جنين/علي سمودي-لن تكتمل فرحة الشاب عبدالله رجا قبها بالزفاف بعد اكتمال بناء منزله الواقع في قرية برطعة الشرقية بعدما سلمته سلطات الاحتلال الاسرائيلي الاسبوع الماضي قرارا يلزمه بوقف العمل بتجهيز المنزل بذريعة البناء دون ترخيص وهي الحجة التي تستخدمها قوات الاحتلال كما يقول توفيق علي قبها عضو المجلس القروي لبرطعة لتضييق الخناق على اهالي القرية وحرمانهم ابسط حقوقهم في التوسع العمراني وتشييد منازل جديدة للعيش كباقي البشر فهناك استهداف مبرمج ومتواصل وعلى كافة المستويات.
هدم الاحلام
وبحزن والم تسلم عبد الله 25 عاما والذي يعمل عاملا في قريته القرار وقال انه قرار تعسفي فقد اوقفوا العمل وهو بداية لاصدار قرار هدم منزل الاحلام الذي شيدته بعرقي وتعبي لسنوات من اجل فرحة العمر ولكن الاحتلال الذي يتحكم بكل نواحي حياتنا يبدو انه يريد ان يصادر حقنا في البناء والاعمار بارضنا وحتى زواجنا فالقرار الذي صادر فرحتي وانا استعد لتجهيز المنزل لزفافي المقرر في شهر اذار القادم سيجبرني لتاجيل موعد الزفاف حتى نتوصل لحل ولا ندري ما هو الحل بعد قرار الاحتلال.
وعبد الله يعتبر احد 12 مواطنا سلمتهم كما يقول عضو المجلس قبها قرارات يوم الجمعة الماضي بوقف اعمال البناء بمنازلهم تمهيدا لهدمها رغم انها تقع داخل حدود قرية برطعة.
نموذج اخر
ويعتبر الشاب نائل احمد محمود قبها 27 عاما نموذج اخر لمعاناة اهالي برطعة الشرقية المستمرة منذ 6 سنوات ويقول لمراسلنا فوجئت بقرار قوات الاحتلال بهدم منزلي الذي امصيت عدة سنوات في بناءه لايواء اسرتي المكونه من خمسة انفار ويضيف نائل منذ زواجي اقيم في منزل والدي وقد ضاعفت جهودي وعملت في كل اشكال المهن الصعبة والشاقة لتشييد منزل مناسب وبينما كنت استعد لتشييده قرر الاحتلال بلحظة تدمير كل تعب وشقى العمر فاي قانون او شريعة تجيز مثل هذه الاجراءات التعسفية ؟.
قانون الاحتلال التعسفي
ويجيب قبها عضو المجلس القروي انه قانون الاحتلال الاسرائيلي التعسفي والجائر والذي يفرض على اهالي برطعة فجميع المنازل المستهدفة تقع داخل حدود البلدية و اصحابها قدموا الاوراق والمستندات للازمة للترخيص لكن المشكلة ان سلطات الاحتلال ترفض الموافقة على اصدار رخص البناء كون المنطقة مصنفه س وهو جزء من الواقع الماساوي الذي يعيشه اهالي برطعة البالغ تعدادهم 5000 نسمة لكن يواجهون مشكلة منع عدم التوسع العمراني في ظل استمرار الاحتلال في تقييد حياتنا وفرض الاجراءات الظالمة التي حولت حياتنا لجميع مضيفا فالاحتلال منذ سنوات يستهدف برطعة وخلال السنوات الاخيرة صادر مساحات واسعة من اراضيها الزراعية تقدر بالاف الدونمات من اجل بناء جدار الفصل العنصري اضف لذلك قيام الاحتلال بفرض حصار واغلاق محكم القرية منذ اقامة البوابة الحديدية عام 2003 على المدخل الشرقي أي غرب جنين عزلنا عن العالم.
نظام حياة صارم
وبين الجدار والاستيطان والبوابة المغلقة يقول قبها يعيش اهالي برطعة حياة ماساوية وسط نظام اسرائيلي صارم فالجنود فرضوا على كل مواطن صغيرا او كبيرا وسواء رجل او امراة الحصول على تصريح صادر من الادارة المدنية للتنقل او الخروج من القرية او الدخول اليها ويضيف الاحتلال يحاصرنا خلف البوابة التي يتحكم الجنود بمواعيد فتحها وحركتنا فهي تفتح بين السادسة صباحا وحتى التاسعة مساء ولدى اصابة احد المواطنين بحالة مرضية او ولادة لدى احدى المواطنات خلال ساعات الليل فان مغادرتهم الحاجز بحاجة لاجراءات معقدة لكي يغادروا الحاحز علما ان القرية تفتقر لمستشفى او مراكز صحية ولكن الاشد مرارة ان الجنود اصبحوا مؤخرا يمنعون الاقارب من الدرجة الثالثة من خارج القرية من دخولها وزيارة اقاربهم وجميعها اجراءات تعسفية عقدت حياتنا وفشلت كل جهودنا لوضع حد لها.
محاربة لقمة العيش
ومما يؤكد ان قرارات الهدم الاخيرة تستهدف حياة المواطنين ولقمة عيشهم يقول قبها ان سلطات الاحتلال قررت هدم مزرعة دواجن يملكها المواطن ياسر عثمان قبها الذي قال في ظل الظروف المعيشية الصعبة وبعد اغلاق القرية وحرماننا من تصاريح للعمل في الداخل اقمت مزرعة دواجن للبيض على ارضي وتمكنت من بناء بركس يضم 8 الاف طير ورغم ذلك سلموني قرار بهدمه ويضيف القرار تعسفي وظالم ويعتبر جزء من الحرب الاسرائيلية ضد قوت اسرنا فانا اعيل اسرة كبيرة وليس لي مصدر رزق سوى هذا العمل الذي سافقده قريبا بعد قرار الاحتلال.
اما المواطن محمد يوسف علي قبها فوسط ظروف الحياة الصعبة لجا لاستغلال 12 دونم من اراضيه الواقعه داخل حدود القرية وبنى عليها كما يقول مزرعة للعجول لتامين حياة كريمة لاسرته ولكن الاحتلال لا يكتفي بما نتكبده من معاناة وهموم جراء حصاره المتواصل على القرية ليحاربنا حتى في لقمة عيشنا فاين هي منظمات حقوق الانسان واين هي القيم والاعراف الدولية لتضع حدا لحرب التجويع الاسرائيلية ؟
ظلم كبير
وبينما يرى قبها ان اسرائيل تستغل الصمت الدولي لمواصلة اجراءاتها التعسفية بحق اهالي قريته قال المسن سمير محمد ابراهيم قبها 60 عاما انه رغم معاناته من مرض السكري فانه تمكن من تشييد منزل ليفرح بزفاف ولديه ولكن قوات الاحتلال ودون أي مبرر قررت هدم المنزل ويضيف الى متى سيبقى الاحتلال يتحكم بحياتنا انه ظلم كبير، ولكن المجلس القروي كما يقول قبها لن يستسلم لهذا الظلم فقد اوكل محامي لرفع قضية للمحكمة العليا الاسرائيلية للاعتراض على قرار الهدم مناشدا كافة المؤسسات الدولية تحمل مسؤولياتها لمساندة اهالي القرية ومنع تنفيذ هذه القرارات التعسفية.