رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - يخوض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي ضعف سياسيا بعد أن خسر السيطرة على قطاع غزة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) معركة على جبهتين في إطار مساعيه للتعامل مع اسرائيل بشأن اقامة دولة فلسطينية.

وتعقدت جهوده بسبب هجمات صاروخية على اسرائيل من جانب ناشطين في قطاع غزة واغلاق اسرائيل حدود القطاع مما أثار مخاوف من حدوث أزمة انسانية.

وقال حسن عصفور المفاوض الفلسطيني السابق وهو يستخدم التعبير الذي يستخدمه عباس عندما يتحدث عن سيطرة حماس على قطاع غزة إن الرئيس الفلسطيني يخوض معركة لانهاء الانقسام الفلسطيني الناجم عن "انقلاب حماس في غزة" من أجل الاستمرار في طريقه لتحقيق الاهداف الوطنية الفلسطينية التي يجسدها الاستقلال الفلسطيني.

وقال عصفور إن العقبة الاخرى التي يواجهها هي مفهوم اسرائيل الضيق لنوع الاتفاق الذي تأمل في التوصل اليه مع عباس قبل انتهاء ولاية الرئيس الامريكي جورج بوش في يناير كانون الثاني عام 2009 .

ويسعى عباس الى معاهدة سلام شاملة ويريد إعلان قيام دولة فلسطينية بحلول نهاية هذا العام.

غير أن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت يريد "اطار اتفاق" عاما لا ينتهي باعلان دولة وانما يلخص كيفية حل قضايا رئيسية مثل القدس والمستوطنات اليهودية واللاجئين الفسطينيين والحدود.

وبدأت اسرائيل مع الفلسطينيين أول محادثات سلام جادة في سبع سنوات الاسبوع الماضي عندما حث بوش على التعامل مع القضايا الجوهرية.

لكن المشاكل الداخلية أضعفت أولمرت مثل عباس بعد أن فقدت حركة فتح التي يتزعمها السيطرة على قطاع غزة لصالح حماس في يونيو حزيران الماضي.

وقد يواجه الزعيم الاسرائيلي نداءات جديدة بالاستقالة بعد أن تصدر لجنة عينتها الحكومة تقريرها النهائي يوم 30 يناير كانون الثاني بشأن حرب عام 2006 ضد مقاتلي حزب الله وهي حملة يرى كثير من الاسرائيليين إنها فاشلة.

ووضع عباس شرطا لاستئناف الحوار مع حماس يتمثل في الغاء كل الاجراءات التي اتخذت منذ سيطرتها على غزة وقبول حركة حماس اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة.

ورفضت حماس عرضه المشروط للحوار.

وتعرض عباس في الاونة الاخيرة لضغوط محلية مكثفة لوقف المحادثات مع اسرائيل مادامت تواصل التوسع في الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي المحتلة.

وزادت الضغوط منذ أن صعدت اسرائيل حملتها العسكرية في قطاع غزة ضد الناشطين الذين يطلقون من وقت لاخر صواريخ على بلدات قرب الحدود.

وأمر أولمرت بوقف البناء الجديد في المستوطنات في الضفة الغربية لكنه لم يدع الى الغاء خطط لبناء مئات المنازل الجديدة في منطقة بالقرب من القدس يطلق عليها الاسرائيليون هار حوما والفلسطينيون جبل ابو غنيم.

وقال المحلل الفلسطيني هاني المصري ان المسار الوحيد الذي يراه عباس هو المفاوضات. وعندما سأله المصري ماذا يحدث اذا فشلت المفاوضات رد عباس بقوله الدخول في مزيد من المفاوضات وان البديل الاخر هو الدمار.

وقال محلل فلسطيني اخر هو علي الجرباوي انه لا يبدو ان هناك حلا في الافق لمواجهة عباس مع حماس.

وقال الجرباوي انها نقطة شائكة.

غير ان استطلاعات الرأي تبين ان غالبية الفلسطينيين يثقون في ان عباس يمكنه حل مشاكلهم.

وقال غسان الخطيب وزير التخطيط الفلسطيني السابق لرويترز إنه إذا أدار عباس ظهره وغادر فانه سيصبح لدى الغرب واسرائيل مشكلة كبيرة. واضاف الخطيب إن عباس لا يستخدم الوسائل المتاحة له بطريقة كافية لتحسين موقفه.