صرح الدكتور نبيل شعث وزير الشؤون الخارجية للـ القدس ان جميع الأطراف الدولية وفي مقدمتها اللجنة الرباعية ومجموعة الثماني والدول العربية برئاسة مصر لم يقبلوا بالمشروع الإسرائيلي المطروح حالياً مؤكداً ان هذه الأطراف تصر على ضرورة ان يكون الانسحاب الإسرائيلي من غزة كاملا شاملا وجزءا من خريطة الطريق ووقف إطلاق نار متبادل فوراً وليس بعد الانسحاب .

وقال شعث ان الأطراف الدولية تصر على قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وضرورة انهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967مشيراً الى أهمية بيان الدول الصناعية الثماني حيث ان الجانب الأميركي اجرى تعديلا وتغييرا مهما في موقفه من هذه القضايا المهمة .

وأوضح شعث الذي اجتمع مع القنصل الأميركي العام في القدس لمدة ساعتين ان ما صادقت عليه الحكومة الإسرائيلية مختلف كلياً عن المشروع المصري الذي يحظى باجماع وموافقة الجميع . مؤكداً ان المخاوف من المشروع الإسرائيلي مازالت قائمة بسبب تأجيل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة الى آذار القادم اي بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية .

وقال ان هذا الموقف يثير القلق ويذكرنا باتفاق الخليل و «واي ريفر» وغيرها من الاتفاقيات التي لم تنفذ وخصوصاً في ظل القتل والاغتيالات وتدمير المنازل الفلسطينية ومصادرة الأراضي وتكثيف الاستيطان في الضفة الغربية .

وشدد على انه في المباحثات التي اجراها مع ديفيد جير طالب الإدارة الأمريكية بالتصدي للقرار الإسرائيلي الخاص ببناء جدار الفصل العنصري في محيط مستوطنة ارئيل شمال الضفة الغربية الأمر الذي يؤدي الى مصادرة مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة ووقف نهج الاغتيالات .

وقال شعث ان جير أكد ان الإدارة الأمريكية شرعت بالاتصالات مع الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بالجدار والمستوطنات والإغتيالات ولفت الى ان هناك حركة أمريكية مستمرة تدعم هذا التوجه .

واضاف ان رئيس الوزراء أحمد قريع » أبو علاء » سيجتتمع اليوم الأربعاء مع عمر سليمان في القاهرة لوضع كافة التصورات تمهيداً للجولة التي سيجريها سليمان في 24 من الشهر الجاري واجتماعاته في رام الله مع الرئيس ياسر عرفات وكذلك في تل ابيب وفي نفس اليوم ستعقد اللجنة الرباعية اجتماعاً لها في شرم الشيخ على مستوى السفراء ثم سيجتمعون مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مؤكداً ان وليم برنز مساعد وزير الخارجية الأميركي سيزور المنطقة في 26 من الشهر الجاري .

واشار شعث الى ان هناك حركة دبلوماسية نشطة تدور الى حد كبير حول المبادرة المصرية والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة خاصة بعد ان اصبح هذا الانسحاب جزءاً من قرار مجموعة الدول الصناعية الثماني بالاضافة الى قرار اللجنة الرباعية الدولية ».

وتابع قائلاً ان محور الحركة الدبلوماسية العربية والدولية يدور حول ضرورة الخروج من المأزق الذي دخلتة عملية السلام بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل .

ولفت شعث الى الخلافات الداخلية في اوساط الجيش والمسؤولين الإسرائيليين الذين تبين لهم ان عاموس جلعاد قام بتزوير التقارير التي قدمت للحكومة والجيش عن اسباب اندلاع الانتفاضة والاتهام الباطل ان الرئيس عرفات معني بتدمير إسرائيل ولا يصلح شريكاً لصنع السلام في عهد حكومة براك وغيرها من الافتراءات والاستنتاج ان عاموس جلعاد هو السبب في الحرب والدمار.

وقال ان الموقف والمشروع المصري والحركة الأميركية وتأييد مجموعة الدول الصناعية الثماني واللجنة الرباعية الدولية كل ذلك يدفع باتجاه تنفيذ سريع لخطة » خريطة الطريق » بما فيها وقف اطلاق النار المتبادل فوراً والانسحاب من شمال الضفة الغربية مع الانسحاب من كل قطاع غزة كجزء من خريطة الطريق .

وأشاد شعث بالموقف الأيجابي والمتطور الذي اتخذته «حماس» في ظل هذه الحركة وخاصة فيما يتعلق بالمشاركة في السلطة والدولة وغيرها من القضايا المهمة .

وحول اجتماعات« أبو علاء » في القاهرة اليوم قال شعث ان رئيس الوزراء يولي اهمية كبيرة للمشروع المصري ويعتبره فرصة في غاية الأهمية ».