الثمانية الكبار والمطلب الدولي بإقامة الدولة الفلسطينية
بقلم: شادي أبو عياش-خاص بمفتاح
2009/7/14

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=10645

لم يعد إقامة الدولة الفلسطينية مطلبا فلسطينيا فحسب، بل أصبح مطلبا دوليا بل وضرورة دولية، وهو ما جعل قمة الثمانية الكبار في ايطاليا، تشدد على الرؤية والمطلب الدولي في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بناء على حل الدولتين، وهو ما يؤكد أن لا مناص عاجلا أم آجلا من إقامة الدولة الفلسطينية، رغم محاولات حكومة إسرائيل المماطلة والمراوغة في الانصياع إلى المطالب ا لدولة لاسيما الأميركية في تجميد الاستيطان، بما فيه ما يسمى النمو الطبيعي،، فالاستيطان هو احد العقبات الكأداء الذي يحول دون أن ترى الدولة الفلسطينية المرتقبة واقعا.

وخرجت المطالبات الدولية بإقامة الدولة الفلسطينية، من العمومية والضبابية إلى الطروحات العملية، وذلك على لسان منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، الذي دعها وفي سابقة من نوعها، تصدر عن مسؤول دولي بحجم سولانا، الأمم المتحدة إلى الاعتراف بدولة فلسطينية خلال مهلة محددة حتى لو لم يتم التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال سولانا "انه وبعد تاريخ نهائي محدد فانه يتوجب إصدار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتبني حل الدولتين , وتابع قائلا": هذا القرار يجب أن يتضمن حدود الدولة واللاجئين والسيطرة على القدس والترتيبات الأمنية".

الرفض الإسرائيلي لطروحات سولانا، وكما هو متوقع لم يأتي متأخرا، إلا أن ما يميز هذه الدعوة الأوروبية، أنها تأتي في ظل حراك دولي عنوانه ضرورة حل الصراع على أساس حل الدولتين وإيقاف الاستيطان، وهي مطالب تزعج حكومة بنيامين نتنياهو الذي حاول دعوة الرئيس محمود عبس للقاء لاستئناف المفاوضات، وهو ذاته الذي أطاح بأي اتفاق مستقبلي عندما وضع شروطه التي تبدأ باستمرار الاستيطان ولا تنتهي برفض إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة.

الموقف الإسرائيلي الرافض، لا يجب أن يكون حجر عثرة أمام التحرك الفلسطيني، بل يجب أن يكون حافزا لتشجيع الدعوات الدولية، خاصة اللجنة الرباعية وقمة الدول الثمانية الكبار ومنسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، والانتقال من مرحلة الأقوال التي تبدو منطقية إلى الأفعال عبر إلزام إسرائيل بالاستجابة للغربة الدولة، وان اضطر ذلك إلى الوصول تحقيق إلى دعوات سولانا وإصدار الأمم المتحدة قرارا بإعلان الدولة الفلسطينية، بل ومقاطعة إسرائيل والضغط عليها، وهي طموحات لا يمكن أن ترى النور إلا إذا ما اجتاز الفلسطينيون عقبات الانقسام الداخلي وتوحيد الصفوف لمواجهة الاستحقاقات القادمة وأبرزها التحديات الإسرائيلية وكذلك ترتيب الأوضاع الداخلية عبر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها، واستعادة قوة وزخم التضامن العربي بل والعمل العربي المشترك، واستغلال الرغبة واللغة الأميركية المختلفة تجاه حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.

وانطلاقا من هذه الفرصة والحراك واللغة الدولية التي نسمعها من أقطاب العالم والقوى المؤثرة، فان تنظيم الصفوف أصبح حاجة ملحة، سيما وان الانقسام الفلسطيني، يحول دون الانطلاق نحو تحقيق الأهداف الوطنية في تحقيق ا لاستقلال، وحاجات المواطنين خاصة في قطاع غزة لجهة إنهاء الحصار والبدء بإعادة اعمار ما دمره الاحتلال خلال عدوانه على قطاع غزة.

http://www.miftah.org