نشر تفاصيل الخطة المصرية لإحياء عملية السلام
بقلم: مفتاح
2004/6/22

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1132

القاهرة - د ب أ: نشرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الـمصرية، أمس، خطة مصرية مفصلة لإحياء عملية السلام، تقضي بتوجه مدير الـمخابرات الـمصري إلى رام الله وتل أبيب، وعقد محادثات للجنة الرباعية في مدينة طابا الـمصرية، ومباحثات يُجريها اليوم وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الأميركي في القاهرة في هذا الأمر. وذكرت الوكالة أن مدير الـمخابرات الـمصرية اللواء عمر سليمان سيبدأ غداً جولة تشمل رام الله وتل أبيب والقدس لـمناقشة ما سمته "خطة مبارك لإحياء عملية السلام" مع الـمسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأوضحت الوكالة أن عمر سليمان سيلتقي فى رام الله الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء أحمد قريع و"عدداً آخر من القيادات والشخصيات الفلسطينية الـمؤثرة".

وتابعت ان سليمان سيعقد في تل أبيب والقدس اجتماعات مع وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز وعدد آخر من الـمسؤولين، من بينهم مدير الـمخابرات الاسرائيلية. وأوضحت ان سليمان "يستهدف (خلال هذه الجولة) الاتفاق على الضمانات الكفيلة بتنفيذ الخطة من جانب كل طرف مع التزام صارم بعدم وقوع أية انتهاكات" بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة. وطبقا للوكالة فان الخطوة الـمقبلة في التحرك الـمصري بعد زيارة سليمان هي "وضع برنامج زمني لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه مع كل طرف (..) إلى جانب وضع خريطة واضحة ومحددة للتحرك العملي على الأرض". وذكرت الوكالة أن مصر ستقوم خلال الفترة القادمة "بتحرك سياسي واسع" لعرض هذه الخطة الشاملة. واكدت الوكالة نقلا عن مصدر "وثيق الصلة" بالتحرك الـمصري، ان القاهرة "انتهت بالفعل من وضع الخطة بتفاصيلها في شكلها النهائي بعد لقاءات واتصالات ومشاورات مع مختلف الاطراف سواء أكانوا الـمعنيين مباشرة أم الـمهتمين بعودة السلام والاستقرار للـمنطقة والـمستعدين للدعم والـمساندة الـمادية والفنية والسياسية". القاهرة تنشر وقالت الوكالة ان مبعوثا رفيع الـمستوى للرئيس الـمصري حسني مبارك، لـم تسمه، "سيتوجه الى واشنطن بعد النشاط الـمكثف الذي ستشهده القاهرة ورام الله وتل أبيب ليلتقي بكبار الـمسؤولين الاميركيين ليستكمل التشاور والـمباحثات هناك حول أهمية مساندة خطة العمل الـمصرية من جـانب الادارة الاميركية لبعث عملية السلام وتنفيذ خارطة الطريق". وذكرت ان "الـمؤشرات الحالية تكشف عن عدم حماس من جانب الادارة في واشنطن لدعم جهود مصر اذ إن ادارة (الرئيس الاميركي جورج) بوش تخشى التورط الان في هذه العملية مخافة أن تسفر الجهود عن فشل يضاف الى الـمصاعب التي تواجه الرئيس بوش في وقت لا يفصله عن موعد الانتخابات الرئاسية الا بضعة أشهر قليلة". ويبدأ التحرك الـمصري يوم الاربعاء بزيارة يقوم بها سليمان لرام الله والقدس وتل أبيب حيث سيلتقي سليمان في رام الله بالرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء أحمد قريع وعدد من القيادات الفلسطينية. ومن الـمقرر أن يصل إلى القاهرة اليوم وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الاميركي لاجراء مشاورات مع وزير الخارجية أحمد ماهر وعدد من الـمسؤولين الـمصريين حول إحياء عملية السلام من خلال خطة الرئيس الـمصري حسني مبارك بأبعادها الـمختلفة الامنية والسياسية والتنموية وإجراءات بناء الثقة التي تتضمنها.

وتستضيف مدينة طابا الـمصرية يوم الخميس اجتماعات الـمجموعة الرباعية الدولية الـمسؤولة عن تنفيذ خارطة الطريق والتي تضم ممثلين عن الامم الـمتحدة والولايات الـمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي. ويعقب ذلك توجه مبعوث للرئيس مبارك رفيع الـمستوى إلى واشنطن ليلتقي بكبار الـمسؤولين الاميركيين ليستكمل التشاور والـمباحثات هناك حول أهمية مساندة خطة العمل الـمصرية من جانب الادارة الاميركية من أجل بعث عملية السلام وتنفيذ خارطة الطريق. وتشمل الـمرحلة الثانية للتحرك "البدء بالانسحاب من غزة وتفكيك الـمستوطنات بما فيها ثلاث مستوطنات بالضفة الغربية" فيما تبدأ الـمرحلة الثالثة "بالعودة إلى مائدة التفاوض بين الطرفين في إطار خارطة الطريق". ومن الـمتوقع أن يبدأ التنفيذ العملي لـمراحل الخطة في تشرين الثاني. وقالت الوكالة إنه في حال الاتفاق على الشكل النهائي للخطة سيعلن كل طرف قبوله لها والتزامه ببنودها وبعد ذلك مباشرة تبدأ عملية إعادة بناء السلطة وأجهزتها الامنية وكوادرها بحيث تكون شريكا مؤهلا وقادرا للـمشاركة في عملية الانسحاب من غزة والسيطرة الكاملة على الاوضاع. ومن الـمنتظر أن يبدأ الرئيس عرفات اجتماعات مع زعماء الفصائل الفلسطينية بعد جولة مماثلة من الاجتماعات عقدها رئيس الوزراء أحمد قريع للتشاور حول الخطة والاتفاق على إقامة جهاز أمني موحد قبل أن يتوجه زعماء الفصائل إلى القاهرة لتأكيد اتفاقهم الكامل على الـمبادرة الـمصرية منتصف تموز الـمقبل. وكانت مصر قد أكدت من خلال اتصالاتها مع القيادة الفلسطينية على تشكيل قوة الامن والادارة للسلطة "على أساس الكفاءة والقدرة وليس على أساس توزيع مناصب لكل فصيل ليكون الجهاز الامني وطنيا فلسطينيا موحدا وليس تكريسا لانقسامات قائمة بالفعل الان". وقال الـمصدر إن القاهرة أكدت وستؤكد للاسرائيليين أن مساهمتها في الخطة هي "لتحقيق سلام شامل وتمهيد الطريق لتنفيذ كامل وأمين لخارطة الطريق" كما أوضحت القاهرة أن تدريب الكوادر الامنية والفنية والادارية الفلسطينية الذي ستقوم به مصر سيشمل قوات الامن في غزة والضفة أيضا بهدف تشكيل جهاز أمن فلسطيني كامل وموحد".

ومن الـمتوقع أن يصل حجم قوات الامن الفلسطينية الـمدربة إلى "ثلاثين ألف عنصر وأن تستمر عمليات التدريب والتأهيل ستة اشهر كاملة" وقد تلقت القاهرة في هذا الصدد ردودا ايجابية عديدة من الدول الـمانحة التي أبدت استعدادها لتقديم الاموال والـمعدات والخبراء لتجهيز قوة الامن الفلسطينية والكوادر اللازمة لاعادة بناء السلطة لتصير شريكا فاعلا على الارض.

http://www.miftah.org