الجدار الفاصل يعزل الرام والضاحية عن المدينة ويسبب مزيدا من المعاناة
بقلم: مفتاح
2004/6/10

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1071


قالت مصادر اسرائيلية امس ان جدرانا اسمنتية ارتفاعها ثمانية امتار وحواجز وبوابات ووسائل مراقبة ومتابعة ستفصل قريبا ضاحية البريد والرام اللتين يبلغ عدد سكانهما حوالي ثمانين الف نسمة بينهم اكثر من عشرة الاف يحملون بطاقات هوية زرقاء، عن القدس الشرقية، وذلك في اطار استكمال اقامة الجدار الفاصل.

وبدأ مقاولون منذ مطلع الاسبوع الجاري بالعمل في المنطقة ووضع عشرات العمال تحت حراسة قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود وشركات خاصة مستخدمين شاحنات ضخمة وجرافات، حواجز حديدية وسط الشارع الرئيسي بين حاجز قلنديا ومفرق الرام وبدأوا باعداد البنية التحتية للجدار الذي سيوضع هناك ويحول الشارع الرئيسي الى شارعين يتكون كل منهما من مسار واحد ويفصلهما الجدار.

ووضعت علامات فوسفورية في مساحة 300متر على الجانب الشرقي من الجدار المخطط له تمر في قلب المنطقة المدينية، حيث ستقام هناك وسائل مراقبة ومتابعة.

وقالت المصادر ان الجدار والشارعين سيحولان الرام وضاحية البريد الى منطقة معزولة المخرج الوحيد لها يتجه شمالا الى حاجز قلنديا ورام الله. وسيجبر سكان الرام والضاحية بعد اقامة الجدار على التوجه الى حاجز قلنديا سواء اكانوا يريدون السفر الى رام الله او القدس. واذا كان لديهم تصاريح اسرائيلية تخولهم الدخول الى القدس سيعاودون التوجه جنوبا من حاجز قلنديا الى الجانب الثاني من الجدار، بهدف الوصول الى القدس.

والى جانب فصل منطقتي الرام والضاحية عن القدس فانهما ستفصلان ايضا عن المنطقة الصناعية قلنديا - «عطروت» وعن بيت حنينا الواقعتين غرب الشارع الرئيسي. وسيجبر العمال والطلاب الذين يمكنهم اليوم اجتياز الشارع بدقيقة واحدة والوصول الى قلنديا او الى مدارسهم في بيت حنينا، على الانتقال بسيارة عمومية او خاصة الى حاجز قلنديا حيث يتعرضون للتفتيش وبعد ذلك فقط يسمح لهم وبناء على موقف الجنود على الحاجز بالانتقال الى الشارع في الجانب الاخر من السور بهدف الوصول الى المكان الذي يبعد عن منازلهم عدة مئات من الامتارفقط.

ولا يعرف اصحاب المحال التجارية القائمة على طول الشارع الرئيسي، اذا كان بامكان زبائنهم من رام الله والقدس الوصول اليهم بعد استكمال اقامة الجدار في هذه المنطقة.

محمود قنديل صاحب شركة «مودولوس» لتسويق الاثاث المكتبي ومن سكان القدس ويعيش في بيت حنينا. وتسجل شركته كشركة اسرائيلية ويدفع ضريبة الدخل، وتقع مكاتب الشركة في «الجانب الفلسطيني» من السور، لا يعرف الان اذا، كان سيسمح له بالمرور صباح كل يوم الى مقر شركته واذا كان سيسمح له في ساعات المساء بالتوجه الى حاجز قلنديا العبور منه في طريق عودته الى منزله.

ويقول قنديل :«معظم زبائني شركات ومؤسسات في رام الله، اما سوق القدس فهو صغير ولا اعرف اذا كان زبائني من رام الله ومن القدس سيستطيعون الوصول الى المقر بعد بناء السور. ولا اعرف ايضا اذا كان بامكاني انا نفسي الوصول الى مكاتب الشركة وربما سأجبر على استبدال تسجيل الشركة من اسرائيلية الى فلسطينية».

وقالت المصادر ان منطقة الرام والضاحية بين الحاجزين تحولت في السنوات الاخيرة الى «منطقة مطلوبة» للمنظمات الدولية العاملة في الاراضي الفلسطينية، وللنخبة من شرقي القدس والعرب من اسرائيل، جراء وقوعها في الوسط بين القدس ورام الله، واقام فيها البنك الدولي ومؤسسات الامم المتحدة والدول المانحة مكاتب وذلك لان بامكان موظفي هذه المؤسسات المرور بسرعة بين الحواجز في مسارات «الشخصيات المهمة» لكن يبدو ان اقامة السور ستقضي على خصوصية هذه المنطقة.

وقال عضو الكنيست احمد الطيبي الذي يقطن في ضاحية البريد مثل عرب كثيرين من اسرائيل :«سيعاني اكثر من مئة الف شخص من هذ الجدار وسأعاني انا مثلهم».

http://www.miftah.org