القاهرة (اف ب) اعلن الموفد الاوروبي الى الشرق الاوسط مارك اوتي الخميس ان الاتحاد الاوروبي يدعم مبادرة مصر الهادفة الى استئناف علمية السلام والمشاركة في حفظ الامن في قطاع غزة بعد انسحاب اسرائيلي محتمل.

وقد التقى اوتي في القاهرة وزير الخارجية المصري احمد ماهر والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى وبحث معهما التطورات في الشرق الاوسط.

وقال اوتي للصحافيين ان زيارته تأتي "بعد تطور مهم تمثل بالمبادرة المصرية التي تهدف الى تحريك الامور على المسارين الفلسطيني والاسرائيلي والطريقة التي تتم بموجبها الاستفادة من خطة اسرائيل للانسحاب من غزة".

واضاف "جانب من زيارتي هو للتعرف على وجهة نظر الحكومة المصرية والتنسيق بين مصر واوروبا فيما اذا وافقت الحكومة الاسرائيلية على خطة شارون". واشار الى ان "الاتحاد الاوروبي يتفق مع مصر على كون مثل هذا الانسحاب يمكن ان يكون مناسبة" لاستئناف علمية السلام "اذا تم (..) في اطار خارطة الطريق واذا عزز قدرات السلطة الفلسطينية لتحمل مسؤولياتها كاملة".

وبشأن طبيعة الدور الذى يمكن ان يلعبه الاتحاد الاوروبى لتنفيذ خطة شارون قال مارك اوتي ان "هدفنا ليس تطبيق خطة شخص بعينه ولكن الدعوة لحل سلمي للصراع الفلسطيني الاسرائيلى والتنسيق مع الاطراف الدولية المعنية بمن فيهم أعضاء اللجنة الرباعية وايضا مصر والأردن والجامعة العربية وذلك لدفع الامور قدما الى الامام وتمهيد الطريق لعملية السلام". واوضح ان "اوروبا تدعم جهود مصر في ما يتعلق بمسألة الامن".

وكانت مصر اعلنت انها تلقت موافقة الفلسطينيين والاسرائيليين على مبادرتها التي تنص على وقف العنف واستئناف مفاوضات السلام وكذلك ارسال خبراء مصريين الى غزة لتدريب قوات الامن الفلسطينية في حال انسحبت اسرائيل.

ووصف الموفد الاوروبي دور مصر بانه "جوهري ولا غنى عنه" مشيدا بمبادرة القاهرة التي سيصلها الاثنين المقبل وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم. واوضح مع ذلك ان الاتحاد الاوروبي واللجنة الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا) "ينتظران قرار اسرائيل حول الانسحاب".

من ناحيتها افادت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان مشاورات تجري الخميس في اسرائيل حول تسوية تسمح لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بالحصول على دعم خلال تصويت الاحد لخطته حول الانسحاب من غزة.

وتنص خطة شارون على الانسحاب من غزة واخلاء 21 مستوطنة في القطاع واربع مستوطنات اخرى في الضفة الغربية.

وردا على سؤال حول دور محتمل للاتحاد الاوروبي من غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي اجاب اوتي بان "الاتحاد الاوروبى مستعد من حيث المبدأ لان يكون جزءا من اي ترتيبات متعددة الاطراف قد يتم الاتفاق عليها سياسيا واقتصاديا" ولكنه لم يعط ايضاحات اضافية.

وبدوره قال وزير الخارجية المصري انه بحث مع الموفد الاوروبي "الدور الذي يمكن ان يلعبه الاتحاد الاوروبي خصوصا على الصعيد الاقتصادي" بعد انسحاب اسرائيل من قطاع غزة.

واضاف "عندما سينسحب الاسرائيليون من غزة(...) سيتركون وراءهم الكثير من المشاكل الاقتصادية والبنى التحتية المدمرة" موضحا ان "الاتحاد الاوروبي سيكون بامكنه المساهمة في اعادة الاعمار".

واكد ماهر مجددا ان "ما تطالب به مصر هو ان يكون هذا الانسحاب جزء من عملية تنفيذ خريطة الطريق وبالتالي فان انسحاب اسرائيل من الضفة الغربية أمر آت لا شكبذلك". واضاف "في هذه الحالة سوف تكون هناك ترتيبات متعلقة بالضفة الغربية".

من جهة اخرى اعلن المتحدث الرسمي باسم الامين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي ان المبعوث الاوروبي حرص خلال اللقاء مع موسى على "الاستماع الى تقييم الامين العام للاتصالات الجارية بشأن الانسحاب الاسرائيلى من قطاع غزة".

وقال ان موسى "أوضح للمبعوث ان هناك اسئلة عديدة فى هذا الشأن لا تزال بدون اجابات واضحه او مقنعة وانه من المهم اعطاء الفرصة للجهود المصرية واية جهود مخلصة اخرى تسعى لتحقيق انسحاب اسرائيلي كامل من اى جزء من الاراضى الفلسطينية المحتلة".