فلسطينيو ال48..بين عنصرية الدولة ومستعربيها
بقلم: الاء كراجة لمفتاح
2009/10/15

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=10926

قبل يومين ورد في الأخبار قرار الشرطة الإسرائيلية بتفعيل وحدة مستعربين سرية جديدة بين المواطنين الفلسطينين في أراضي ال48، بحجة محاربة الجريمة، ولأن الشرطة لا تملك بنية تحتية استخباراتية للتعامل مع مشاكل "الإجرام" في الوسط العربي.

خطوة ليست جديدة، بل تُضاف إلى أساليب السياسة الإسرائيلية في تعاملها مع مواطنيها العرب، والموجودة منذ إنشاء الدولة اليهودية، فقد أشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إلى أن وحدة مستعربين تابعة للشرطة الإسرائيلية تعمل منذ عدة سنوات في شرقي القدس والقرى المحيطة بها بهدف إحباط عمليات ضد أهداف إسرائيلية، وتم لاحقاً توسيع رقعة نشاط هذه الوحدة للعمل في مناطق أخرى وفي مجالات أنشطة ذات صفة أمنية.

"المستعربون" تعبير عُرف في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، حيث استخدمت هذه الوحدة لنقل المعلومات عن المشاركين في المظاهرات والنشاطات النضالية، أو حتى لاعتقالهم أو اغتيالهم، وكلنا يذكر صورتهم في أرشيف الانتفاضة الأولى، وهم باللباس العربي المدني، يضربون شبان، ويقتادونهم إلى سيارات الجيش الإسرائيلي العسكرية.

والشرطة الإسرائيلية ادعت أن الوحدة السرية الجديدة الآخذة في الازدياد، ستحقق طفرة استخبارتية خلال السنوات المقبلة في مجال استخدام المستعربين، نظرا ًلأن الشرطة ستواجه صعوبات جمة في العمل داخل أم الفحم وحي الجواريش بالرملة.

فالتجسس على النشطاء الوطنين العرب، أو اعتقال المشاركين في النضالات السياسية، أو من لهم علاقة بالفصائل الفلسطينية، أمرا ًبات معروفاً ومعتاداً لدى فلسطيني ال48، لكن الجديد هو الاعتراف بذلك جرأة وعلانية، وبشكل رسمي.

إسرائيل التي فرضت على العرب فيها قسم الولاء للدولة اليهودية، في كل مرة تبتكر أدوات وآليات جديدة للسيطرة والتضييق عليهم، وسلخهم عن هويتهم كما فعلت عندما أقرت سابقاً بتهويد لافتات الطرق، وشطب الأسماء العربية عنها واستبدالها بأسماء عبرية، وصادقت على استبدال الأسماء كما تلفظ بالعبرية بالأسماء العربية للقرى والمدن العربية في أراضي ال 48.

معربة من خلال كل هذه الأساليب، عن انعدام ثقتها بمواطنيها العرب، ومشروعية استخدام كل الوسائل ضدهم، عندما تصفهم بأنهم أعداء لدولة إسرائيل، ومن ثم وفي مفارقة غير منطقية، تطالبهم بالولاء ليهودية الدولة.

إن هذه الأساليب غير الإنسانية لا شك تعبر عن عنصرية الدولة اليهودية، وكذب ادعائها بالديمقراطية، فهي تثبت من خلال هذه السياسية، أن مواطنيها العرب عقبة في مشروع الدولة الصهيوني، سعياً نحو فك ارتباطها معهم، وعزلهم عن تاريخهم وأرضهم. ورغم ذلك فإن فلسطينيو ال48، يصرون على الحفاظ على انتمائهم العربي، وهويتهم الوطنية، وأرثهم التاريخي، وكل هذه الإجراءات العنصرية والقمعية لن تزيدهم إلا دفاعاً عن وجودهم وحريتهم، في مواجهة نظام الأبرتايد الإسرائيلي.

ولن يجدي إسرائيل أي أسلوب أو نهج في مواجهة الوعي الوطني العربي، والانتماء الفلسطيني لفلسطيني ال48.

http://www.miftah.org