضمن جدول أعمال المؤتمر جلسة عن احياء مباحثات السلام السورية الاسرائيلية التي انهارت عام 2000 بسبب خلاف بشأن مرتفعات الجولان.

وقال الدبلوماسي السوري احمد سلكيني بعد وصول الوفد السوري الى الولايات المتحدة "نحن نشارك على أساس ان الجولان سوف تناقش. ومازالت سوريا ملتزمة بمبادرة السلام العربية بوصفها السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الاوسط."

وعلى الرغم من خلافات قائمة منذ زمن طويل قال مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون انهم يقتربون من اتفاق على وثيقة مشتركة ستحدد الاطار لاهداف السلام التي ستعقب لقاء هذا الاسبوع.

وسترسم الوثيقة المسار للتفاوض من اجل حل اصعب قضايا الصراع المعروفة باسم "قضايا الوضع النهائي" وهي القدس والحدود والامن واللاجئون الفلسطينيون.

وقال ستيفن هادلي مستشار الامن القومي الامريكي يوم الاحد انه يتوقع أن يلتزم الطرفان من جديد بتنفيذ خطة خارطة الطريق الموقعة عام 2003 وتقدم نقاطا رئيسية تتضمن أن توقف اسرائيل بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 وأن يكبح الفلسطينيون جماح النشطاء.

وفي تذكير بأعمال العنف الانتقامية المتبادلة التي أثارت الفوضى في المنطقة على مدى عقود قال مسعفون فلسطينيون ان الجيش الاسرائيلي قتل نشطين فلسطينيين وأصاب أربعة اخرين في شمال قطاع غزة يوم الاثنين.

وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان القوات أطلقت النار على عدة مسلحين حاولوا زرع عبوة ناسفة قرب سياج الحدود مع اسرائيل.

وفقد عباس في يونيو حزيران السيطرة على قطاع غزة لدى هزيمة قواته أمام حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي لم توجه لها الدعوة لحضور مؤتمر أنابوليس. وقالت حماس ان أي قرارات تنتج عن المؤتمر لن تكون ملزمة.

وفي المدينة القديمة بالقدس تجمع 15 ألف اسرائيلي على الاقل من المعارضين لمحادثات هذا الاسبوع عند الحائط الغربي (المبكى) للصلاة والاحتجاج ضد لقاء أنابوليس.

ويرى البعض في مشاركة السعودية في مؤتمر انابوليس للسلام في الشرق الاوسط الذي ترعاه الولايات المتحدة انجازا دبلوماسيا لحكومة بوش لكن المملكة أوضحت انه لن تكون هناك مصافحة بالايدي مع مسؤولين اسرائيليين.

وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل للصحفيين يوم الاثنين عشية انعقاد المؤتمر في انابوليس بولاية ماريلاند "لسنا هنا لاداء عمل مسرحي انما نحن هنا لعمل جاد من أجل احلال السلام ولسنا هنا لاعطاء انطباع بأن كل شيء على ما يرام."

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت انه لن يغضب من عدم التصافح ولن يثير المسألة.

وقال أولمرت مشيرا الى وزير الخارجية السعودي "لن أمد يدي الى من لا يكون مستعدا لمصافحة شعب اسرائيل. لكني سعيد لحضوره."

وتقول واشنطن ان العمل الشاق سيبدأ بعد ذلك عندما يتناول الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي القضايا الاساسية للصراع.

وأدانت ايران أنابوليس معتبرة أنه خدعة لمساعدة اسرائيل.

وقال الزعيم الايراني الاعلى اية الله على خامنئي في خطبة بثها التلفزيون في طهران "كل السياسيين في العالم يعلمون أن هذا المؤتمر مصيره الفشل."

من محمد السعدي وجيفري هيلر