أصيب 14 متظاهراً وصحافي، أمس، خلال مواجهات أعقبت المسيرة التي شهدتها قرية بلعين، غرب رام الله، احتجاجاً على بناء جدار الفصل العنصري.

وشارك في المسيرة التي تعد الأكبر من نوعها، ونظمت بالتزامن مع مرور 3 أعوام على انطلاق الفعاليات المناهضة للجدار في بلعين، وإحياء الذكرى السنوية التاسعة والثلاثين لانطلاقة الجبهة الديموقراطية، مئات المواطنين وحشد من المتضامنين الأجانب والنواب : عزام الاحمد، وقيس عبد الكريم ، ومهيب عواد، ومصطفى البرغوثي، إضافة الى الشيخ تيسير التميمي، قاضي القضاة، ومحمد بركة، العضو العربي في "الكنيست"، رئيس الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة.

ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد ببناء الجدار وممارسات الاحتلال العدوانية، وذلك وسط ترديد الهتافات المناهضة للجدار وأعمال الاستيطان، وأخرى تدعو الى وقف الجرائم الإسرائيلية المتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني.

ولدى اقتراب المسيرة من موقع بناء الجدار فوق اراضي القرية، قام جنود الاحتلال الذين كانوا يتمركزون في المنطقة بالاعتداء على المتظاهرين بواسطة الهراوات وأعقاب البنادق، إضافة الى إطلاق زخات من الرصاص والعيارات المطاطية، وعشرات قنابل الغاز المسيل للدموع.

وعلى إثر ذلك، اندلعت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وجنود الاحتلال الذين واصلوا إطلاق الرصاص وقنابل الغاز ، ما ادى الى إصابة 14 متظاهراً وصحافي كان ضمن حشد من الصحافيين الذين تواجدوا في القرية لتغطية هذه الفعالية.

وقال عبد الله أبو رحمة، منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بلعين: إن صحافياً و14متظاهراً أصيبوا جراء اعتداء قوات الاحتلال على المسيرة السلمية التي شهدتها القرية.

ومن بين المصابين : المتضامن الأميركي "شابمو"، وجرى نقله إلى مستشفى الشيخ زايد بمدينة رام الله عقب إصابته بعيار مطاطي، ومن المواطنين، نافز جفال، ومنيف نظمي، وأدهم شرقاوي، وتمام برناوي، ومحمد أبو سعدين، والشيخ تيسير التميمي، وأحمد مراد، وفؤاد شريدي، ونعيم محمد ربيع.

واستنكر أبو رحمة إقدام قوات الاحتلال على قمع المسيرة بالقوة، مشيراً الى ان المتظاهرين عبروا بشكل سلمي عن رفضهم لبناء الجدار وسياسة الاحتلال الاستيطانية.

وأكد ابو رحمة أن اهالي بلعين سيواصلون نضالهم ضد الجدار مهما بلغت غطرسة وعنجهية الاحتلال، مشيراً الى ان العام الأخير من نضال أهالي القرية شهد نجاحات لا يستهان بها وتمثلت في استصدار قرارات هامة لصالح حماية أراضي القرية المستهدفة.

وكان سبق هذه المسيرة مهرجان خطابي نظمته اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بلعين التي أكدت على لسان رئيسها إياد برناط استمرار نضال بلعين ضد بناء الجدار.

وقال برناط في كلمة ألقاها أمام المتظاهرين: إن تواصل الفعاليات المناهضة لبناء الجدار حقق نتائج ايجابية من بينها كسب المزيد من الدعم والتضامن الدولي، داعياً في الوقت ذاته منظمات حقوق الإنسان الى العمل على رصد الاعتداءات الإسرائيلية وكشف الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته.

وألقى النائب عزام الأحمد كلمة باسم الرئيس محمود عباس اشاد خلالها بصمود أهالي بلعين، واصفاً نضال اهالي القرية بالنموذج المشرف.

ودعا الأحمد الى تعزيز الوحدة والتكاتف والالتفاف حول القيادة الشرعية في مواجهة مخططات الاحتلال العدوانية التي تستهدف الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.

بدوره، ألقى النائب قيس عبد الكريم كلمة باسم الجبهة الديموقراطية جدد خلالها تمسك الجبهة في الذكرى التاسعة والثلاثين لتأسيسها بالثوابت الوطنية.

وقال: إن مشاركة أنصار الجبهة الديموقراطية في مسيرة بلعين تأتي من باب التأكيد على أهمية النضال الشعبي في مواجهة سياسات الاحتلال العدوانية، داعياً الى استمرار وتصعيد الفعاليات المناهضة للجدار والاستيطان.

بدوره، أكد بركة ان بلعين التي تخوض نضالاً مستمراً منذ عدة سنوات حققت إنجازاً وطنياً عبر الثبات على المقاومة في وجه الإحتلال.

ودعا بركة الى رفع الحصار عن قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة التشبث بقرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير والداعية الى التمسك بالثوابت الفلسطينية.

كما أكد بركة أن منظمة التحرير هي المرجعية الأساسية للشعب الفلسطيني وهي الممثل الشرعي لمجموع الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.

وكان الشيخ التميمي استنكر في خطبة الجمعة التي سبقت المسيرة، استمرار سلطات الاحتلال في بناء الجدار وتوسيع المستوطنات.

وقال التميمي إن بناء الجدار لن يحقق لإسرائيل الأمن والاستقرار بل سيزرع الحقد والكراهية ويعزز المقاومة ضدها.