بدأ الجنرال وليام فريزر، المبعوث الأميركي للمراقبة والحكم على تنفيذ خطة خارطة الطريق، مهمته الاولى في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، في وقت كشف فيه د. صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، النقاب لـ"الأيام" أن الدكتور سلام فياض، رئيس الوزراء، سيكون رئيس الجانب الفلسطيني في الآلية الثلاثية التي يترأسها فريزر، في حين يرأس الجانب الإسرائيلي وزير الدفاع ايهود باراك.

ومن المقرر أن يستقبل الرئيس محمود عباس الجنرال الأميركي ويسلمه قائمة بجميع الالتزامات المطلوب من الجانب الاسرائيلي تنفيذها في المرحلة الاولى من خارطة الطريق، وكذلك الالتزامات الفلسطينية التي يقول الفلسطينيون إنه تم تنفيذ أغلبها.

والجنرال الأميركي، الذي يقول مراقبون إنه يواجه مهمة صعبة مع كلا

"الحكم" الأميركي

الطرفين، ليس بالوجه الجديد على الفلسطينيين او الاسرائيليين، فهو شارك مرات عديدة في اجتماعات مع القيادتين الفلسطينية والاسرائيلية من خلال منصبه كمستشار أمني لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس.

وفي هذا الصدد، فقد وصف عريقات لـ"الأيام" مهمة فريزر بالمهمة جداً، وقال "نحن نعتبر هذه الزيارة مهمة جداً، فلا بد من تفعيل الآلية الثلاثية لتنفيذ المرحلة الاولى من خارطة الطريق، لأن هناك استحقاقات كثيرة وذات أهمية كبرى على الجانب الاسرائيلي، منها: وقف النشاطات الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي، وازالة البؤر الاستيطانية التي اقيمت منذ 2001، وفتح المكاتب والمؤسسات الفلسطينية المغلقة في القدس الشرقية، واعادة الاوضاع الى 28 ايلول 2000 بما يشمل رفع الحصار والاغلاق واستعادة المكانة السياسية والقانونية والامنية للمناطق (ا) و(ب)، وبناء الثقة من خلال الافراج عن المعتقلين، واعادة المبعدين ووقف الاعتداءات وازالة الحواجز، ونحن لا ننكر انه علينا التزامات في مجال السلطة الواحدة والسلاح الشرعي الواحد".

واضاف "هذه الآلية مهمة جداً، والرئيس سيلتقي به غداً(اليوم)، وسيقدم له قائمة بجميع الالتزامات الواردة في خارطة الطريق، وما هو مطلوب تنفيذه من كلا الجانبين. ومن جانبنا سيكون د. سلام فياض، رئيس الوزراء هو رئيس هذه اللجنة التي ستتابع تنفيذ استحقاقات خارطة الطريق".

من جهتها، فقد أكدت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني للجنرال وليام فريزر خلال لقائها به، امس، أن "تنفيذ خطة خارطة الطريق هو أمر أساسي لإنجاح العملية، ويشكل شرطاً أساسياً ومتفقاً عليه لتطبيق التفاهمات التي سيتوصل إليها الجانبان في المفاوضات، إذ إن الطريق لإقامة الدولة الفلسطينية تمر عبر ضمان أمن إسرائيل" معتبرة ذلك "الفكرة المركزية التي توجه العملية السياسية".

وذكر مكتبها في بيان وصلت "الأيام" نسخة منه، أنها عرضت أمام الجنرال الأوضاع الأمنية ميدانياً، مؤكدة أن تطبيق خارطة الطريق يجب أن يتم أيضا في مناطق قطاع غزة، وقالت "إننا صادقون في رغبتنا بتحقيق اتفاق، وهناك عوامل أمنية لا يمكننا المساومة عليها. لا يمكن للعالم أن يسمح لنفسه بإقامة دولة إرهاب أخرى، علماً أن التطبيق الكامل لخارطة الطريق هو مركب أساسي لمنع إقامة دولة كهذه".

وسيتخذ الجنرال الأميركي من الولايات المتحدة مقراً له، إلا أنه سيستعين بفريق له يتواجد في اسرائيل وآخر في الاراضي الفلسطينية من أجل متابعة التطورات، على أن تقوم القنصلية الاميركية العامة، والسفارة الأميركية في تل أبيب باعداد التقارير عن الوضع في الميدان ورفعها الى الجنرال الاميركي.

يذكر أن الجنرال فريزر هو واحد من 3 جنرالات أميركيين يتابعون الملف الفلسطيني - الاسرائيلي، اضافة اليه فإن هناك الجنرال كيث دايتون الذي يتابع مع السلطة الفلسطينية تدريب وتجهيز وتطوير الأجهزة الأمنية الفلسطينية، في حين أن الجنرال جيم جونز يتابع مع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي المفهوم الأمني للعلاقة بين فلسطين واسرائيل في إطار الحل النهائي.