القدس المحتلة - رويترز - قال دبلوماسيون ومسؤولون اسرائيليون امس ان الولايات المتحدة تريد من اسرائيل توسيع نطاق المحادثات مع الرئيس محمود عباس أملا في بدء الدفع باتجاه القضايا الجوهرية مثل الحدود.

وقالوا ان هناك عدم وضوح فيما يتعلق بالمدى الذي يمكن أن يذهب اليه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت في اطار مساعي واشنطن لدعم عباس بعد أن سيطرت حركة حماس على قطاع غزة قبل ستة أسابيع.

وتلتقي وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس مع أولمرت في القدس اليوم الاربعاء وتلتقي الرئيس عباس يوم غد الخميس في رام الله.

وقال مسؤولون اسرائيليون قبيل زيارة رايس ان أولمرت مستعد لمناقشة الحدود وغيرها من القضايا الجوهرية "بطريقة عامة" يمكن ان تفضي الى "اتفاق على المبادئ" بخصوص اقامة دولة فلسطينية. لكن أولمرت لم يوافق بعد على اجراء مفاوضات كاملة بشأن الموضوعات الثلاثة الرئيسية الخاصة بالوضع النهائي وهي الحدود والقدس واللاجئون كما اقترح عباس.

وقال مسؤولون اسرائيليون ان أي التزام الآن قد يثير تطلعات ويؤدي الى مزيد من العنف اذا انهارت المحادثات. وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات انه يجب التفاوض على قضايا الوضع النهائي كحزمة واحدة. وتساءل كيف يمكن فصل مسألة الحدود عن المستوطنات مشيرا الى أن الموضوعات كلها متصلة. وأعرب عن اعتقاده في عدم امكانية حلها اذا تمت تجزئتها.

وقال دبلوماسيون غربيون ان أي التزام من جانب أولمرت ببدء التفاوض حول موضوعات الحدود كخطوة مبدئية قد يساعد واشنطن في اقناع دول عربية كالسعودية بالمشاركة في مؤتمر دولي من المتوقع عقده في وقت لاحق هذا العام.

ويريد أولمرت من السعودية والدول العربية الاخرى التي ليست لها علاقات رسمية مع اسرائيل المشاركة في المؤتمر. ووصف مسؤول اسرائيلي كبير زيارة رايس بأنها "استكشافية" لترى ما اذا كان أولمرت مستعدا للتطرق الى القضايا الجوهرية. وقال مسؤول اسرائيلي كبير آخر مشترطا عدم نشر اسمه "الامر أكبر من مجرد استكشاف الاجواء. الاميركيون يحاولون معرفة الى أي مدى يمكنهم توسيع نطاق الافق السياسي". ويعرف مكتب أولمرت "الافق السياسي" منذ مدة طويلة بطريقة محدودة تقتصر على أمور مثل الهياكل القانونية والاقتصادية والحكومية للدولة الفلسطينية في المستقبل.

وقال دبلوماسي غربي مشارك في المداولات ان واشنطن تتوق حاليا "لتوسيع نطاق الامور التي تجري مناقشتها" بين أولمرت وعباس. وقال الدبلوماسي "من المهم أن يعرف الفلسطينيون ماذا ستكون النتيجة النهائية اذا ساروا على الطريق الصحيح".

وقال أولمرت الاسبوع الماضي ان هناك "فرصة في المستقبل القريب لكي تتطور العملية الى محادثات تتطرق فعليا الى مراحل اقامة دولة فلسطينية" لكنه لم يقل ان كان سيوافق على أي جداول زمنية. وتحت تأثير ضغوط أميركية اتخذت اسرائيل بعض الخطوات من بينها تسليم أموال الضرائب الفلسطينية المجمدة واطلاق سراح أكثر من 250 سجينا فلسطينيا.

وتعتزم اسرائيل القيام بمزيد من المبادرات في الاسبوع المقبل بما في ذلك إزالة بعض حواجز الطرق ونقاط التفتيش والحواجز التي تقيد حركة الفلسطينيين في الضفة. وسيبحث أولمرت حينئذ نقل المسؤولية عن بعض مناطق الضفة الى السلطة الفلسطينية شريطة أن يلتزم الفلسطينيون ببذل مزيد من الجهود لكبح النشطاء.