غزة (رويترز) - قتلت القوات الاسرائيلية تسعة من نشطاء حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في قطاع غزة يوم الثلاثاء فيما أصدر الجناح المسلح لحماس بيانا رسميا يعلن فيه المسؤوليته عن أول هجوم انتحاري في اسرائيل منذ عام 2004.
وقتل سبعة من أفراد حماس في غارة جوية على موقع أمني في جنوب غزة وقتل اثنان اخران من مسلحي الحركة على يد جنود اسرائيليين بالقرب من الحدود مع مصر.
وقال الجيش الاسرائيلي انه كان يرد على هجمات صاروخية على جنوب اسرائيل.
وأصدرت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس بيانا يعلن "مسؤوليتها الكاملة" عن التفجير الانتحاري يوم الإثنين في بلدة ديمونة بجنوب إسرائيل.
وقتلت في الهجوم امرأة اسرائيلية كما قتل الفلسطيني الذي فجر نفسه وفلسطيني آخر قتل برصاص الشرطة.
وقالت حماس ان المهاجمين هما محمد سليم الحرباوي وشادي محمد زغير وكلاهما من مدينة الخليل في الضفة الغربية. وكان مصدر من حماس قال لرويترز يوم الإثنين ان الجماعة مسؤولة عن الهجوم في ديمونة لكن لم يصدر بيان رسمي الا يوم الثلاثاء.
وقالت أم سامر والدة الحرباوي لرويترز وهي تبكي "لم أكن أتوقع قط أن ينفذ محمد هجوما استشهاديا. كان هادئا وطبيعيا. صدمت عندما رأيت اسمه على التلفزيون."
والرجلان كانا مسجونين لدى اسرائيل وكانا معروفين بتأييدهما لحماس في الخليل.
وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام ان الهجوم كان ردا على "المذابح التي يرتكبها الاحتلال". وأشار الى مقتل 18 من أهالي غزة بينهم ابن محمود الزهار القيادي في حماس على يد القوات الاسرائيلية الشهر الماضي.
وتعارض حماس محادثات السلام التي يجريها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع اسرائيل ولكن مفاوضين اسرائيليين وفلسطينيين كبار اجتمعوا يوم الاثنين بعد الهجوم في ديمونة وتعهدوا بألا يتراجعوا أمام العنف.
وقال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس ان تصرفات حماس تجعل من " المستحيل" إنشاء دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية المحتلة التي فيها مقر حكومة عباس.
ودعا تساحي هنجبي وهو عضو كبير في حزب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت الحكومة الاسرائيلية لتصعيد قتالها ضد حماس التي سيطرت على قطاع غزة في يونيو حزيران باغتيال القادة السياسيين للحركة.
وقال مسؤولو حماس ان الرجال الذين قتلوا في المجمع الامني قتلوا وهم يصلون عندما ضرب صاروخ المجمع. وقال الجيش الاسرائيلي ان الهجوم كان ردا على الهجمات الصاروخية التي يشنها الفلسطينيون على جنوب اسرائيل.
وقال ضابط أمن من حماس ان أوامر صدرت لاعضاء الحركة باتخاذ "جميع الاحتياطات اللازمة" بما في ذلك اغلاق هواتفهم المحمولة التي يمكن للطائرات الاسرائيلية التي تطير دون طيار أن تتعقبها.
وامتنع الجيش الاسرائيلي منذ ذلك الحين عن استهداف الجناح السياسي لحماس لكنه وجه ضربات الى القادة الميدانيين للحركة الاسلامية.
وقال هنجبي "من الواضح ان (الزعماء السياسيين لحماس) نسوا المصير المرير (لاحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي) ولذلك يجب ان نضيف الزعماء الحاليين للحركة الى تلك القائمة."
وقال "ليس هناك فرق بين الذين يرتدون سترة انتحارية وسترة دبلوماسية." واضاف "كلاهما ينفذ ... جرائم حرب ويجب ان نفرض دفع الثمن بالكامل ليس فقط على الفرق الصغيرة في الميدان وانما ايضا اولئك الذين يرسلونها."
وقال طاهر النونو وهو متحدث باسم اسماعيل هنية الزعيم السياسي لحماس في غزة معلقا علتى تصريحات هنجبي ان هذه التهديدات جزء من الارهاب والجرائم الاسرائيلية المستمرة التي تهدف الى تحقيق مكاسب سياسية.
(شارك في التغطية هيثم التميمي في الخليل وأري رابينوفيتش وأفيدا لانداو في القدس)