الحفاظ على التضامن العربي والدولي
بقلم: مفتاح
2008/12/29

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=10042

ما أن بدأ العدوان الإسرائيلي العسكري على قطاع غزة، وأمام مشهد سقوط الضحايا الفلسطينيين من شهداء وجرحى، حتى نزلت الجماهير العربية إلى الشوارع، فمن الرباط مرورا بمراكش وطرابلس والقاهرة وعمان ودول الخليج، كانت المسيرات المنددة بالعدوان هي السمة الواضحة في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك الحال كان مع المتعاطفين مع القضية الفلسطينية في مختلف دول العالم، الذين تظاهروا واعتصموا واحتشدوا في مختلف العواصم للتعبير عن رفض هذا العدوان وللتضامن مع الشعب الفلسطيني الأعزل، وهو موقف يطمئن الفلسطينيين أنهم ليسوا وحدهم وان هناك شعوبا تتضامن معهم.

وأمام اشتداد وطأة الهجوم الإسرائيلي والحجم الكبير من الشهداء، حتى سارع البعض إلى اتهام أطراف عربية بالتقصير والتقليل من أهمية التحرك العربي، الذي بدت ملامحه تتضح عبر المسيرات والتظاهرات والحملات الشعبية، بينما الموقف الرسمي، الذي تمثل بداية بإرسال معونات طبية وغذائية إلى القطاع عبر مصر، فهو آخذ في التبلور لجهة عقدت اجتماع وزراي عربي ليتبعه ربما عقد قمة عربية.

إن أي تحرك عربي، مهما كان شعبي أو رسمي، هام للشعب الفلسطيني، ويندرج ضمن التعاطف والتضامن العربي مع الشعب الفلسطيني وقضيته، وهو أمر طبيعي، خاصة وان فلسطين جزء من الوطن العربي وتتأثر بما يتأثر به، فشعبها المتضرر الأكبر من الصراع العربي الإسرائيلي، وقضية فلسطين هي لب هذا الصراع.

إن من المنطقي والشرعي أن نطالب الأشقاء العرب بفعل المزيد لوقف العدوان، ومن الطبيعي أن لا نكتفي ببيانات شجب أو عبارات التأييد، وان نطالب العرب شعوبا ومنظمات مجتمع مدني وحكومات بفعل المزيد والتحرك لجهة الضغط على الاحتلال لوقف عدوانه، إلا أن الأمر هنا، يتمثل بكيفية طلب ذلك، والعمل على تحقيقه دون إحداث أي شرك أو تصدع في الموقف العربي الداعم للقضية الفلسطينية، ودون أن يحول الأنظار إلى حقيقة أن الاحتلال الإسرائيلي يهاجم شعبا اعزلا، ويرتكب جرائم ضد الإنسانية بحقه.

إن العمق العربي، هو الضامن لاستمرار الزخم والعمل لحل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال، والتضامن العربي هو أساسي واستراتيجي للشعب الفلسطيني، ولذا فان ما علينا العمل هو الإشادة بهذه الجهود العربية والعمل على تطويرها شعبيا ورسميا، لا أن نهاجمها ونكيل الاتهامات لهذا القطر العربي أو ذاك بأنه شريك في العدوان، فهذه اتهامات لا يمكن إلا إن تضر بقضيتنا وبالتضامن والالتفاف العربي حولها.

أما دوليا، فمشاهد التظاهرات تجوب العواصم الأوروبية لا سيما باريس ولندن ودبلن ومدريد، وفي أمريكا اللاتينية واسيا، مؤشر على أن تطورات القضية الشعب الفلسطينية تؤثر في الرأي العام العالمي، وهو ما يجب على الشعب الفلسطيني وقواه ومنظماته العمل على تطويره، وتفعليه، فهو عامل هام لجهة الضغط على حكومات العالم للتدخل للجم إسرائيل ووقفها والتزامها بوقف العدوان وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

ولا يجوز بأي حال التقليل من أهمية حملات التضامن العربية والدولية مع الشعب الفلسطيني، وغير منطقي أيضا الخوض في سجال ومزايدات على الدور والعمق العربي وخاصة جهود مصر، فالشعب الفلسطيني أحوج ما يكون إليه في هذه الأيام، هو الموقف العربي الداعم في مواجهة العدوان.

http://www.miftah.org