بدء اقامة جدار الفصل شرقي مستوطنة ارئيل
بقلم: مفتاح
2004/6/15

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1101


بدأت اسرائيل بإقامة جدار الفصل شرقي المدينة الاستيطانية «ارئيل» ومستوطنتي «عمنويل» و «قدوميم» قرب نابلس، على الرغم من تفاهم سابق بين بين اميركا واسرائيل بعدم القيام بهذه الخطوة.

وكان ممثلو وزارة الدفاع الاسرائيلية قد سلموا قبل حوالي اسبوعين، فلسطينيين من سكان سلفيت الواقعة جنوب ارئيل، قرارات المصادرات الاولى للاراضي التي سيقام عليها جدار الفصل، والتي تبعد حوالي عشرين كيلومتراً عن «الخط الاخضر».

وتتناقض هذه الخطوة مع التفاهم الذي توصلت اليه اسرائيل مع الادارة الاميركية والذي نص على عدم قيام اسرائيل بأي خطوات من هذا النوع في المستقبل المنظور، كما نص على تأجيل بناء جدار الفصل في هذه المناطق، لكنه بالمقابل تتوافق هذه الخطوة مع الوعد الذي قدمه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون الى بنامين نتانياهو وزير المالية بإقامة هذا الجدار مقابل تأييد نتانياهو لمخطط الفصل، وكان شارون قد تعهد باستكمال بناء الجدار في هذه المنطقة قبل استكمال الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة.

وقال نتسح مشيح رئيس ادارة مشروع جدار الفصل في وزارة الدفاع الاسرائيلية لصحيفة «هآرتس»، امس الاول انه سيتم استكمال بناء جدار الفصل شرقي «ارئيل» و «عمنويل» و «قدوميم» حتى شهر ايار 2005.

وكان ممثلو الادارة المدنية التقوا قبل حوالي اسبوعين اوساطاً فلسطينية رسمية وعرضوا عليها قرارات المصادرة مرفقة بخريطة تتضمن معلومات تفصيلية حول الاراضي المصادرة وهي اراضي بطول 3،5 كم وبعرض مئة متر تقع بين ارئيل وسلفيت.

وستصدر في الاسابيع القادمة قرارات مصادرة اخرى لاراضي تقع قرب «ارئيل» و «كرني شومرون» و «قدوميم» وبعد ذلك سيبدأ بناء الجدار وسط الضفة الغربية.

وقالت «هآرتس» ان الاراضي التي ستصادر في منطقة سلفيت هي الجزء الجنوبي لما تصفه الهيئة الامنية الاسرائيلية بـ «الاظافر» وهي عبارة عن مقاطع من جدار الفصل ستحيط بالمستوطنات الكبرى في الضفة من الجانب الشرقي. وستلتف «الاظافر» الرئيسة في هذا القطاع من الجدار حول «قدوميم في الشمال» و«عمنويل» و «كرني شومرون» في الوسط و«ارئيل» في الجنوب.

ومن المقرر ان يتم مد وتوسيع «الاظافر» في المستقبل بحيث تتحول الى ما يصفونه بـ «الاصابع» وترتبط بالخط الاخضر، واذا اقيم هذا القطاع من جدار الفصل في المسار المخطط له سيضم مساحة 15 كم من اراضي الضفة الغربية لاسرائيل. وحسب اقوال مشيح فان: «قرارات المصادرة في منطقة سلفيت تشكل الجزء الجنوبي من «اظفر» ارئيل، المنطقة التي استكمل تخطيطها، اما باقي الاظافر في هذه المنطقة-في «قدوميم» و«عمنويل» و«ارئيل»-فسيكتمل تخطيطها حتى ايار عام 2005. وستستكمل خلال اسبوعين او ثلاثة اسابيع جميع عمليات الاعداد للاظافر الاخرى، وسيتم توزيع قرارات المصادرة، اما بناء ما يطلق عليه اصابع فسيبدأ عام 2005، لكن لم تحدد الجداول الزمنية الدقيقة لاستكمالها، بصورة نهائية».

وطالبت مصادر اميركية في البداية بالغاء هذا القطاع من جدار الفصل، واتفق بعد ذلك على استكمال بناء «الاظافر» شرقي المستوطنات عام 2004، على ان يستكمل عام 2005 ربط هذه المقاطع بالخط الاخضر، وكما ذكر سابقاً يوجد تفاهم بين اسرائيل وواشنطن على تأجيل مخططات بناء الجدار في هذه المناطق.

وقالت مصادر امنية اسرائيلية لصحيفة «هآرتس» ان الهيئة الامنية حاولت مؤخراً تنسيق بناء «الاظافر» مع رؤساء المستوطنين، لكنها واجهت صعوبات كبيرة بمحاولات التنسيق اذ عارض المستوطنون في مستوطنة «قدوميم» بناء الجدار حول المستوطنة، وتوجد صعوبات قضائية تعيق البناء في منطقة «عمنويل»، وبسبب الصعوبات ببناء «الاظفرين» الاولين بدأ قبل حوالي اسبوعين اصدار قرارات مصادرة لبناء «الاظفر» الجنوبي-الذي سيحيط بالمدينة الاستيطانية «ارئيل»، والذي سيؤدي في المستقبل الى ضمها مع المستوطنات المجاورة لها الى شارع «حوتسيه شومرون».

وستتأثر عشرات القرى الفلسطينية ببناء هذا القطاع من جدار الفصل، اذ ستبقى بعض القرى داخل الجنوب، وسيجبر سكانها، كما حدث في مناطق اخرى الحصول على تصاريح تواجد وتنقل من اجل تمكينهم من التوجه الى مناطقهم الزراعية، وستصادر اراضي قرى اخرى من اجل اقامة الجدار عليها، وستفصل قرى عن مصادر مياهها او عن خدماتها الرئيسية.

ومن المرجح ان تكون عمليات بناء الجدار في هذه المناطق اكثر تكلفة من بنائه في المناطق المستوية، وقال مصدر مطلع على تكاليف بناء جدار الفصل: «من المتوقع وصول التكلفة الى عشرة ملايين شيكل لكل كيلومتر، فيما بلغت تكلفة اقامة كل كيلومتر في مناطق اخرى حوالي 6-5 مليون شيكل».

ووفقاً لقرارات المصادرة التي سلمها رجال الادارة المدنية لسكان سلفيت ستتم مصادرة الاراضي حتى كانون الاول عام 2007 وبالامكان بعد ذلك التاريخ تمديد فترة سريان مفعول قرارات المصادرة، وقال امس الاول نواف سيف مدير الارتباط المدني الفلسطيني في سلفيت: «ندرك جميعاً بان الاراضي المصادرة لن تعود لاصحابها حتى لو لم يبن ولا حتى سنتمتر واحد من الجدار».

واضاف: «توجد 32 قرية و32 مستوطنة في اللواء، وسيؤدي الجدار الى تطوير المستوطنات والى عزل وسجن القرى الفلسطينية التي ستصبح بمثابة رهينة».

ويتبلور الان وجود الجيب الاول للقرى مع بدء استكمال عمل الجرافات قرب قرى دير بلوط ورافات والزاوية، كما ستطوق وتحاصر قرية عزون عتمه الواقعة قرب شارع قاطع شمال الضفة الغربية وستنفصل عملياً عن الضفة الغربية. وزعمت مصادر امنية اسرائيلية مشرفة على بناء الجدار بأن الجدار في هذه المناطق لا يؤدي الى سجن قرى فلسطينية، اما تأثيره فلا يتجاوز احتمالات وضع عقبات امام وصولهم الى اراضيهم، او بمصادرة اراضيهم، وقال مشيح: «بخصوص الاصابع، وفقاً للمخططات لا توجد فيها قرى فلسطينية او منازل باستثناء حالة واحدة في اللبن، وسيتطلب الامر في بعض الحالات حصول سكان القرى على تصاريح للوصول الى اراضيهم، لكن بنفس الوقت سيتم ضمان وصولهم الى المدن الفلسطينية».

http://www.miftah.org