عام على حرب غزة، فما جديد المشهد الفلسطيني؟
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
2009/12/24

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=11154

هاهو عام يمضي على ذكرى، عملية "الرصاص المصبوب"، التي بدأتها إسرائيل على قطاع غزة منتهكةً كل القوانين الدولية والشرعية، دون أي اعتبار لكرامة و حقوق الإنسان, التي تحولت الآن إلى ذكرى وإلى حقائق عكسها حبر تقرير غولدستون، بنية محاسبة الإسرائيليين على ما اقترفته أيدهم من جرائم حرب، راح ضحيتها أكثر من 1400 شهيد وآلآف الجرحى، ودُمرت خلالها كل أشكال الحياة، على كافة الأصعدة.

عام مضى ومازال الحال على ما هو عليه، فلم تتوقف إسرائيل يوما ًعن انتهاكاتها واعتداءاتها على المواطنين الأبرياء، سواء من خلال حصارها المفروض على قطاع غزة، أو ممارساتها اللاإنسانية في الضفة الغربية من تشديد للحواجز خاصة في الأيام الحالية التي تشهد احتفالات بعيد الميلاد المجيد، والتي تحول دون وصول الحجاج للمدينة.

المشهد الفلسطيني والعربي والدولي بعد عام من العدوان الدامي على قطاع غزة، لم يشهد أي تغيير يُذكر، لا على صعيد المصالحة الوطنية ولا على صعيد رفع الحصار على القطاع، وفي ظل ذلك تستمر إسرائيل في سياستها الاستيطانية المتفشية في كافة أراضي الضفة الغربية، وخاصة في القدس التي تعاني التهويد، وتهجير المقدسيين، وطردهم من منازلهم ومصادرة هوياتهم.

عام مضى على أهالي الضحايا والمنكوبين، ولم تتحقق أدنى حقوقهم، سواء في مساءلة من كانوا سبب مأساتهم، أو سبب تشردهم حتى الآن، عام مضى ولم تشهد فيه غزة أي إعمار وعدت به، و لم تزدد سوى أنفاقاً، تمخضت عن حصار فشل العالم في رفعه وإزالته، فضاقت السبل بأهالي قطاع غزة، وشرعوا مضطرين لكسر الحصار المفروض عليهم منذ أكثر من ثلاث سنوات، فلم يجدوا بُداً من حفر شريان الحياة الوحيد وهو الأنفاق، رغم اكتوائهم بالموت القادم منها وأسعارها الاحتكارية والاستغلال الذي ينتهجه تجارها، لكنهم مع ذلك يدركون أن ما لا يقل عن ثلثي حاجاتهم الأساسية تأتي عبر الأنفاق، ونحن نتحدث عن الأساسيات اللازمة لاستمرار الحياة وليس فقط الكماليات.

لا أحد يريد أن يعتمد مستقبل غزة على الأنفاق، لكن أليس من باب أولى أن نفكر جمعياً بمستقبل أفضل لأهالي القطاع غير الصمود بالأنفاق؟ لماذا نصر أن ندير ظهورنا للمصالحة الوطنية التي ستنهي الانقسام، وتطمر الأنفاق؟ لماذا على مليون ونصف المليون أن يدفعوا ثمن الحصار والانقسام في آن واحد، بسبب أناس تشغلهم السلطة، والكراسي، وآخر ما يفكرون فيه وطن منقسم، و 124 ضحية دُفنوا في الأنفاق، أو 365 ضحايا الحصار؟.

علينا أن نفكر في بدائل هذه الأنفاق، طالما أن العالم أجمع لم يحرك ساكناً لرفع الحصار، فأمام هذا التجاهل والجمود الدولي تجاه ما تقوم به إسرائيل ضد أهل القطاع والضفة الغربية، لا نملك سوى التخلي عن هذا التلكؤ بل والتجاهل الفلسطيني، لمسألة الذهاب للمصالحة الوطنية، وإنهاء الانقسام، والدفع باتجاه مساءلة ومقاضاة إسرائيل على جرائمها في غزة، كما جاء في تقرير غولدستون، وإلا فإن غير ذلك، سيبقينا لقمة سائغة لكل من يتربص بنا، وسيكون سبباً في مزيد من أرواح الأبرياء المعلقة في أعناق كل من تهاون أو ساهم في التضييق على هذا الشعب وانقسامه وضياعه، وسيمر هذا العيد كما سابقه من الأعياد، في سنوات الاحتلال، على أمل متكرر بالخلاص والحرية والوحدة الوطنية.

http://www.miftah.org