العالم يحتفل بأعياد الميلاد وإسرائيل تدق طبول الحرب
بقلم: شادي أبو عياش-خاص بمفتاح
2008/12/23

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=10022

منذ أيام وإسرائيل تقرع طبول الحرب القادمة التي ستشنها على قطاع غزة، فيما العالم يستعد لاستقبال أعياد الميلاد المجيد. إذ لا زالت حكومة إسرائيل تحضر جنودها ومواطنيها لمعركة وحرب على مليون ونصف المليون فلسطيني، بل واعدت العدة لذلك، حيث صرح قادتها أكثر من مرة أن عملية عسكرية في القطاع قادمة لا محالة، فيما خطتها الإعلامية جاهزة للدفاع عن قتلها الضحايا المدنيين، إلى جانب خطتها العسكرية في استخدام جميع الأسلحة المتطورة في استهداف المدنيين العزل.

الهجمات الإسرائيلية على القطاع لم تتوقف، حتى بعد تنفيذ خطة الانسحاب الأحادية من مستوطنات القطاع في العام 2004، وكذلك إبان ما سميت بالتهدئة خلال الأشهر الست الماضية، بينما الحصار الخانق، جفف المواد الاستهلاكية والحيوية اليومية في القطاع، ليعيش أكثر من مليون ونصف فلسطيني في فقر وجوع وبطالة، وسجن تغلقه إسرائيل.

وبينما العالم يحتفل هذه الأيام بحلول أعياد الميلاد المجيدة، إذ تزدان الشوارع بالأنوار وأشجار أعياد الميلاد، ويسعى كل أب وأم وصديق وزوج وزوجة وحبيب وحبية إلى اختيار أجمل الهدايا ليقدموها إلى أحبائهم وأبنائهم وأصدقائهم، يتلقى الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي الرصاص والصواريخ التي تمطر رؤوس الأطفال والنساء في القطاع، بينما تشدد الحواجز في ا لضفة الغربية وخاصة حول مدينة بيت لحم ليثبت بذلك الاحتلال انه عامل تنغيص لحياة الفلسطينيين بل وحتى للحجاج وللسياح الذين فضلوا الاحتفال بالأعياد في مهد السيد المسيح.

وكما يبدو أن هذا العيد سيكون وقتا للراحة والاحتفال والسعادة في كثير من أرجاء المعمورة، إلا انه ليس كذلك في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة، فالحشود العسكرية الإسرائيلية على أبواب القطاع تزداد يوميا، فيما استنفرت إسرائيل أجهزتها الإعلامية وبدأت في تسويق حربها الجديدة على القطاع، حيث جندت إلى جانب قواتها العسكرية قواتها الإعلامية من ناطقين رسميين وأجهزة إعلامية، كي تسوق وتبرر للعالم الهجوم الجديد، بل وتستبق وقوع ضحايا من المدنيين الفلسطينيين، بالقول إنها تدافع عن نفسها.

وبعكس الحال في أرجاء العالم، حيث تزين الشوارع بالأنوار، وخاصة أشجار أعياد الميلاد، فان قطاع غزة، محروم من الكهرباء لفترات طويلة، بل وحتى الأساسيات من الغذاء بات مخزونها يتناقص بشكل كبير، مما حذا بالبنك الدولي والعديد من المنظمات الدولية إلى التحذير من خطورة الأوضاع الإنسانية في القطاع، إذا ما استمر الحصار عليه، وهو ما يبدو ستكون عليه الأيام المقبلة، فجميع تصريحات ساسة إسرائيل تؤكد أن هداياهم للشعب الفلسطيني في عيد الميلاد ستكون قذائف دبابات وصورايخ طائرات ورصاص جنود.

وأمام هذا التلكؤ وبطئ، بل جمود التحرك الدولي تجاه ما تقوم به إسرائيل ضد القطاع وأهله، وما تخطط للقيام به قريبا، فان العيد هذا العام سيمر على الشعب الفلسطيني كما مر خلال سنوات الاحتلال الطويلة، في ظل قتل واعتداء، فالاحتلال لا يكتفي بقتل الأطفال والنساء في فلسطين بل يسعى أيضا لقتل فرحة الأعياد وبهجة قدومها في قلوبهم.

http://www.miftah.org