لماذا لا تكون القمة العربية مكاناً لحل الخلاف الفلسطيني؟
بقلم: جهاد بركات لمفتاح
2010/3/15

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=11391

أيام تفصلنا عن القمة العربية العربية في ليبيا، قيل الكثير حول حضور أو عدم حضور ممثلين من حركة حماس ورَفْض الرئيس محمود عباس لذلك، إعلامياً يبدو أن الرئيس عباس والسلطة الفلسطينية بالإضافة إلى دول عربية مثل مصر ترفض هذه المشاركة، وإعلامياً أيضاً فإن ليبيا وقطر تسعيان لمشاركة الحركة في هذه القمة، وأنا لا أريد مناقشة كلتا الرؤيتين، بل يمكن الخروج من هذا المأزق بدعوة حركتي فتح وحماس وربما أيضا بقية الفصائل للمشاركة بجلسة خاصة للزعماء العرب تعرض خلالها قضية المصالحة الفلسطينية.

صحيح أن جامعة الدول العربية أوكلت مصر بقضية المصالحة ومصر أعدّت وثيقة للتوقيع عليها من قبل حماس وفتح، وصحيح أن حماس كان بوسعها اختصار كل هذه المناورات إذا ما وافقت على التوقيع على الوثيقة منذ زمن، لكننا مازلنا نريد حلاً لهذا الجمود، و علينا انتهاز الفرص لتحريكه، فما الضير من عرض المسألة برمتها أمام الزعماء العرب وبحضور القيادة الفلسطينية وحركة حماس، هذا إن كان العرب يدعمون المصالحة بمحاورهم المختلفة (لمن يحبون التقسيم إلى محاور)، وليس المطلوب من السلطة الفلسطينية الموافقة على هذا الأمر فقط بل عليها طلبه، وحماس بالمثل.

هل يمكن حل المسألة؟ ببساطة فلتُجَرَّبْ ولْيَقُلْ كل طرف ما عنده أمام الجميع، وحين يكون التمثيل على أعلى المستويات فإن كلمة الفصل يمكن أن تتم، إذن فلماذا لا تكون القمة العربية مكاناً لحل الخلاف الفلسطيني؟.

ربما يقول البعض، بهذا نفتح بوابات الجامعة للحضور من قبل الحركات السياسية والأحزاب وربما في المستقبل المعارضات العربية، وأقول إن لم تسعى جامعة الدول العربية إلى التعامل مع أزمة المصالحة الفلسطينية فما تأثيرها، وما وظيفتها إن لم تكن حل مشكلات العرب، أم أن العرب لا يدفعون إلا إلى المفاوضات التي وافقوا عليها مؤخرا على أن تكون غير مباشرة على الرغم من استمرار الاستيطان ليل نهار في الضفة الغربية، وضم وتهويد المقدسات في القدس وغيرها كما حصل في الخليل.

على مدار عقود لم نرى من هذه الجامعة إلا البيانات والشجب والاستنكار وأحياناً رأينا قممها ساحة للتجاذب والخلافات، نحن ننتظر تغيير هذه الصورة الراسخة في رؤوسنا ولن تتغير إذا لم يأخذ الزعماء العرب موقفاً جاداً وإيجابياً عكس ما كان يحصل سابقاً، ونحن الفلسطينيون مسؤولون أيضاً فعلينا الدفع بهذا الاتجاه.

ورغم كل ما يتمتع به العالم العربي من ميزات وثروات نفطية وزراعية ومياه، وموقع استراتيجي في قلب العالم، إلا أن كل ذلك وعلى عكس ما يجب أن يكون كمصدر للقوى والاحترام من قبل العالم، إلا أنه لا يعدو كونه أسباباً لاستغلالنا وليس لقوتنا، لأن تشتتنا وتشرذمنا يمنعنا من تسخير كل هذه الإمكانيات لصالحنا، لذا فإن كل ما يخرج عن قممنا العربية قد لا يشكل أي أهمية تذكر بالنسبة للعالم وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، في فرض خطط جديدة لتغيير الواقع،- والمقصود به واقعنا وحالنا-.

ورغم كل الخلافات التي سبقت حتى انعقاد القمة، إلا أننا نود أن نكون متفائلين عملاً بالقول "تفاءلوا بالخير تجدوه" لعلنا نجد شيئاً جديداً ومختلفاً عن القمم العربية السابقة، رغم التحديات الكبيرة المطروحة على الأرض خاصة المتعلقة بالملف الفلسطيني- الفلسطيني، والفلسطيني الإسرائيلي، وغيرها من الملفات العربية، وهذه دعوة متجددة للدول العربية لتحمل مسؤولياتها إزاء كل ما يتوجب عليها، ولاتخاذ مواقف جرئيه وفاعلة وحازمة من أجل حل الأزمات التي تعتري وطننا العربي، قبل أن يغرق في مستنقع الضياع الذي لا عودة منه.

http://www.miftah.org