هل تثبُت عدالة غولدستون أمام الفيتو الأمريكي؟!!
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
2009/10/17

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=10931

أخيراً وبعد كل الزوبعة التي تبعته الفترة الماضية، تم تبني تقرير غولدستون في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بغالبية 25 صوت مقابل 11 امتنعوا عن التصويت، و 6 ضد من بينها بالطبع الولايات المتحدة.

انتصارا يُسجل للشرعية الدولية وإنصافها لعدالة القضية الفلسطينية، أمام الوحشية الإسرائيلية، ليُثلج صدور أهالي 1400 ضحية، وآلاف الجرحى الذين سقطوا في عدوان إسرائيل على قطاع غزة مطلع العام الحالي، وإن كان لن يعيد لهم من فقدوه، ولن يبني لهم بيوتهم التي دُمرت، كما ولن يرفع عنهم الحصار المستمر منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات.

لكن هذا الانتصار، - أو ما يمكن اعتباره استحقاقاً-، لن يكون ذا قيمة ما لم تتبعه جهود جادة وحقيقة، حتى تأخذ العدالة مجراها على أرض الواقع، وحتى تتم ملاحقة إجراءات التحقيق في جرائم الحرب التي ذكرها ورصدها التقرير، وهذا بالفعل التحدي الحقيقي الذي تتطلبه المرحلة القادمة.

لذا فالمهم الآن، -وبغض النظر عن كل ما لحق بالتقرير من تبعات واتهامات-، هو استكمال العمل لإقرار التقرير في كل المحافل الدولية، وخاصة الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وهذا يتطلب وقفة جدية من القيادة الفلسطينية، والفصائل والقوى الفلسطينية وبالذات حركتي فتح وحماس، وكذلك من الدول العربية والإسلامية، خاصة وأنه بات واضحاً وبيناً للجميع، حضور وجهوزية الفيتو الأمريكي في وجه التقرير وخاصة في مجلس الأمن الدولي، وعندها سيتحول هذا الانتصار إلى مجرد حبر على ورق ليوضع على الرف إلى جانب غيره من القرارات الدولية التي لم تخرج من قاعات التصويت.

فهل سيتغير الموقف الأمريكي المعهود في مثل هذه المواقف؟، حين ينأى بنفسه دوماً عن الحقيقة، ويقف إلى جانب إسرائيل، أم أنه سيبدأ فعلاً بالتغيير الذي وعد به، ليستمر كقيادة حقيقة تنشد العدل والسلام العالمي، ليكون جديراً بنيل جائزة نوبل للسلام ليس من منطلق حسن النوايا وإنما من باب الإنجازات الملموسة، ولا يسقط أمام هذا التحدي الذي سيعكس ماهيته وحقيقته.

أما داخلياً فعلى كل من فتح وحماس الآن الكف عن المهاترات والمناكفات والتصريحات المليئة بالاتهامات، وعدم التذرع بالحجج والذرائع غير المقبولة، للمماطلة وتأجيل المصالحة، بل عليهما الشراكة معاً، ومعهما بقية الفصائل السياسية الفلسطينية الأخرى، والابتعاد عن الفئوية الضيقة، وتغليب المصلحة الوطنية على الخاصة، فإما أن يقبلا بالتعايش والشراكة معاً، وإلا فستذهب ريحهما، وستبيت انتصاراتنا هباءً منثورا.

http://www.miftah.org