غزة (ا ف ب) - استشهد ستة ناشطين فلسطينيين وجرح 15 فلسطينيا بينهم مصور صحافي اصابته طفيفة خلال عملية توغل واسعة قام بها الجيش الاسرائيلي الثلاثاء في جنوب قطاع غزة.

وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة لوكالة فرانس برس ان "ثلاثة مواطنين استشهدوا في قذيفة دبابة استهدفتهم في منطقة الفخاري في شرق رفح".

والشهداء هم محمد ابو حمرة وابراهيم بارود وجهاد الاسود" وجميعهم من عناصر سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في العشرينات من اعمارهم.

واكد الطبيب حسنين ان "15 فلسطينيا آخرين جرحوا بينهم المصور الصحافي يعقوب ابو غلوة مصور وكالة اسوشيتدبرس واصابته طفيفة". واوضح ان "خمسة من الجرحى في حالة خطيرة واحدهم محمود مصطفى في حالة موت سريري".

وتابع ان الجرحى نقلوا جميعا الى مستشفى غزة الاوروبي في رفح للعلاج.

وقال ان طاقم الاسعاف الفلسطيني لم يتمكن من الوصول بسهولة الى مكان الجرحى "بسبب كثافة النار والقذائف".

واعلنت سرايا القدس في بيان ان عناصرها الثلاثة قتلوا في مبنى تعرض لقصف مدفعي اسرائيلي.

وقال مصدر طبي ان ستة عناصر من سرايا القدس والوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية اصيبوا بشظايا صاروخ اطلقته طائرة اسرائيلية عليهم في منطقة الفخاري شرق رفح.

واعلن مصدر طبي فلسطيني مساء الثلاثاء ان محمد ابو مصطفى (25 عاما) الذي جرح في القصف توفي لاحقا متاثرا بجراحه التي اصيب بها.

ومساء الثلاثاء افادت مصادر طبية فلسطينية ان فلسطينيا قتل في غارة اسرائيلية جديدة على منطقة الفخاري جنوب قطاع غزة.

وقالت المصادر ان "عمر خليل (23 عاما) الناشط في الوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية قتل في غارة اسرائيلية على مجموعة من رجال المقاومة".

وفجر الثلاثاء قتل ناشط في سرايا القدس ايضا هو حسام نشوان وجرح ثلاثة اخرون في قصف للجيش الاسرائيلي على بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.

وبمقتل هؤلاء الفلسطينيين يرتفع الى 5970 عدد القتلى منذ اندلاع الانتفاضة الثانية في نهاية ايلول/سبتمبر 2000 معظمهم من الفلسطينيين حسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس.

وبدأت عملية التوغل حوالى الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي (3,00 تغ) من الثلاثاء في رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة حيث توغلت عشرات المدرعات والاليات العسكرية الاسرائيلية اكثر من الفي متر في عمق الاراضي الفلسطينية في جنوب قطاع غزة.

وقال الشهود العيان ان "اكثر من ثلاثين دبابة ومدرعة اسرائيلية برفقة عدة جرافات عسكرية توغلت بغطاء من مروحيات هجومية كيلومترين في اراضي المواطنين".

واضافوا ان القوات الاسرائيلية "اغلقت شارع صلاح الدين الرئيسي" الذي يصل شمال قطاع غزة بجنوبه للمرة الاولى منذ عدة اشهر.

وذكر عدد من السكان الفلسطينيين ان الدبابات الاسرائيلية توغلت من محورين منطلقة من محيط معبر صوفا (الخاص بمواد الاسمنت) قرب الحدود الفاصلة بين اسرائيل وقطاع غزة في شمال رفح.

واشار شهود ان الدبابات الاسرائيلية اطلقت عدة قذائف مدفعية باتجاه منطقتي رفح وخان يونس بدون ان تسجل اصابات في صفوف الفلسطينيين موضحين ان "اشتباكات مسلحة" وقعت بين القوات الاسرائيلية المتوغلة ومقاتلين فلسطينيين.

وفي بيانين منفصلين قالت سرايا القدس وكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس انهما اطلقتا عددا من قذائف "ار بي جي" تجاه المدرعات الاسرائيلية.

وقالت سرايا القدس انها اطلقت قذيفة ار بي جي "باتجاه الية صهيونية (..) في معبر كرم ابو سالم (كيريم شالوم) شرق رفح ثم اشتبكت مع جنود الاحتلال في تلك المنطقة والعدو يعترف باصابة اربعة من جنوده".

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس اكدت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي ان عملية توغل تجري في جنوب قطاع غزة لكنها اوضحت انها "عملية روتينية".

واضافت ان جنديين اسرائيليين اصيبا بجروح طفيفة بقذيفة مضادة للدبابات (آر بي جي) اطلقت على دبابة ما ادى الى احتراقها.

وفي تعقيبها على العملية العسكرية الاسرائيلية دعت حكومة اسماعيل هنية المقالة السلطة الفلسطينية الى وقف التفاوض مع اسرائيل.

وقال طاهر النونو الناطق باسم الحكومة المقالة ان "الحكومة تدعو المفاوض الفلسطيني الى عدم الذهاب يوم غد (الاربعاء) الى اللقاء مع المعتدين (الاسرائيليين) وتوفير الغطاء السياسي لجرائمهم وقطع اي اتصالات مع قادة العدوان والارهاب".

واعتبر مصدر امني ان عملية التوغل هذه "هي الاوسع منذ سيطرة حماس على قطاع غزة" منتصف حزيران/يونيو الماضي لكنها العملية الثانية منذ انسحاب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة في 2005.

واعتبرت حركة فتح "بان هذه العملية تأتي لتقويض كل الجهود التي تبذل وما زالت تبذل لإعادة عملية السلام والمفاوضات إلى مسارها الصحيح وأكدت بان عددا من الشهداء والجرحى سقطوا جراء هذا الاجتياح الغاشم الذي يستهدف مدينة خانيونس منذ فجر اليوم وما زال مستمرا".