غزة - استمرت الاشتباكات الدموية في قطاع غزة، أمـس، مع مواصلة قوات حركة "حماس" هجماتها على مقار الأجهزة الأمنية وقوات الأمن الوطني، وسط غطاء سياسي علني من قادة الحركة، حيث أعلن صلاح البردويل "أن لا تراجع عن قرار السيطرة على مقار الأجهزة الأمنية"، في حين أعلن سامي أبو زهري، الناطق باسم الحركة عن سيطرة قواتها على معبر رفح، والنقاط الأمنية على الحدود مع مصر، كما أن كتائب القسام أعطت مهلة، تنتهي مساء الغـد، لأفراد الأجهزة الأمنية "لتسليم أسلحتهم".
وكان من أبرز أحداث أمـس تفجير مقر الأمن الوقائي في خان يونس، وقال مدير عام الأمن الوقائي العميد يوسف عيسى إن عناصر من القسام قاموا به من خلال حفر نفق أسفل الـمقر، وزرع عبوة ناسفة كبيرة الحجم، ما أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى نتيجة الانفجار، الذي هـز الـمنطقة، وأُطلقت النار على مسيرة ضد الاقتتال في مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد مواطنين كانا يشاركان فيها
وقد بلغت حصيلة قتلى ومصابي الاشتباكات التي وقعت أمس، بين عناصر من حركة "فتح" والأجهزة الأمنية من جهة، وبين عناصر "حماس" وكتائب القسام، والقوة التنفيذية من جهة أخرى، في مختلف أنحاء القطاع، وحسب مصادر طبية، 37 قتيلاً، بينهم 3 نساء وطفلة، و130 مصاباً، 35 منهم بحالة الخطر الشديد، والباقون فوق الـمتوسطة.
وأوضح الدكتور معاوية حسنين، مدير عام الإسعاف والطوارئ، أنه ونتيجة إطلاق مسلحين النار باتجاه مسيرة حاشدة خرجت من غزة احتجاجاً على الاقتتال الداخلي، قُتل الـمواطن محمد محمود عدس (19 عاماً) بعد أن أُصيب بجراح خطيرة في الرأس، وشحاذة تيسير العجلة (22 عاماً) وذلك خلال مشاركتهما في الـمسيرة، كما قُتل نتيجة الاشتباكات الـمؤسفة في خان يونس الـمواطن محمود أحمد خالد الأغا (32 عاماً)، والـمواطن جمال محمد الجبور (40 عاماً)، ومحمد الجبور (40 عاماً)، وعبد الفتاح حسين أبو غالي ( 39 عاماً)، والذين قضى إثر إصابته برصاصة قاتلة في الصدر، تعرض لها خلال مشاركته في مسيرة، والطفلة آلاء حمدي فروانة (8 أعوام) التي اخترقت رصاصة صدرها أثناء اقتحام مسلحين منزل والدها من حركة فتح في خان يونس.
وأضاف أنه وفي وقت لاحق، أعلن عن وفاة تغريد صالح العيلة (31 عاماً)، متأثرةً بجراح أصيبت بها في الاشتباكات الـمسلحة الـمتواصلة في مدينة غزة، كما قُتلت الـمواطنتان جيهان وروان بكر، وهاني أبوشملة (31 عاماً)، ومحمد الأسود، وصابر جودت بربخ (25 عاماً)، وعبد الرحمن الشامي (23 عاماً)، ومحمد النجار، وأسعد أبو جزر، وكلاهما من كتائب القسام، ومحمد فراس الأسطـل (18 عاماً)، وهو طالب في الثانوية العامة، وحامد العقاد، وأدهم الغلبان، ووائل حمدان عفانة (30 عاماً)، وفلاح عواد خلف الله (21 عاماً)، وقال مصدر في مستشفى الشفاء في غزة ان ستة فلسطينيين من عائلة بكر وصلوا الى الـمستشفى مقتولين بالرصاص.
من جهة اخرى، ذكر الـمصدر الطبي ان ثلاثة فلسطينيين قتلوا في الاشتباكات الدائرة في محيط مقر جهاز الامن الوقائي في جنوب مدينة غزة. واتهم مختار العائلة مروان بكر عناصر من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، "باعدام ستة من شباب عائلته من الذين كانوا سلـموا انفسهم في الـمسجد بحسب اتفاق مع حماس". وقال ان عناصر الحركة كانوا "اعتقلوا هؤلاء عصر امس واقتادوهم الى جهة مجهولة ثم اعدموهم".
وأشار حسنين، إلى أن جميع الجرحى تم تحويلهم إلى مستشفيات ناصر والأوروبي، وعبسان العسكري بمحافظة خان يونس، والشفاء والقدس بغزة، والأقصى بدير البلح، وكمال عدوان في بيت لاهيا، قائلاً إنه وبسقوط هذا العدد من القتلى والجرحى يصل إجمالي القتلى، من يوم السبت الـماضي وحتى يوم أمس، إلى 68 قتيلاً، و272 جريحاً.
قتلى وجرحى في خان يونس والاستيلاء على عدد من الـمقار الأمنية وفي محافظة خان يونس ، قتل 13 مواطناً، بينهم طفلة، وأصيب 60 آخرون بجروح مختلفة، في الاشتباكات الـمسلحة الـمؤسفة بين مسلحين من حركتي حماس وفتح أمس. وأوضحت الـمصادر أن القتلى والـمصابين نقلوا إلى مستشفيات ناصر والأوروبي والعسكري في الـمحافظة. وشهدت الـمحافظة، أمس، تصعيداً كبيراً، ودارت اشتباكات مسلحة عنيفة في أنحاء مختلفة من خان يونس، خاصة في منطقة الـمربع الأمني التابعة للأجهزة الأمنية، وسط الـمدينة. ووقعت اشتباكات مسلحة بين عناصر القسام والقوة التنفيذية من جهة وأفراد وعناصر الأجهزة الأمنية من جهة أخرى تخللها أصوات تبادل إطلاق الرصاص بالأسلحة الرشاشة والثقيلة، وانفجارات قوية قرب مقار الأجهزة الأمنية.
وخيمت حالة من الشلل التام على مختلف أنحاء الـمحافظة، فيما انتشر الـمئات من الـمسلحين على الطرقات والشوارع، وظلت أصوات الانفجارات وإطلاق النار تدوي من حين لآخر، وسط انعدام لحركة الـمواطنين والـمارة، في وقت واصلت فيه الـمحلات التجارية إغلاق أبوابها وسادت أجواء التوتر والاحتقان. وحسب شهود عيان فإن مجموعات من القسام والتنفيذية حاصرت مقر تجمع الأجهزة الأمنية، وسط الـمدينة، وقصفته بقذائف الياسين، والآربي جي، مشيرين إلى أن مجموعات القسام والتنفيذية تمكنت من السيطرة والاستيلاء على مقر تجمع الأجهزة الأمنية، الذي يضم الأمن الوقائي، والأمن الوطني.
وقال الشهود إن أفراد الأجهزة الأمنية اشتبكوا مع عناصر القسام والتنفيذية لعده ساعات قرب مجمع الأجهزة الأمنية، مؤكدين أن خسائر كبيرة لحقت بعدد من مقار الأجهزة الأمنية بعد قصفها بالقذائف من قبل مجموعات القسام.
وذكرت مصادر أمنية في الـمدينة أن عددا من أفراد وعناصر جهاز الأمن الوقائي قتلوا وأصيبوا جراء تفجير كتائب القسام لـمقر جهاز الأمن الوقائي، في مدينة خان يونس، منوهة بأن كتائب القسام استخدمت نفقاً في تفجير مقر جهاز الأمن الوقائي بخان يونس.
وأشارت إلى وجود عدد من أشلاء القتلى والجرحى داخل الـموقع لـم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليهم. وذكرت الـمصادر أن كتائب القسام أطلقت الـمئات من القذائف الصاروخية على مبنى الأمن الوطني والوقائي، ما أدى إلى إصابة العشرات من الجنود داخل الـموقع والى وقوع انفجار عنيف نجم عن عبوة زرعت عبر نفق كما قالت مصادر الأمن الوقائي، ما أدى إلى إصابة 45 عضوا بجراح.
وقالت الـمصادر الأمنية إن كتائب القسام والقوة التنفيذية قامت بقصف مقر الأمن الوطني في الـمنطقة الجنوبية، بالقذائف والرشاشات، ما أدى إلى اشتعال النيران في أجزاء كبيرة منه، ولـم يبلغ عن وقوع إصابات. من جانبها، نفت كتائب القسام في بيان صحافي أصدرته، أمس، ما روجته وسائل الإعلام عن استخدام نفق في تفجير مقر جهاز الأمن الوقائي بخان يونس، مؤكدة أن ما جرى في خان يونس من استيلاء على مقار الأجهزة الأمنية جاء في أعقاب إقدام مجموعات على إعدام عمرو الرنتيسي، ابن شقيق الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي.
من جهة أخرى، شهدت الـمحافظة انطلاق مسيرة شعبية شارك فيها عدد من قادة الفصائل الفلسطينية ووجهاء العائلات والفعاليات الشعبية، للتنديد بالاقتتال الداخلي والاشتباكات الدموية الـمؤسفة الدائرة بين حركتي فتح وحماس.
وردد الـمشاركون هتافات دعوا فيها الأطراف الـمتنازعة إلى وقف الاقتتال الداخلي، وتوجيه السلاح صوب صدر العدو، وعدم الاستهتار بأرواح الـمواطنين الآمنين في قطاع غزة. وحاولت الـمسيرة الوصول إلى مقر الأجهزة الأمنية وسط الـمدينة ولكنها فوجئت بإطلاق نار كثيف من قبل مسلحين يعتلون أحـد الأبراج السكنية، ما أدى إلى إصابة عدد منهم.
اشتباكات عنيفة في محيط أبراج عين جالوت
ويذكر أن اشتباكات عنيفة جداً بمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية دارت في محيط أبراج عين جالوت السكنية شرق مخيم النصيرات، ومقر الكتيبة 13 من قوات الأمن الوطني في منطقة الـمغازي وسط قطاع غزة على طريق صلاح الدين بين كتائب القسام والقوة التنفيذية التي قصفتهما بالقذائف في محاولة منهما للسيطرة على الـموقعين، ولكن قوات الأمن الوطني، وكتائب شهداء جنين تصدت لهم ومنعتهم من ذلك.
وكانت الأبراج السكنية التي أُمطرت بعشرات القذائف الصاروخية والرصاص، من قبل عناصر "حماس" عرضت حياة الـمئات من الـمواطنين بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ للخطر الشديد، والذين أخذوا الأماكن الأكثر أمناً ساتراً لهم ولأطفالهم، توقف فيها القصف بعد أن استمر نحو 12 ساعة، وذلك بعد أن حشد الـمئات من الـمواطنين أنفسهم كدروع بشرية في مسيرة توجهوا بها في اتجاه الأبراج، مروراً بموقع كتائب شهداء جنين. وذكر شهود عيان لـ "الأيام" أن موقعين لقوات الأمن الوطني أحدهما هو موقع فايز جراد على مفترق الشهداء "نيتساريم" سابقاً، والآخر على مدخل مخيم الـمغازي، قد تمت السيطرة عليهما من قبل القسام والتنفيذية واقتحامهما بعد قصفهما بالرشاشات والقذائف واعتقال من بقي فيهما ونقلهم إلى جهة مجهولة، حيث جرى حرق وتدمير الـمقرين بالكامل بعد الاستيلاء على محتوياتهما.
معارك واشتباكات ضارية في معظم مناطق رفح تسفر عن إصابة 03 شخصاً
وفي محافظة رفح، دارت معارك عنيفة وضارية بين عناصر مسلحة من حركة "فتح"، ومجموعات من كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة "حماس"، في أماكن متفرقة، خلال ساعات نهار وليلة أمس، أسفر عنها سقوط أكثر من 03 مصاباً، بعضهم في حال الخطر. وبدأت أولى الـمعارك عند حوالي الواحدة من بعد ظهر أمس، بعد أن وجهت كتائب القسام تحذيرا إلى جنود وضباط الأمن الوطني الـمنتشرين بمحاذاة الجدار الإسمنتي الـممتد على طول الحدود الـمصرية ـ الفلسطينية جنوب الـمحافظة، طلبت منهم خلاله مغادرة مواقعهم خلال 15 دقيقة، مهددة بمهاجمة تلك الـمواقع بعد انتهاء الـمهلة الـمذكورة.
وما هي إلا لحظات حتى هاجم مسلحون من القسام عددا كبيرا من تلك الـمواقع، وقاموا بإطلاق النار والقذائف باتجاهها، قبل أن يتمكنوا من السيطرة على تلك الـمواقع، بعد استسلام عناصرها والاستيلاء على أسلحتهم وعتادهم العسكري. وبعد وقت قصير من السيطرة على الـمواقع، شوهد عناصر وضباط الأمن الوطني يغادرون مواقعهم الـمنتشرة على طول الحدود، ويسيرون في الشوارع دون أية أسلحة أو عتاد عسكري. عقب ذلك انتقلت الـمعركة إلى محيط "ثكنة سعد صايل العسكرية"، التابعة لقوات الأمن الوطني، والواقعة شرق محافظة رفح، حيث حاصر عشرات الـمسلحين من كتائب القسام الـموقع من جميع الجهات، قبل أن تندلع اشتباكات مسلحة عنيفة في محيط الـموقع الـمذكور، أسفر عنها سقوط جرحى في كلا الجانبين. وانتهت الاشتباكات بعد وقت قصير من اندلاعها، عقب استسلام الجنود والضباط الـمتواجدين داخل الـموقع، وقد شوهدت مجموعات من القسام تدخل إلى الـموقع، وتقوم بنقل كميات كبيرة من السلاح والذخيرة والعتاد العسكري عبر عربات تحركت باتجاه مناطق غير معلومة.
وما هي إلا دقائق من انتهاء معركة الثكنة، حتى اندلعت معركة أشد عنفا في محيط "برج زعرب"، الواقع وسط الـمدينة، حين تبادل مسلحون من "القسام" وآخرون من حركة "فتح" كانوا يتمركزون داخل البرج، النار بشكل كثيف، وقد رد مسلحو القسام بدك البرج بعشرات القذائف الصاروخية، وبرشقات كثيفة ومتعاقبة من الرشاشات الخفيفة والـمتوسطة، ما أوقع مزيداً من الإصابات. وبعد أكثر من ثلاث ساعات من الاشتباكات، التي خلفت حالة من الهلع والذعر الشديدين في صفوف سكان الـمنطقة، تدخل قادة من لجان الـمقاومة الشعبية، وأبرموا صفقة لإنهاء الاقتتال، تقضي بانسحاب الـمسلحين من داخل البرج بعد تسليم أسلحتهم لعناصر القسام، وقد بدأت عقب ذلك عمليات تفتيش للبرج من قبل عناصر القسام.
وخلال ساعات الليل، شوهد العشرات من عناصر القسام ينتشرون بشكل مكثف في محيط مجمع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، الواقع وسط الـمدينة، حيث بدأ مسلحو القسام يحاصرون الـمواقع من عدة جهات، قبل أن تندلع اشتباكات ومناوشات متفرقة في ساعة متأخرة من ليلة أمس.
كما سمع دوي إطلاق نار وسجل أكثر من اشتباك في مخيم الشابورة، شمال الـمحافظة، وحي البرازيل جنوب شرقي رفح، وأبلغ عن اقتحام وإحراق عدد من الـمنازل خلال تلك الاشتباكات، التي أوقعت مزيداً من الجرحى.
وكانت عشرات الحواجز أقيمت في مختلف أنحاء محافظة رفح، منذ اللحظة الأولى من اندلاع الاشتباكات، في الوقت الذي شوهد فيه عشرات الـمسلحين ينتشرون في الشوارع والأزقة، ما أحدث حالة من الخوف في صفوف الـمواطنين، الذين آثروا التزام منازلهم خشية التعرض للأذى.
وكان مصدر طبي فلسطيني في مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار، شرق الـمحافظة، أكـد أن نحو 30 مصابا وصلوا إلى الـمستشفى خلال ساعات نهار وليلة أمس، مشيراً إلى أن جميعهم تلقوا الإسعافات والعلاجات الطبية اللازمة. ووصف الـمصدر نفسه الحالة الصحية لعدد من الـمصابين بالحرجة، مشيراً إلى أن عددا منهم حُول إلى مستشفى غزة الأوروبي بمحافظة خان يونس لاستكمال العلاج.
اعتلاء أبراج وخطف متبادل
إلى ذلك ذكر الإعلام الـمركزي للأمن الوطني أن عناصر الأمن الوقائي استطاعوا بعد معارك ضارية استمرت عدة ساعات وما زالت من السيطرة على محيط الـمقر العام لجهاز الأمن الوقائي بتل الهوا، جنوب مدينة غزة، وتمشيط الـمنطقة من الـمسلحين الذين كانوا يحيطون بالـمكان من جميع الاتجاهات.
وأوضح الإعلام الـمركزي نفسه أن عناصر الوقائي استطاعوا القيام بهجوم معاكس لـملاحقة عناصر حماس والتنفيذية الذين قصفوا الـمقر بعشرات القذائف من مختلف الأنواع في خطوة مستميتة للسيطرة عليه، واقتحام مكتب العميد يوسف عيسى، مدير الجهاز بقطاع غزة، حيث تمكن عناصر الوقائي من السيطرة على جميع الأبراج الـمحيطة بالـمقر، وكان آخرها برجي هنية، ودبابش، واعتقلوا الذين كانوا بداخلها ويطلقون النار على مقر الجهاز، وهم الآن في مقر الجهاز، على حد قول الإعلام الـمركزي ذاته. وبدوره، أكد العميد جمال كايد، قائد قوات الأمن الوطني في الـمحافظات الجنوبية، في تصريح صحافي، أنه متواجد بين أفراده وقواته بمقر قيادة الأمن الوطني الفلسطيني بمجمع (السرايا)، مشيراً إلى أن قوات الأمن الوطني ستبقى صامدة وستدافع عن الـمشروع الوطني الفلسطيني في وجه هذه الـميليشيات الدموية، على حد قوله.
وأضاف كايد: إن رجال الأمن الوطني سيدافعون بكل قوة وحتى آخر قطرة دم تجاه مؤسساتنا الشرعية والسيادية، محذراً من ما أسماها محاولات التضليل التي تمارسها حماس عبر وسائل إذاعتها وفضائيتها.
ذكر أن العميد مصباح البحيصي، قائد الحرس الرئاسي في الـمحافظات الجنوبيّة، نفى ما تردد عبر الإذاعات التابعة لـ "حماس" عن هروبه من القطاع إلى الضفة، قائلاً في تصريح صحافيٍ لتلفزيون فلسطين: "نحن باقون في مواقعنا نُمثِّل الشرعيَّة في مؤسِّسة الرئاسة، ولـم نتدخَّل في أي صراع تنظيمي". وأضاف البحيصي "إنَّنا في جهاز الحرس الرئاسي الذي يدافع عن أبناء شعبنا نتلقَّى تعليماتنا من السيد الرئيس ولن نسمح لأحد بأن يزجّ بنا في أي صراع"، مناشداً في الوقت نفسه جميع القيادات والفصائل التدخل لوقف الاقتتال لأنه ليس فينا رابح وخاسر.
يشار إلى أنَّ العميد البحيصي كان يتحدَّث إلى تلفزيون فلسطين وهو بجانب اللواء برهان حمّاد رئيس الوفد الأمني الـمصري في مدينة غزة، والذي تحدَّث هو الآخر بدوره مع التلفزيون نافياً ما أشاعته "حماس" حول هروب البحيصي.
حواجز في مختلف الطرق
وكما هي العادة في كل يوم من أيام الاقتتال الدموي، فقد انتشرت الحواجز على الطرقات الفرعية والرئيسة في مختلف أنحاء قطاع غزة، والتي تمركز عليها الـمسلحون الـملثمون، الذين أخضعوا الـمواطنين إلى تفتيش دقيق في بطاقات هوياتهم، واعتقال وخطف عدد منهم، ما جعل جميع من اجتازوا هذه الحواجز يعيشون حالة من القلق والخوف على مصيرهم.
من جهة أخرى أوضحت مصادر أمنية، وشهود عيان، أن عناصر من "القسام" و"التنفيذية" أقدموا صباح أمس، على اقتحام منزل الفنان الفلسطيني جمال النجار وقاموا بتحطيم محتويات الـمنزل والاعتداء على الـمتواجدين به.
وأضافت الـمصادر الأمنية ذاتها أنه وكما هو الحال مع منزل النجار، فقد تمت محاصرة منازل عائلة بكر في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة من قبل عناصر مسلحة من حماس، على الرغم من النداءات الـمتكررة من قبل الجميع بتوقف الاقتتال والـمسيرات الحاشدة التي نُظمت في مختلف أنحاء القطاع، وعلى الرغم من النداءات الصادرة من داخل الـمنزل عبر الإذاعات الـمحلية، والذين أكدوا أنهم محاصرون لأكثر من يومين، ويتعرضون للقصف الشديد، وأنهم يعيشون في ظلام دامس ويعانون نقصاً كبيراً في الـماء والطعام والأدوية، لـمعالجة الـمصابين الذين جُرحوا نتيجة توالي سقوط القذائف عليهم من كافة الاتجاهات. وفي وقت لاحق اعلن احد وجهاء عائلة بكر ان نحو 300 رجل من هذه العائلة سلـموا انفسهم امس الى حركة حماس. وقال الـمصدر نفسه لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه "بعد مفاوضات مع حماس تم التوصل الى اتفاق قضى بانتقال عناصر عائلة بكر الى احد الـمساجد ليسلـموا انفسهم الى حماس" في مخيم الشاطئ في غزة.
وتابع ان عناصر من كتائب القسام الجناح الـمسلح لحركة حماس "هاجموا بعدها حي عائلة البكر واعتقلوا العديد من الرجال" مقدرا عددهم بنحو 300. وافادت مصادر طبية بأن مقاتلي حماس فتحوا النار خلال الهجوم واصابوا خمسة اشخاص بينهم ثلاث نساء بجروح.- الأيام -