غزة (رويترز) - دعت المملكة العربية السعودية يوم الاحد الفصائل الفلسطينية المتنافسة لإجراء محادثات عاجلة في مكة المكرمة لمحاولة إنهاء اشرس اقتتال منذ فوز حماس في الانتخابات قبل عام.

ووافقت حماس وحركة فتح على حضور الاجتماع لكن لم يحدد موعد للمحادثات بينما ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا خلال ثلاثة ايام من الاقتتال في غزة الى 26 بمقتل نشط من حماس في مصادمات بمدينة غزة ووفاة مدني متأثرا بجروح اصيب بها في وقت سابق.

وفي احدث حلقة في سلسلة من عمليات الخطف المتبادل خطف مسلحون موالون لحركة حماس الحاكمة العميد سيد شعبان رئيس قوات الامن الوطني في وسط غزة ثم أفرجوا عنه في وقت لاحق. ومن المعتقد انه كان أرفع مسؤول يخطف من الجانبين حتى الان في اطار الاقتتال بين حماس وفتح.

وخطف مسلحون مجهولون ابنين في سن المراهقة لعقيد في حركة فتح وهددوا بقتلهما ما لم يتم الافراج عن جميع المخطوفين من حماس.

وخُطف ايضا اثنان من كبار قادة حماس من بينهما اشرف فروانة وضابط مخابرات كبير من فتح ومسؤول حكم محلى من فتح. واطلق سراح فروانة وضابط المخابرات المنتمي لفتح في وقت لاحق.

وتصاعد التوتر بين الفصائل المتناحرة في غزة على الرغم من وعد الملك عبد الله عاهل السعودية بالتدخل.

وقال الملك عبد الله في خطاب مفتوح "أدعو أشقائي من الشعب الفلسطيني الشقيق ..الى لقاء عاجل في وطنهم الشقيق المملكة العربية السعودية وفي رحاب بيت الله الحرام لبحث أمور الخلاف بينهم بكل حيادية دون تدخل من أي طرف اخر".

وقالت الحكومة التي تقودها حركة حماس انها قبلت الدعوة.

وقال مسؤول بارز في فتح ان الحركة ترحب بالدعوة ومستعدة للمشاركة في المحادثات.

ولم يتضح على الفور متى ستجرى المحادثات.

وقال العاهل السعودي "ان الخلاف بين الاشقاء لا يحتمل ما يحدث وان لم يضع له العقلاء في فلسطين حدا حاسما فوريا فسوف يستنزف كل طاقاتنا ليقضي على كل المنجزات النضالية الفلسطينية وسيحرم الشعب الفلسطيني الصامد كل أمل في نفض جحيم الاحتلال الصهيوني الغاشم واقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة."

ودوت أصداء انفجارات القنابل اليدوية والاسلحة الالية في أنحاء مدينة غزة حيث دارت معارك شرسة مع حلول الليل. كما تفجر قتال في الطرف الجنوبي للقطاع.

وقال سكان ان بعض الأسر أخذت تغادر منازلها الواقعة على مقربة من مناطق اشتد فيها القتال بينما فضلت أسر أخرى الإبقاء على أطفالها بالداخل وإبعادهم عن النوافذ خشية الاصابة بنيران القناصة.

وتعطلت المدارس يوم الاحد في أرجاء القطاع الضيق ذي الكثافة السكانية المرتفعة بينما أغلقت المتاجر أبوابها الا من قلة قليلة حيث كان سكان يتسوقون احتياجاتهم الطارئة.

وناشد رئيس الوزراء اسماعيل هنية من حركة حماس في مستهل اجتماع طارئ مجلس الوزراء المواطنين الحفاظ على الوحدة الوطنية واعلاء لغة الحوار والعقل.

ودعا الى القاء السلاح وابعاده عن الشوارع والعمل على انهاء جميع صور التوتر.

كما دعا هنية عباس الى سحب مسلحي حركة فتح من الشوارع ولكن المتحدث باسم حركة فتح توفيق أبو خوصة قال ان القوة التنفيذية التي تقودها حماس "هي السبب الرئيسي في التوتر واستمرار أعمال التخريب والقتل."

ولقي ما لايقل عن 56 فلسطينيا حتفهم في الصراع الدامي الذي نشب منذ أن دعا عباس الشهر الماضي لاجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة بعد محادثات غير حاسمة مع حماس بشأن تشكيل حكومة وحدة.

وقالت مسؤولون في مستشفيات ان ثلاثة اشخاص من بينهم شاب عمره 16 عاما قتلوا في مصادمات في خان يونس يوم الاحد.

واتهم نواب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس عباس يوم الاحد بالتحريض ضد الحركة قائلين ان دعوته الى اجراء انتخابات مبكرة تمثل انقلابا على نتائج الديمقراطية.

وفي الاقتتال الاخير قال شهود ان مسلحين من حماس وأعضاء من جهاز الامن الوقائي الذي تهيمن عليه فتح اشتبكوا أمام المقر الرئيسي للامن الوقائي في غزة. وأدى انفجار قنبلة الى الحاق أضرار بمنزل في غزة لأحد الحراس الشخصيين لمحمد دحلان المسؤول البارز في حركة فتح.

وفي مدينة نابلس بالضفة الغربية قامت كتائب شهداء الاقصى ذات الصلة بفتح بخطف ما لايقل عن خمسة من أنصار حماس بمن فيهم عضو في مجلس المدينة. وما زال تسعة من حركة فتح وتسعة من حركة حماس محتجزين في غزة.