واشنطن-خاص -حذرت صحيفة (واشنطن بوست) حكومة الرئيس الأميركي جورج بوش من مخاطر السعي لاتفاق سلام للصراع العربي الإسرائيلي في اللحظات الاخيرة من ولايتها. وقالت في تقرير يوم الاثنين إن فريق السياسة الخارجية للرئيس بوش وجه اللوم - عندما تولى بوش فترة رئاسته الاولى- الى حكومة سلفه بيل كلينتون بسبب تعجله في اللحظات الاخيرة لبقائه في البيت الابيض في محاولات التوصل الى اتفاق سلام في المنطقةوهو ما انتهى باندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.وقالت الصحيفة في التقرير الذي كتبه جاكسون ديل "لكن الان مع بقاء اقل من عشرة شهور للرئيس بوش في منصبه، انخرط بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس في مسعى مماثل في اللحظة الاخيرة، ومع ذلك لا يبدو انهم يدركون المخاطر المتزايدة لهذا العمل الذي قد تنتهي اليه مبادرتهم ايضا بحرب اسرائيلية-فلسطينية اخرى".
وقالت الصحيفة ان رايس زارت اسرائيل مرة اخرى الاسبوع الماضي للضغط من اجل وفاء اسرائيل بالتزامات قطعت في مؤتمر انابوليس في العام الماضي، ونالت رايس فيما يبدو بعض الخطوات التي اعتبرتها تقدما مثل إزالة بعض السواتر الترابية الحواجز فيما أبقت على نحو 600 من الحواجز العسكرية على الطرق في الضفة الغربية. ومع ذلك، هناك اشارة اسرائيلية كبيرة اخرى ربما قام بتوصيلها عدد من كبار المسئولين الذين زاروا واشنطن سرا الشهر الماضي وهي ان اسرائيل -كما يقولون- في الطريق الى صراع كبير مع حركة حماس في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة ان هذه المعركة كانت على وشك البدء قبل شهر بدعوى أن حماس بدأت للمرة الاولى اطلاق صواريخ على مدينة عسقلان بالاضافة الى وابل من الصواريخ التي كانت تستهدف مدينة سديروت لعدة سنوات. وبعد سلسلة من الهجمات الاسرائيلية، همد القتال وبدأت مصر في التوسط بشأن هدنة اكثر استمراراً.
وقالت الصحيفة " لكن المسؤولين يتصورون ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزير دفاعه ايهود باراك ليس لديهما اهتمام يذكر بالتوصل لاتفاق مع حماس. فهما يعترفان ان وقفا للهجمات من كل من الجانبين ربما يجعل محادثات السلام الجارية اكثر يسرا - وان صراعا شاملا من شبه المؤكد انه سيقضي على عملية انابوليس".
وقالت الصحيفة أن عددا متزايدا من المسئولين الاسرائيليين يرون ان المواجهة في غزة مع حماس هو امر اكثر اهمية من الناحية الاستراتيجية من المحادثات مع الرئيس الفلسطيني المعتدل محمود عباس. والرؤية في اسرائيل كما قال اكثر من مسؤول للصحيفة انه لا بديل لصدام عسكري مع حماس في غزة وربما قبل نهاية ولاية بوش.
وتعتقد الصحيفة أن ما وصفته بـ "الرؤية المقيتة في اسرائيل" تعود في جانب كبير منها الى ما يراه مسئولون على انه التهريب الكبير والمتواصل للاسلحة الى غزة برعاية ايران، وهو قد يؤدي الى مواجهة مع حماس.
كما ذكرت الصحيفة ان حماس تبني نظم تحصينات قوية تحت الارض وتخزن الاسلحة في محاكاة للبنية التحتية التي بنيت في جنوبي لبنان من جانب حزب الله الذي يتلقى دعما إيرانيا. ويزعم الإسرائيليون أن مئات من عناصر حماس يسافرون الى ايران للتدريب على اطلاق صواريخ غراد، وهي النسخة الإيرانية من صواريخ كاتيوشا السوفيتية القديمة.
وقالت الصحيفة إن "الجيش الاسرائيلي الذي افاق من الالم الدامي الذي ألم به عندما هاجم القاعدة اللبنانية لحزب الله في 2006، يتدرب ضد النقاط القوية في غزة التابعة لحماس، لكن المسئولين يقولون انه كلما انتظر الجيش الاسرائيلي على ما يراه الان تهديدا استراتيجيا، كلما زادت فرصة حماس في الحاق خسائر كبيرة او ضرب مدن" في جنوباسائيل بالصواريخ.