القدس (ا ف ب) - حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الاثنين من ان الاسرائيليين والفلسطينيين قد لا يتوصلون الى اتفاق سلام رغم توقعات الرئيس الاميركي جورج بوش بامكانية حدوث ذلك خلال عام في الوقت الذي بدأ الجانبان محادثات حول القضايا الاساسية.
والتقت رئيسة الوفد الاسرائيلي وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ورئيس الوفد الفلسطيني المفاوض رئيس الوزراء السابق احمد قريع في القدس لاول مرة منذ زيارة بوش التاريخية لاسرائيل والاراضي الفلسطينية الاسبوع الماضي.
وصرح متحدث باسم الخارجية الاسرائيلية لوكالة فرانس برس عقب انتهاء المحادثات ان "الاجتماع استمر ساعتين وجرى في جو جيد وبناء".
واضاف ان الجانبين "ناقشا القضايا الاساسية (...) واتفقا على مواصلة هذه المحادثات بشكل مكثف".
لكن وفيما كان الجانبان يجريان المحادثات حول اصعب القضايا في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني لاول مرة منذ اعادة اطلاق مفاوضات السلام قبل ستة اسابيع في مؤتمر انابوليس حذر اولمرت من امكانية عدم التوصل الى اتفاق.
ونقل مسؤول حكومي عن اولمرت قوله امام لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في البرلمان الاسرائيلي "لست واثقا من ان بامكاننا التوصل الى اتفاق ولست واثقا من ان بامكاننا تطبيقه".
الا انه قال "ساحاول حتى لا ارتكب خطيئة بحق واجبي". واضاف "ان المعارضة وزعيمها يريدون ان يبقوا على الوضع الراهن باي ثمن (...) واقول ان هذا امر خطير وغير مسؤول ويحمل الكثير من المغامرة".
ويواجه اولمرت انتقادات داخلية بسبب المحادثات حيث هدد حزبان من ائتلافه بالاستقالة من الحكومة اذا جرى بحث القضايا الاساسية كما تظهر استطلاعات الرأي ان احزاب المعارضة اليمينية قد تفوز في الانتخابات العامة المقبلة.
وبدورها قالت ليفني انه من غير المرجح ان يتم الكشف عن تفاصيل المحادثات. ونقل مكتب ليفني عنها قولها ان "التجارب السابقة اظهرت انه عندما تجري المحادثات تحت الاضواء فانها تؤدي الى تشدد المواقف وتحريف الامور التي تقال وراء الابواب المغلقة. كما تؤدي الى تزايد التوقعات وخيبة الامل التي تفضي في النهاية الى العنف".
وخلال زيارته الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية توقع بوش ان يوقع الجانبان اتفاق سلام قبل انتهاء رئاسته في كانون الثاني/يناير 2009.
وقال "اعتقد ان ذلك سيحدث وسيتم التوقيع على اتفاق سلام قبل مغادرتي الرئاسة".
وفي مسعى لتحقيق نصر في السياسة الخارجية قبل انتهاء رئاسة بوش حولت ادارة الرئيس الاميركي اهتمامها خلال العام الماضي الى النزاع في الشرق الاوسط خاصة بعد استيلاء حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على قطاع غزة قبل سبعة اشهر.
وقال بوش الذي وعد بالعودة الى اسرائيل للمشاركة في احتفالات الذكرى الستين لاقامتها عند انتهاء زيارته بانه مصمم على دفع الجانبين الى التوصل الى اتفاق سلام فشلت الادارات السابقة في التوصل اليه.
الا ان الهوة لا تزال شاسعة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بشان العديد من القضايا التي سيحاول كل من ليفني وقريع معالجتها وهي مسالة القدس واللاجئين والمستوطنات.
ففيما يتعلق بالمستوطنات على سبيل المثال يطالب الفلسطينيون بالوقف التام لبناء اي مستوطنات جديدة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتعهد اولمرت بعدم بناء اي مستوطنات جديدة او مصادرة اراض جديدة وبتفكيك المواقع الاستيطانية العشوائية الا انه اوضح ان "ذلك لا ينطبق على القدس".
كما يدور خلاف بين الجانبين بشان العمليات الاسرائيلية ضد الناشطين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وتقول السلطة الفلسطينية ان هذه العمليات تقوض سلطتها وجهودها لتحسين النظام والقانون بينما تصر اسرائيل على ان هذه العمليات ضرورية لمنع اي هجمات.
وفي تاكيد على هذا الخلاف قال اولمرت الاثنين ان اسرائيل ستواصل القيام بما تراه مناسبا.
واكد امام اللجنة "اسرائيل تحتفظ بحريتها الكاملة للتصرف في حربها ضد الارهاب في الضفة الغربية وقطاع غزة وترفض اي انتقاد فلسطيني بهذا الشان".
كما حذر من ان "اي عمل ارهابي يتم تنفيذه يمكن ان يقود الى تدمير العملية التي نعمل على بنائها مع الفلسطينيين".
كما تلقي مسالة غزة كذلك بظلالها على المفاوضات اذ ان هذا القطاع الذي يشكل نحو نصف الدولة الفلسطينية المستقبلية لا يزال خارجا عن سيطرة عباس منذ ان سيطرت عليه حماس في حزيران/يونيو 2007. وقالت كل من الولايات المتحدة واسرائيل انه لن يتم تطبيق اي اتفاق سلام على الارض الا اذا استعاد عباس السيطرة على القطاع الواقع بين جنوب اسرائيل ومصر.
من جانبه صرح المتحدث باسم حركة حماس سامي ابو زهري ان لقاء ليفني وقريع "محكوم عليه بالفشل في ظل استمرار الجرائم والسياسات الصهيونية المتعنتة بحق شعبنا". واضاف ان حماس تعتبر ان "هذا اللقاء وما يماثله من لقاءات يوفر غطاء للاحتلال للمضي في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني والتي كان آخر امثلتها ثلاثة من الشهداء بعد استهدافهم بطائرات الاحتلال".
وطالب "قريع وفريق رام الله بوقف هذه اللقاءات والمتاجرة المجانية بالدم الفلسطيني والحقوق الفلسطينية".
وخلال اول زيارة له الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية منذ توليه الرئاسة الاسبوع الماضي توقع بوش ان يوقع الطرفان اتفاق سلام لانهاء النزاع قبل انتهاء فترة رئاسته في كانون الثاني/يناير 2009.