لندن (رويترز) - قالت منظمة العفو الدولية في تقرير جديد ان الجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل ليعزلها عن الاراضي الفلسطينية أدى الى سقوط قتلى وتسبب في معاناة بين الفلسطينيين ويجب هدمه.
ولم يضف التقرير الذي يصدر يوم الاثنين عشية ذكرى مرور 40 عاما على حرب عام 1967 جديدا سوى أنه حذر من أن مواصلة العمل في مشروع الجدار يهدد باطالة أمد الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
وقالت كيت ألن مديرة منظمة العفو الدولية في بريطانيا "مخاوف اسرائيل... الامنية المشروعة ليست مبررا للانتهاكات الصارخة للقانون الدولي أو لاساءة معاملة الاف الفلسطينيين من خلال برنامج ضخم للعقاب الجماعي."
وقالت اسرائيل ان الجدار الذي اعتبرته محكمة العدل الدولية غير مشروع لانه يبنى على أراض محتلة منع وصول فلسطينيين يفجرون أنفسهم الى مدن اسرائيلية وانه قد يزال في ظل اتفاق للسلام يتم التوصل اليه في المستقبل.
والجدار في معظمه اسيجة تعلوها اسلاك شائكة الى جانب اقسام من حواجز خرسانية ويمتد بالفعل 350 كيلومترا ومن المقرر ان يغطي مسافة 720 كيلومترا عن اكتماله.
وقال التقرير ان الجدار أوجد أرضية لسخط الفلسطينيين ضد اسرائيل كما أنه سيفرض عند الانتهاء منه طوقا على 12 قرية و31400 فلسطيني في الضفة الغربية حيث يعيش أكثر من نصف مليون فلسطيني على بعد كيلومتر واحد من الجدار.
وقال التقرير "الاقتصاد الفلسطيني انهار بالفعل تحت وطأة القيود القاسية التي تفرضها اسرائيل... ولا يؤدي ذلك الا الى زيادة اليأس والفقر بين شباب فلسطيني يتحول على نحو متزايد الى مواقف أكثر تشددا."
وشددت اسرائيل القيود على الفلسطينيين بعد أن بدأت انتفاضة في عام 2000. وقطعت الدول الغربية المساعدات المباشرة عن السلطة الفلسطينية بعد وصول حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي لا تعترف باسرائيل للسلطة في انتخابات عام 2006.
كما هاجم التقرير الذي جاء تحت عنوان "تحت وطأة الاحتلال.. فلسطينيون تحت الحصار في الضفة الغربية" سياسة حواجز التفتيش المتنقلة التي تتبعها اسرائيل والذي قال انها كانت سببا مباشرا في حالات للوفاة من خلال تأخير غير ضروري لاناس يحاولون الوصول للمستشفى.
وقالت ألن "خلافا للمزاعم الرسمية حول احتياجات اسرائيل الامنية العامة فان حواجز التفتيش وتقييد التنقل على طرق الضفة الغربية وجدت فقط على ما يبدو لصالح المستوطنات الاسرائيلية.. في حين أن المستوطنات نفسها غير قانونية."
ويقول التقرير الذي جاء في 50 صفحة ان الجدار شيد عن عمد لمصادرة أراض فلسطينية تصل مساحتها الى عشرة بالمئة من مساحة الضفة الغربية فيما يصفه بأنه اغتصاب للاراضي برعاية الدولة.
ويضيف التقرير أن منازل الفلسطينيين تهدم بالجرافات في حين توافرت الحماية لمستوطنات اسرائيلية على الاراضي الفلسطينية اعتبرها مجلس الامن التابع للامم المتحدة غير مشروعة حيث جرى تحويل مسار الجدار لتجنبها.
وقدم التقرير قوائم بمرضى أو مصابين قال انهم توفوا نتيجة للتأخير في عبور 550 حاجز تفتيش على الجدار أو حواجز التفتيش المتنقلة أو سقطوا برصاص القوات الامن الاسرائيلية التي تحرس أبراج المراقبة في الجدار العازل.
ويقول الجيش الاسرائيلي ان الاوامر الصادرة لجنوده هي تقديم المساعدة في الحالات الانسانية.
وأشار التقرير الى أن الطريق الممتد بطول 100 كيلومتر من الخليل في جنوب الضفة الغربية الى نابلس في شمالها والذي يقطعه المستوطنون الاسرائيليون في أقل من ساعتين قد يستغرق من الفلسطينيبن اغلب اليوم أو يتعذر عليهم السير فيه بالمرة.
ودعت منظمة العفو الدولية اسرائيل الى انهاء سياسة الاغلاق والقيود على التنقل ووقف بناء الجدار وهدم الاجزاء التي تم تشييدها على الاراضي الفلسطينية ووقف بناء المستوطنات والتوقف عن تدمير البيوت الفلسطينية لضمان العدالة للجميع