واشنطن (رويترز) - قالت الولايات المتحدة يوم الاثنين انها واثقة من أن مؤتمر الشرق الاوسط الذي خططت لعقده سيبدأ مفاوضات سلام اسرائيلية فلسطينية وان الجانبين سيتفقان على وثيقة مشتركة لطرحها على المؤتمر.
ومن المتوقع أن يستضيف الرئيس الامريكي جورج بوش الاجتماع في أنابوليس بولاية ماريلاند يوم 27 نوفمبر تشرين الثاني في محاولة لاحياء جهود احلال السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين قبل أن يترك منصبه في يناير كانون الثاني عام 2009.
وقال شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية للصحفيين "نحن واثقون من أنه بمجرد أن توجه الدعوات الى ذلك (المؤتمر) فانه سيكون هناك رد فعل ايجابي وأن أنابوليس ستكون نقطة انطلاق للمفاوضات بين الجانبين وستكون هناك وثيقة جيدة مكتملة متفق عليها بين الاسرائيليين والفلسطينيين."
ومن المرجح أن يعقد الاجتماع يوم 27 نوفمبر تشرين الثاني الا أن من المتوقع أيضا أن تجرى مباحثات ذات صلة في واشنطن في اليوم السابق للاجتماع واليوم التالي له.
ورحب مكورماك بالتقارير التي أفادت بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت وافق على الافراج عن 441 سجينا فلسطينيا وأعاد تأكيد تعهده بعدم بناء مستوطنات يهودية جديدة.
وقال "وجهة نظرنا هي ان الخطوات التي اعلنتها الحكومة الاسرائيلية هي اجراءات ايجابية لبناء الثقة قبل أنابوليس."
واجتماع أنابوليس هو الجهد الاكثر جدية الذي تبذله ادارة بوش لحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ أكثر من ستة عقود ولكنه يواجه عقبات هائلة من بينها الانقسامات بين الفلسطينيين والضعف السياسي لاولمرت نفسه.
فالاراضي الفلسطينية مقسمة بين الضفة الغربية التي تسيطر عليها حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقطاع غزة الذي انتزعت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) السيطرة عليه من فتح في يونيو حزيران الماضي.
ومن المتوقع أن يحضر عباس اجتماع أنابوليس لكن ليس واضحا ان كان يستطيع أن يفي بأي اتفاق للسلام قد يتوصل اليه في وقت لاحق مع الاسرائيليين في ضوء معارضة حماس.
ولم تعلن الولايات المتحدة بعد عمن ستوجه اليه الدعوة لحضور الاجتماع لكن مسؤولين أمريكيين قالوا ان دولا عربية رئيسية قد تشارك في الاجتماع من بينها السعودية وسوريا اللتان لا ترتبطان بأي علاقات دبلوماسية مع اسرائيل.
ويأمل مسؤولون أمريكيون في أن يوفر حضورهما لعباس غطاء سياسيا للتوصل الى حلول وسط بشأن قضايا حساسة مثل مستقبل اللاجئين الفلسطينيين والقدس. ويعتقد المسؤولون الامريكيون أيضا أن فرصة التوصل الى اتفاق سلام أوسع نطاقا مع العالم العربي ستسهل على أولمرت تسويق أي اتفاق.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين ان الفريقين الفلسطيني والاسرائيلي فشلا في احراز أي تقدم بشأن صياغة وثيقة مشتركة تتصدى بشكل عام لاي قضايا جوهرية مثل الحدود ومستقبل القدس واللاجئين الفلسطينيين.
وقال مسؤولون أمريكيون واسرائيليون ان الوثيقة المشتركة ليست شرطا مسبقا للاجتماع الذي قد يقدم فرصة لبوش لمحاولة بناء تركة من المحتمل أن تغلب عليها حرب العراق التي لا تحظى بتأييد شعبي.