61 عاما على النكبة: الألم مستمر ومأزق قادة الاحتلال أيضا
بقلم: شادي أبو عياش-خاص بمفتاح
2009/5/14

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=10469

في الخامس عشر من أيار من كل عام يجدد الفلسطينيون تمسكهم بحق عودتهم إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها في العام 1984، وذلك على الرغم من جميع محاولات إسرائيل التي اتبعت النكبة باحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة في العام 1967، قمع الفلسطينيين واعتماد المراوغة السياسية والعدوان العسكري لكي وإحباط الوعي الفلسطيني كما دعا احد قادة الاحتلال.

إن مأزق إسرائيل الذي لن تخرج منه إلا بتطبيق قرارات الشرعية الدولية بما فيها إنهاء الاحتلال ليتسنى للشعب الفلسطيني ممارسة حقه في تقرير المصير بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، يكمن في أن الشعب الفلسطيني يورث أبنائه وأجياله المتعاقبة مأساة النكبة وحقه في العودة، وهو مأزق لا يمكن لأي قوة عسكرية أو مراوغة سياسية إسرائيلية أن تخرجها منه، إذ أن الإسرائيليين يكتشفون كل عام أن مقولة" الكبار يموتون والصغار ينسون" اثبت فشلها.

إن إسرائيل رغم ما تنفذه حكوماتها سواء من مخططات استيطانية وتوسعية على حساب الأرض الفلسطينية أو عبر تهويد القدس ومحاولة تفريغها من أهلها أو تقسيم الضفة الغربية إلى كنتونات ومعازل وخنق قطاع غزة وحصاره، إلا أنها دولة تعيش المأزق السياسي الذي رافقها منذ قيامها واحتلالها الأراضي الفلسطينية في العام 1967 والمتمثل في أنها دولة احتلال لا يمكن أن يقبلها المحيط العربي أو حتى أن تعيش باستقرار وامن، وذلك على الرغم من كل ما تمتلكه من أسلحة وآلة قتل متطورة، أو بالرغم من الرعاية والدعم السياسي والاقتصادي الذي تتلقاه من الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.

إن ذكرى نكبة فلسطين، مناسبة أخرى لتذكير العالم والإسرائيليين أنفسهم بمأزقهم الأخلاقي، الذي لن يستطيعوا أيضا التخلص منه إلا بإنهاء الاحتلال وبالاعتراف بالمسؤولية التاريخية عن مأساة الشعب الفلسطيني وتهجيره وتحويله إلى شعب لاجئ بعيدا عن أرضه، ليتبع ذلك الالتزام بالقرارات الدولية بما فيها القرار 194.

إن الشعب الفلسطيني رغم مأساته التي تتجدد كل يوم عبر معاناة اللاجئين في مخيمات اللجوء والشتات وقمع الاحتلال للفلسطينيين وسرقة أرضهم ومياههم ومحاصرتهم، لا يمكن أن ينسى حقه أو يسقطه، وليس لإسرائيل من مفر إلا الالتزام بالقرارات الدولية ورفع الظلم التاريخي الذي أوقعته على الشعب الفلسطيني، حتى يصبح من الممكن بعد ذلك أن تكون هناك حالة من الاستقرار في الشرق الأوسط، فأساس الشرور وعدم الاستقرار استمرار الاحتلال وتنصل إسرائيل من المسؤولية التاريخية عن عذاب الشعب الفلسطيني ومعاناته، فيما الشعب الفلسطيني سيبقى يورث أبناءه مفتاح وحق العودة وتقرير المصير.

http://www.miftah.org