حوار الإعلاميين حان آوانه منذ زمن
بقلم: شادي أبو عياش- خاص بمفتاح
2009/2/19

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=10219

رغم جهودهم الكبيرة إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ودورهم المشهود له في نقل فظائع وحجم هذا العدوان للرأي العام العربي والدولي الذي تحرك محتجا ومتضامنا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إلا أن الإعلاميين والصحفيين كانوا من بين الفئات القليلة التي لم تلتئم بشكل عاجل لتبحث العدوان بتبعاته وانعكاساته المختلفة التي لم تكن بعيدة عن الصحفيين وعملهم، بدءا من استهدافهم بشكل مباشر وليس انتهاء بمنعهم من تأدية واجبهم.

وربما كان اللقاء الذي استضافته المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"، بعيد إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي ضم ممثلين عن وسائل الإعلام المحلية والعربية للتحاور وتقييم أداء الصحفيين ووسائل الإعلام المحلية والعربية، من اللقاءات القليلة التي تناولت هذا الشأن، بمشاركة أصحاب الشأن أنفسهم.

لا نختلف على أن كل وسيلة إعلام لها أجنداتها السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية والتي تنعكس على أسلوبها الخاص في نقل الحدث وسياسياتها وأدائها التحريري سواء من حيث استخدام المصطلحات أو التركيز على زاوية من الحدث دون أخرى، إلا أن ذلك لا يمنع أن يلتقي الصحفيون كزملاء، على اختلاف توجهاتهم وأرائهم، فيما بينهم ليحللوا ويقيموا أدائهم وتجربتهم.

ولا اعني أن هذه اللقاءات يجب أن تعقد بعد كل جريمة أو عدوان إسرائيلي، وهي الجرائم التي لن تنتهي إلا بزوال الاحتلال، إلا أن إلحاحية الحوار واللقاء بعيد هذا العدوان كانت واجبة، وربما غياب أو قل تعطل الجسم الممثل للصحفيين، كان من بين أسباب ابتعاد الصحفيين عن الحوار فيما بينهم بشكل دوري، وفي بعض الأحيان وللأسف اللامبالاة في بعض الأحيان.

إن الصحفيين الذين أصبحوا الخبراء الأوائل في قضايا الحوار، نتيجة الخبرة التي اكتسبوها من خلال تتبع مسار الحوار الوطني الفلسطيني المنشود، حيث يجهد الصحفيون يوميا في تتبع آثار الحوار ويتلقفون كل نبأ خاص بهذا الحوار من بدايته التي لا نعرف متى تكون، وحتى نهايته التي نجهل أيضا كيف ستكون، لا يمكن أن يعجزوا عن الالتقاء على أرضية واحدة، وهي الزمالة المهنية، ليقيموا عملهم وأدائهم ويستفيدوا من تجاربهم، واستشراف أوضاعهم، وربما يدشنون بذلك الخطوة الأولى لإنعاش الجسم الصحفي المتبعثرة جهوده والمتعددة همومه وقضاياه، والتي ليس اقلها ما اختلف عليه العلماء، وهو تحديد من هو الصحفي في فلسطين.

وحتى يأتي موعد عقد مؤتمر نقابة الصحفيين الذي لا يعلم تاريخه إلا العلي القدير، لتعون النقابة من جديد جسما ممثلا للصحفيين الفلسطينيين كما كانت منذ نشأتها، فان اللقاءات ما بين زملاء المهنة بشكل دورة أو عند كل منعطف أو أزمة يمر بها المجتمع الصحفي والشعب الفلسطيني، هامة للصحفيين كجسم واحد يمثل السلطة الرابعة، ويعكس هموم المواطن.

http://www.miftah.org