تستعد الحكومة الإسرائيلية لطرح مشروع بناء في مستوطنة كيدار "ب" جنوب شرقي القدس، والواقعة ضمن تجمع مستوطنات (معاليه ادوميم)، وسيتم طرح الإعلان في الأسبوع الأول من شهر آب او قبل ذلك، وسيتضمن مشروع البناء أكثر من 6000 وحدة سكنية في الـمستوطنة الـمذكورة، والتي يسعى مجلس الـمستوطنات الإسرائيلية إلى ربطها بالـموقع الأساسي لـمستوطنة (كيدار) وذلك بهدف استكمال الحزام الاستيطاني لتجمع (معاليه ادوميم) تمهيداً لضم ذلك التجمع بالكامل لحدود الـمدينة

إسرائيل تستعد

عقب استكمال عملية بناء الجدار الفاصل.

وقال معهد البحوث التطبيقية "اريج" في بيت لحم في تقرير اصدره امس: ان إسرائيل تسعى لتكثيف البناء الاستيطاني داخل حدود مدينة القدس وحولها، وذلك ضمن مخطط أكبر يهدف إلى تحويلها إلى ميتروبولتين، أو ما يطلق الإسرائيليون عليها "القدس الكبرى".

وقال المعهد: يوجد اليوم ضمن حدود بلدية القدس الإسرائيلية في الجانب الشرقي منها في القدس الـمحتلة 16 تجمعا استيطانيا، أما خارج نطاق بلدية القدس الإسرائيلية فتبلغ عدد الـمستوطنات حول الـمدينة 18مستوطنة وتضم عدة تجمعات استيطانية، وأبرزها هو تجمع (معاليه ادوميم)، والذي يقع شرقي مدينة القدس ويضم 8 مستوطنات والذي يعتبر نقطة تحول رئيسية في مسار الـمفاوضات الفلسطينية ــ الإسرائيلية إذا ما أصرت إسرائيل على الـمضي قدما في بناء الجدار، وضم ذلك التجمع إلى حدود مدينة القدس الجديدة والتي تضم بالإضافة إليها تجمع غوش عتصيون جنوب غربي القدس، وجفعات زئيف شمال القدس، فان ذلك سيؤدي إلى قطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها ويعزل القدس الشرقية تماما عن باقي محافظات الضفة الغربية ما يؤدي بدوره تقويض فرصة إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة متواصلة وعاصمتها القدس الشريف.

وبين الـمعهد انه في أعقاب مؤتمر أنابوليس الذي عقد في شهر تشرين الثاني من العام 2007، والذي التزمت فيه إسرائيل بعدم توسيع البناء الاستيطاني في الضفة الغربية قامت الأخير بإطلاق العديد من مخططات بناء وعطاءات لعشرات الآلاف من الوحدات السكنية في الـمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية بلغ عددها في مجملها 384ر25 وحدة سكنية وكانت منها 704ر24 وحدة سكنية اي 97% في محيط ما يطلق عليه الإسرائيليون "القدس الكبرى".

واكد إن ما تقوم به إسرائيل على الأرض هو استمرار لسياستها القديمة الجديدة وفرض سياسة الأمر الواقع في الأراضي الفلسطينية الـمحتلة، بهدف الإخلال والتلاعب بمستقبل الـمفاوضات حيث تسعى إسرائيل إلى تغيير مفهوم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من صراع على الحقوق إلى تلبية احتياجات آنية لاستمرار الحياة فقط دون التعاطي مع مفهوم الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها.

ومن هذا الـمنطلق أقامت إسرائيل معابر رئيسية حول مدينة القدس، هي أشبه ما تكون بمعابر حدودية بين نطاقين جغرافيين مختلفين وتهدف من خلال تلك الـمعابر إلى التحكم بكل ما يسعى للدخول أو الخروج من وإلى القدس أو إسرائيل من الضفة الغربية سواء أشخاص أو بضائع وغير ذلك.

صياغة ديمغرافية جديدة لـمدينة القدس

واعتبر الـمعهد إن ما قامت به إسرائيل ومازالت عبر سنوات احتلالها لـمدينة القدس ينطوي تحت خطة التهويد الإسرائيلية للـمدينة الـمقدسة، حيث تبنت الحكومات الإسرائيلية الـمتعاقبة خطة تطويق مدينة القدس بالـمستوطنات الإسرائيلية من كافة جوانبها، و ذلك بهدف عزل الـمدينة الـمقدسة عن باقي الأراضي الـمحتلة، وفي الوقت نفسه منع توسع الامتداد العمراني للأحياء الفلسطينية في الـمدينة.

واضاف: إن اسرائيل قامت بإعادة تعريف حدود الـمدينة الـمحتلة بما يعرف ببلدية القدس الإسرائيلية عقب سيطرتها على الجزء الشرقي في العام 1967، و إعلان توحيدها مع الجزء الغربي فغيرت تصنيفات، وتقسيمات الأراضي داخل القدسالشرقية، حيث تم الإعلان عن 34% من مساحة القدس الشرقية مصادرة لأغراض عامة و 44 % مساحات خضراء، و 9% تم تخصيصها لتوسيع البناء الاستيطاني، في حين تم الإبقاء على 13% و هي الأحياء الفلسطينية على حالها، بل وعكفت إسرائيل على ملاحقة ما تبقى من الأحياء الفلسطينية فهدمت البناء، وفرضت الضرائب، وحجبت الخدمات، بهدف دفع الـمقدسيين إلى تغير مناطق سكناهم و التي على أثرها تم إلغاء إقامة أكثر من 16000 فلسطيني في داخل القدس الشرقية.