خطاب نتنياهو والشروط التعجيزية
بقلم: نادين الجيطان-خاص بمفتاح
2009/6/16

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=10574

استطاع خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بناميين نتنياهو أن يجهض آمال كل المتفائلين بوجود حل قريب يرضي الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وينهي حالة الصراع القائمة وينقذ عملية السلام.

وجاء خطاب نتنياهو بعد خطاب الرئيس الأميركي باراك اوباما في القاهرة والذي شدد فيه على أهمية إقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، رغم انه لم يرسم من خلال خطابه شكل هذه الدولة وطبيعتها.

في المقابل قام نتنياهو برسم شكل كنتونة دولة فلسطين، كما وصفهاد.صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، وهي الدولة التي قال نتنياهو انه يمكن أن يحصل عليها الفلسطينيون من خلال مفاوضاتهم المستقبلي، حيث قال " إن الأراضي التي ستعطى للفلسطينيين ستكون من دون جيش ومن دون سيطرة على الأجواء الجوية ومن دون دخول سلاح ومن دون إمكان نسج علاقات و تحالفات مع إيران أو حزب الله".

في اتفاقية أوسلو قبل أربعة عشر عاما اعترف الفلسطينيون بوجود إسرائيل لكنهم رفضوا الاعتراف بها كدولة إسرائيلية قومية لشعب اليهودي، فيما اشترط نتنياهو في خطابه الأخير لقيام الدولة الفلسطينية الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية، كما إن كل القضايا التي تمثل جوهر القضية الفلسطينية والتي استمر التفاوض حولها من أوسلو حتى الآن وهي القدس واللاجئين، والمستوطنات، والترتيبات الأمنية، والحدود، والعلاقات والتعاون مع الجيران أصبح واضحا الموقف الإسرائيلي حولها، حيث تعهد نتنياهو في خطابه بالاحتفاظ بالقدس موحدة وكاملة كعاصمة لإسرائيل، كما استبعد عودة اللاجئين، ورفض وقف الاستيطان في الضفة الغربية، وأخيرا طالب الرئيس محمود عباس بأن يفرض سلطته في غزة والتي تسيطر عليها حماس، وبالتالي أراد أن يوصل رسالة تعجزيه الى الفلسطينيين، بأن هذه هي فقط الدولة التي يمكن أن تحصلوا عليها وضمن هذه الشروط، وإن لم توافقوا فانتم المعيقين ولستم الجديين في حل الصراع و عملية السلام.

وياتي هذه الخطاب في ظل الانقسام الفلسطيني والعربي، حيث ان وضع القضية الفلسطينية حاليا في ظل التحدي الإسرائيلي المدعوم أميركيا ودوليا بات صعب للغاية، في وقت صرح الرئيس الأميركي باراك اوباما عقب خطاب نتنياهو " بأنه خطوة ايجابية "يمكن البناء عليها لإعادة إطلاق مباحثات جادة"، كما صرح المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي انه "خطوة في الاتجاه الصحيح"، الا ان المشكلة هنا، ان لا شيء ايجابي جديد في كلمة نتنياهو التي زادت الأمور تعقيدا أمام المفاوضين الفلسطينيين والقادة العرب.

لذا نحن بحاجة الآن أن نوضح للمجتمع الدولي والمسؤولين دوليا بأن الشروط الإسرائيلية تعجزيه، وتقضي على حقوق الشعب الفلسطيني، والتمسك بها هو مجرد إضاعة المزيد من الوقت.

ولكي نصل الى هذا الهدف لا بد من إنهاء الخلافات الداخلية، وان تتوقف بعض الأطراف عن خدمة أجندات خارجية غير وطنية، فالمطلوب أن نعي خطورة الوضع وان لا نقدم لإسرائيل المزيد من الأسباب والذرائع لاستغلالنا أكثر، وعلينا أخيرا أن نفرق بين من يريد أن يحل القضية الفلسطينية ومن يريد حلها.

http://www.miftah.org