لا تزال منطقة شرق قلقيلية شمال الضفة الغربية تعاني من انعكاسات التلوث البيئية الخطيرة على سكان المنطقة والحياة الطبيعية جراء وجود مكب النفايات الواقع بين بلدتي عزون وجيوس والذي يشكل مثالا واضحا لجرائم الاحتلال الاسرائيلي وممارساته المفتعلة الهادفة الى الفتك بالحياة الفلسطينية.
ورغم الآثار السلبية و الخطيرة التي تلقي بظلالها السلبية على الانسان والنباتات والحيوانات لا يزال المكب من القضايا التي تعاني من الاهمال والتهميش اضافة الى التعتيم الاعلامي الذي قلل من حجم المشكلة رغم كبر حجم القضية وأهمية تفعيلها محليا وعالميا من خلال العمل على فضح اعتداءات الاحتلال .
والأدهى والأمر أن المكب تستهدفه أكثر من ثمانية عشر مستوطنة حيث يتم القاء مخلفات النفايات المحتوية على مركبات نووية وكيميائية خطيرة والتي نالت من المنظر الجمالي والبيئي للمدينة حيث لم ينعكس ذلك على سكان قلقيلية فقط بل على أهالي المناطق المجاورة كافة .
ومن المخاطر الناجمة عن مكب النفايات وجود ارتباط وثيق بين تزايد حالات السرطان في وفيات عزون وبين تلوث محتمل للبيئة ناهيك على أن مجمع النفايات مقام على مقربة من بئر ارتوازي وحوض مائي يعتمد عليه الأهالي في الشرب الأمر الذي أدى الى تلوث مياه الشرب.
كما لحقت بالمزارعين أضرارا جسيمة جراء عدم استفادتهم من محاصيلهم الزراعية بسبب قرب أراضيهم الزراعية من المكب حيث تتحول ثمرة الزيتون في موسم الحصاد الى اللون الأسود عدا عن موت الثمرة وضعف وتلف الأشجار, اضافة الى اكتشاف عدد من الأمراض الوبائية المعدية في منطقتي عزون وجيوس ومنها انتشار الأمراض السرطانية والالتهاب الرئوي والأمراض الجلدية وحالات عقم .
الى ذلك فقد أصبح مكب النفايات مجمعا للكلاب والخنازير والحيوانات الضالة بعد أن أصبحت منطقة خطرة ليلا نهارا هجرها جميع سكان المنطقة ناهيك عن وجود تأثيرات جانبية نتيجة المواد الخطرة للغاية التي تم دفنها داخل باطن الأرض .
من جانبه وتعليقا على الموضوع أكد الدكتور راقي شبيطة الخبير الكيميائي في جامعة النجاح الوطنية في حديثه للقدس نت زيادة نسبة السرطان في بلدة عزون مقارنة بالقرى المجاورة مشيرا الى قيامه بمتابعة القضية والقيام بأخذ عينات من المياه من فوهة البئر الارتوازي ومن حنفية الحاووز ومن شبكة المياه وتم عرضها على مهندسين لفحصها في مختبرات مركز تحليل المياه في جامعة النجاح الوطنية في نابلس نابلس .
وأضاف " أن النتائج أكدت وباليقين القاطع تلوث المياه بالرصاص الآتي من بطاريات السيارات، وكذلك من تلوث بالكادميوم المسرطن، لكن نتائج التحليل المعتمدة في نابلس وبير زيت أظهرت خلو المياه الجوفية من تلوث معدني ولكن نسبة الكالسيوم والمغنيسيوم كانت عالية نسبيا, مؤكدا ارتفاع تركيز الأملاح والذي له آثاره الضارة التي يعرفها الأطباء.